عمان اليوم

«اترك أثرا قبل الرحيل» محاضرة بمحافظة مسندم

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

بخاء - أحمد خليفة الشحي -

نظمت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة مسندم محاضرة بعنوان «أترك أثرا قبل الرحيل»، في جامع ليما، حاضر فيها الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي، تحدث فيها عن عمر الإنسان القصير الذي يمر بسرعة وعن أهمية استغلاله فيما ينفع الإنسان بعد رحيله من الدنيا وأن يترك أثرا ينفعه في قبره ويوم الحساب، قائلا: «العاقل الفطن من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، وحينما يجلس الإنسان مع نفسه ويتأمل بحاله الآن وبعد مماته فإنه يخطط لمستقبله الحقيقي وما سوف يتركه في هذه الدنيا من أثر طيب ينفعه بعد مماته ويكون سببا في استمرار صحيفة أعماله وهو في قبره».

مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، قائلا: «من أراد أن يترك أثرا بعد رحيله فعليه أن يترك صدقة جارية فيبني مسجدا أو يشارك في بنائه أو يوقف مصحفا أو بئرا أو كتابا وأن يعلم الناس الخير ويدلهم عليه فمن يفعل ذلك يكن له من الأجر مثلهم وهنيئا لمن يحفظ أبناءه القرآن ويعلمهم الصلاة قبل غيره فإنهم سيظلون طوال حياتهم يصلون ويتلون كتاب الله تعالى وله مثل أجرهم ويكونون صالحين يدعون له بعد مماته، فيرفعه الله في درجات الجنة بسبب استغفار أولاده له، وسيعلمون أبناءهم كذلك، وهنيئا لمعلم الأجيال الأجر العظيم في ذلك والأثر الجميل، وإن المتأمل لحال كثير من الناس اليوم يجدهم ينفقون أموالا طائلة في الكماليات وغير الضروريات، ونسوا أن عليهم تأمين مستقبلهم بعد الموت فتخصيص جزء من الراتب شهريا للصدقات والأوقاف تأمين للمستقبل الحقيقي بعد الموت، وكذلك الزراعة هي من الأثر الطيب الذي يتركه الإنسان بعد مماته».

ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة، وكذلك ما ينقص منه وما يسرق منه له فيه أجر وكم من الآباء والأجداد غرسوا النخيل والأشجار ثم ارتحلوا من الدنيا وظل ما غرسوه بعدهم يأكل منه الإنسان وغير الإنسان؛ لينالوا بذلك الأجر العظيم عند الله تعالى، فما أحوجنا أن نتدارك أعمارنا ونغرس ونترك الأثر الطيب الذي ينفعنا في الآخرة».