كلمة عمان

جوائز أوسكار الإعلام السياحي العربي

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

من المؤكد أنه لا يختلف أحد حول أهمية النشاط السياحي، خاصة بعد أن تحولت السياحة إلى صناعة ضخمة، تحتاج إلى وضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج العلمية والمدروسة، ليس فقط على مستوى الدولة الواحدة، بمحافظاتها ومناطقها، ولكن أيضًا على مستوى الدول والأقاليم الجغرافية التي تضم مجموعة من الدول، كالمنطقة العربية على سبيل المثال. وذلك في إطار التكامل والتنسيق فيما بينها، خاصة أن السياحة أصبحت مصدر دخل كبير للعديد من الدول، التي نجحت في توظيف وتسويق إمكاناتها السياحية الطبيعية والتراثية والثقافية وغيرها، وجذب ملايين السياح على امتداد العام.

وفي هذا الإطار فإن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- جعلت من قطاع السياحة أحد القطاعات ذات الأولوية، في إطار خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 - 2020) كما تمت صياغة الاستراتيجية الوطنية للسياحة، وتقوم وزارة السياحة بنشاط كبير وملموس في الواقع، سواء في العمل على توفير مزيد من التسهيلات للاستثمار في قطاع السياحة، بما في ذلك توفير قطع أراضٍ ملائمة لهذا النشاط للمستثمرين من القطاع الخاص، أو على صعيد زيادة كفاءة البنية الأساسية لهذا القطاع، ووضع برامج للاستفادة من العديد من المقومات السياحية، المتنوعة وذات الجذب في مختلف محافظات السلطنة من ناحية، ومواصلة الجهود والتحركات المدروسة للمشاركة في أسواق السفر والسياحة العربية والعالمية وتنظيم البرامج والحملات الترويجية والتعريفية بالمقومات والإمكانات السياحية العمانية من ناحية ثانية. وهو ما بدأت تظهر بعض نتائجه وآثاره الملموسة، عبر الزيادة المستمرة في أعداد السياح، وارتفاع عائدات قطاع السياحة وإسهامه في الناتج المحلي الإجمالي بشكل مطرد.

وفي هذا الإطار أيضا فإن مما له دلالة أن تحصل السلطنة على 6 جوائز من جوائز أوسكار الإعلام السياحي العربي، التي تم توزيعها أمس الأول في دبي، وقد شملت هذه الجوائز جائزة لقب رجل التراث العربي التي حصل عليها معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، وجائزة أفضل شخصية رائدة في مجال السياحة العربية، وحصل عليها مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارات، وجائزة أفضل برنامج إذاعي عربي عن السياحة المحلية أو العربية وفاز بها برنامج (في رحاب المساء) من إذاعة سلطنة عمان، وجائزة أفضل ناقل جوي داعم للسياحة العربية والمحلية، وفاز بها الطيران العماني، وجائزة أفضل لقطة مصورة عن السياحة المحلية أو العربية، وفاز بها المصور العماني عمر بن عبدالله الشعيلي، وجائزة الإعلام الخاصة لفئة الإعلام الإلكتروني، التي فازت بها صحيفة الحدث الإلكترونية.

وتشير هذه الجوائز التي امتدت على مساحة واسعة، إلى تنوع وثراء وتكامل الجهود العمانية للنهوض بقطاع السياحة، ليقوم بدوره المنشود، سواء للاستفادة من المقومات العديدة المتوفرة للسلطنة، في مختلف أنواع السياحة، أو للإسهام في تنويع مصادر الدخل، وبالتالي فإن قطاع السياحة العمانية تنتظره في الواقع آفاق واعدة، مع استمرار الجهود على النحو الذي تتم به الآن.