995152
995152
العرب والعالم

حملة اعتقالات واسعة في تركيا استهدفت الشرطة

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

يشتبه في تأييدهم لـ«فتح الله جولن»

اسطنبول - (أ ف ب): اعتقلت السلطات التركية امس أكثر من ألف شخص خلال حملة جديدة ضد المشتبه في تأييدهم الداعية فتح الله جولن، وذلك بعد عشرة ايام من فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في استفتاء حول تعزيز صلاحياته. ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن وزير الداخلية سليمان صويلو قوله «أطلقت عملية صباح امس في 81 محافظة، وهي مستمرة. وفي هذه الأثناء التي أتحدث فيها، تم إيقاف 1009 (مشتبه به) في 72 محافظة».

وأضاف أن «هذا إجراء ضروري في صالح الجمهورية التركية وهدفها تطهير» صفوف الشرطة من العناصر التي يشتبه في تأييدها جولن.

وقال الوزير إن «الخطوة الأهم في الجهود المبذولة هدفها تحديد وتدمير هيكلية تسربت إلى شرطتنا وتسعى للسيطرة عليها من الخارج... لقد تم الانتهاء منها صباح امس».

وتتهم السلطات التركية جولن بالتخطيط لمحاولة انقلاب فشلت في 15 يوليو فيما ينفي أي دور له فيها.

ومع هذه الاعتقالات الجماعية والضربات ضد المقاتلين الأكراد في سوريا وعلى مواقع في العراق، يبدو أن القادة الأتراك يرغبون في تأكيد المضي في حربهم ضد «الإرهاب» داخل الحدود وخارجها.

وتأتي حملة التطهير الواسعة التي شارك نحو 8500 شرطي قبل ثلاثة أسابيع من زيارة مهمة يقوم بها أردوغان إلى الولايات المتحدة حيث ستشكل المطالبة بتسليم جولن الذي يعيش في منفاه هناك منذ عام 1999 احد ابرز عناوينها. ولطالما طالبت الحكومة التركية الولايات المتحدة بتسليمها جولن.

وتأتي المداهمات غير المسبوقة خلال الأشهر الأخيرة عقب فوز اردوغان بفارق ضئيل في استفتاء في 16 ابريل على تعديلات دستورية توسع صلاحياته، الامر الذي يثير المخاوف من نزعة تسلطية. وأشارت الاناضول إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق 390 مشتبها به في اسطنبول وحدها.

وتعتبر أنقرة حركة «خدمة» التي يقودها جولن «منظمة إرهابية» رغم أن المجموعة تصر على أنها حركة سلمية تدعو إلى الإسلام المعتدل.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن عدة آلاف صدرت بحقهم مذكرات توقيف في هذه العملية المشتركة من الشرطة وأجهزة الاستخبارات، وأشارت صحيفة «حرييت» إلى «لائحة تتضمن 7000 اسم».

وتتهم السلطات التركية جولن، الحليف السابق للرئيس أردوغان، بتزعم «منظمة ارهابية» تسللت إلى المؤسسات بهدف بناء «دولة موازية». لكن الداعية يؤكد انه يدير شبكة من المدارس، والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات باسم «حزمت» (الخدمة» باللغة التركية) لتشجيع إسلام تقدمي ومستنير.

ومنذ الانقلاب الفاشل، تم اعتقال اكثر من 46 ألف شخص غالبيتهم من الشرطة والقضاة والمدرسين حتى الآن كما تم طرد او تعليق مهام اكثر من مائة ألف آخرين على خلفية حالة الطوارئ المفروضة منذ محاولة الانقلاب.

وقبيل الاستفتاء، مدد البرلمان التركي حالة الطوارئ ثلاثة أشهر إضافية حتى 19 يوليو. وقد أثارت هذه التدابير قلق المنظمات غير الحكومية والدول الأوروبية التي تشجب عملية قمع شاملة ضد الأوساط الموالية للأكراد ووسائل الإعلام المعارضة.

وحلت تركيا في المرتبة 155 (من أصل 180) في ترتيب لحرية الصحافة للعام 2017 نشرته منظمة مراسلون بلا حدود التي تشير إلى «مطاردة وسائل الإعلام المنتقدة». وبعد فوزه في الاستفتاء على تعزيز صلاحياته، يعرب معارضو اردوغان عن الخشية إزاء انحراف تسلطي جديد للسلطات التركية.

ويقول القادة الأتراك أن تعزيز السلطات الرئاسية سيسمح بإدارة اكفأ «للحرب ضد الإرهاب» التي تجري على ثلاث جبهات ضد أنصار جولن والمتشددين والانفصاليين الأكراد.

وتأتي حملة التطهير الجديدة غداة شن سلاح الجو التركي غارات على مواقع كردية في شمال شرق سوريا وفي منطقة سنجار في شمال غرب العراق والتي أوقعت أكثر من ثلاثين قتيلا.

واستهدفت الضربات وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا وحزب العمال الكردستاني وحلفائه في العراق.