شرفات

الأردنية نصراوين تُصدر.. أمّا أنا.. رشاقة العبارة

01 مايو 2017
01 مايو 2017

«العمانية»: يتضمن الإصدار الثالث للكاتبة الأردنية رولا نصراوين، نصوصًا ذات صبغة شعرية، تتسم بأنها بلا عناوين، تقول المؤلفة إنها كتبتها في ظروف مختلفة، فكلما اختمرت لديها فكرة، دوّنتها، وكلما لمعت في ذهنها صورة ثبّتتها.

وتبدو الأفكار في الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون»، عميقة في دلالاتها ومعانيها، ومن ذلك أن نصراوين تستهل النصوص بمقطوعة عن الغاردينيا، توحي لها بفكرة عميقة عن الحياة:

«وأخيرًا،

أزهرت الغاردينيا في شرفتي،

فاح عطرها،

ازدانت أوراقها ألقا.

ربما لم أدرك..

أن ثمر الحياة ينبتُ في أوانه،

لا في أواني!».

وترسم الكاتبة صورًا شعرية تختزل الكثير من الكلام، وتنبض بكثير من الحياة:

«هلّا أعدتَ لي

أصابعي

هي مُلكي وحدي..».

يقول الكاتب حسين نشوان عن نصراوين: «إنها كاتبة توقعنا في شرك نصوصها دون أن تكون لها القدرة على ردِّها أو الهروب منها، وتدونُها برجع العاتب بكلمات لا تخلو أحيانًا من نزفٍ ووجع. تختار صورها من الواقع، وتضفي عليها روحها الصافية، بصادق كلامها، لتزرع الأمل، وتلونها بالحلم، الحلم الذي يراوغ احتيال الحياة بالكتابة».

ويصف الناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى كتابتها بأنها «فيوض وجدانية وبوح رومانسي رقيق مُبهر بالصدق والعفوية، ومصوغ بجماليات تعبيرية رشيقة، لا أثر فيها للتعقيد والتكلف»، مضيفًا أن نصراوين «تقدِّم مشاعرها ومواقف قلبها وفكرها بشجاعةٍ خجولة وبساطةٍ أنيسة ممتعة، وهي بذلك تذكِّر ببدايات جبران خليل جبران».

أما الناقد الشاعر محمد سلام جميعان فيقول عنها: «تقودنا رولا نصراوين برشاقة العبارة وأدبيتها إلى استنشاق قوانين الصراع بين الأهواء والمبادئ، والكشف عن حُجب المستقبل البعيد، وإزاحة الظلام عن كفن الخيال المريض، وتجاوز الألم اللاذع والحزن المتمادي، لننتقل من حالة النقص إلى حالة الكمال، ومن الألم إلى الأمل، ومن العجز والتفريط إلى القدرة والاستطاعة، ليبقى الإنسان خزانة لا تنفذ من الحلم والحزم، وكنزًا طافحًا بالتجدد والامتلاء بالرغبات السامية».