العرب والعالم

الجزائر تدعو لحوار شامل يبعد شبح التدخل الأجنبي عن ليبيا

20 أبريل 2017
20 أبريل 2017

مساهل يلتقي حفتر في بنغازي -

الجزائر -عمان - مختار بوروينة:-

تحادث وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل مع المشير خليفة حفتر بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة، بمدينة بنغازي، في ثاني محطة له في إطار الجولة التي تقوده إلى عدة مدن ليبية، منذ أول أمس، للاجتماع مع الأطراف الليبية، وحثها على الجلوس حول طاولة الحوار الليبي لتسوية الخلافات التي تعيق تقدم الحل السياسي.

و استهل مساهل زيارته بلقاء رئيس مجلس النواب،عقيلة صالح، بمدينة البيضاء شرق ليبيا، للتباحث بشأن تطورات الأوضاع الراهنة في ليبيا وجهود دعم الحوار لتسوية الأزمة السياسية في ليبيا مع التركيز على أهمية دعم الحوار الليبي-الليبي دون تدخل أجنبي بناء على الاتفاق السياسي والمصالحة الوطنية، من شأنهما الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها ووحدتها وانسجام شعبها، مؤكدا أن رسالة الجزائر من خلال هذه الجولة واضحة ولا بديل عن الحل السياسي التوافقي بين الليبيين أنفسهم مع إمكانية تعديل الاتفاق السياسي على أساس الاقتراحات التي تقدمها الأطراف الليبية. وحضر لقاء صالح ومساهل كل من وزير الخارجية بالحكومة المؤقتة، محمد الدايري، والسفير عبد الباسط البدري، المبعوث الخاص للمشير خليفة حفتر قائد عام الجيش. وسجل المستشار الإعلامي ل «عقيلة صالح « تثمين رئيس مجلس النواب للجهود التي تبذلها الجزائر ودول الجوار في تعزيز الثقة بين الليبيين ومحاولة إيجاد حلول للازمة السياسية من خلال حوار (ليبي - ليبي) يضم كل الفاعلين في المشهد السياسي دون إقصاء ويحقق الأمن والسلام في ربوع الوطن.

كما أبرز تأكيد مساهل على أهمية الحل السياسي من خلال مجلس النواب الذي يقدر حجم التحديات التي تواجهها ليبيا، والحوار بين الليبيين، موضحا أنه الطريق الوحيد الذي يحفظ للدولة الليبية وحدتها وتماسكها ويقضي على الإرهاب وأعوانه، مختتما بالتأكيد على ثقته في قدرة الليبيين واستعدادهم التام للحل السياسي وإرساء المصالحة الوطنية لليبيا.

يشار إلى أن مساهل واصل جولته، أمس، في عدة مناطق بالجنوب الليبي في زيارة تتزامن مع اشتداد القتال بين القوات الموالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وبين ما يُعرف ب «قوات الخيار الثالث» الموالية لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، في جنوب ليبيا.

في سياق متصل بالوضع العام بالمنطقة العربية والشرق الأوسط وفي ظل ازدياد حدة الصراع بسوريا، قال الوزير والسفير الأسبق، محمد العيشوبي، أن تواجد القوات الأمريكية والروسية على الأراضي السورية قد يؤدي إلى «انزلاق الوضع» بخلاف ما كان عليه الأمر في السابق عندما كانت المواجهة بين القوتين العظميين تتم بالوكالة.

وأضاف في تصريحات صحفية أن وجود القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، على وجه الخصوص، بالمنطقة واضح منذ سنوات، بل منذ الحرب الأولى والثانية ضد العراق، وتواجدها بهذه المنطقة وحتى البحر الأبيض المتوسط والمغرب العربي يوضح أهمية المناطق الجيواستراتيجية على غرار، جبل طارق ومضيق هرمز وقناة السويس وباب المندب.

ويعتقد العيشوبي أن الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب عموما، لم تعد قادرة اليوم على احتكار المعرفة والإنتاج التكنولوجي والقدرة العسكرية لأن دولا أخرى مثل الصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية تمتلك، هي أيضا، السلاح النووي، وهو ما يعني، حسبه، ميلاد عالم جديد مع إعادة الانتشار بالقارة الآسيوية، تحديدا، لكن أيضا بسبب المنافسة الشرسة التي تجري حتى داخل فضاء الغرب نفسه وهو الوضع الذي لا يريد الأمريكان أن يضيع من أيديهم، حسب تعبيره.