كلمة عمان

خطوة كبيرة لتعزيز التعاون العماني الصيني

18 أبريل 2017
18 أبريل 2017

اذا كان من المعروف ان العلاقات العمانية الصينية هي علاقات تاريخية ، طيبة ومتنامية ، وذات آفاق واسعة للتطور في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ، خاصة وان الصين تأتي في مقدمة الدول المستوردة للنفط الخام العماني ، فان اهتمام القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - والقيادة الصينية بتطوير وتعزيز هذه العلاقات ، يفتح الكثير من الآفاق ، وييسر العديد من الخطوات لمزيد من الاستثمارات ، في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وغيرها من المناطق الصناعية الاخرى في السلطنة ، لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة ، خاصة وان السلطنة لا تشكل فقط سوقا استثمارية واعدة ، ولكنها توفر كذلك مناخا آمنا واستقرارا وتسهيلات عملية لمزيد من الاستثمارات ، بعيدا عن أية مخاطر مباشرة او مباشرة في مواقع اخرى بالمنطقة .

وفي هذا الاطار، فإنه بالرغم من ان المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تشهد ، على مدى الفترة الاخيرة ، حركة ونشاطا كبيرين على صعيد تخصيص الاراضي ، واعدادها ، والبدء في الخطوات العملية لمشروعات عدة ، سياحية وخدمية وانتاجية ايضا ، الا انه ليس من المبالغة في شيئ القول بأن اليوم ( الاربعاء ) سيكون من الايام التي تتسم بقدر كبير من الاهمية ، ليس فقط على صعيد التعاون واتساع العلاقات العمانية الصينية ، الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ، وهي علاقات واعدة ، ولكن ايضا على صعيد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ، حيث يتم اليوم ، برعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد ، وضع حجر الاساس لمشروع المدينة الصناعية الصينية العمانية في الدقم ، والتوقيع على مجموعة اتفاقيات بين الجانبين العماني والصيني ، لدفع عمليات الاستثمار والبدء بخطوات عملية لتحويل الاتفاقيات الى انجازات عملية تنمو وتطرح ثمارها الطيبة والمفيدة للجانبين العماني والصيني خلال الفترة القادمة، ووفق المخطط الخاص بالمراحل المختلفة لهذا المشروع الكبير . وذلك بحضور ومشاركة الجانب الصيني بوفد يترأسه معالي» وانج خاشان « نائب حاكم منطقة نينجشيا الصينية .

جدير بالذكر ان انشاء المدينة الصناعية الصينية العمانية في الدقم ، والتي ستصل استثماراتها الى نحو عشرة بلايين وسبعمائة مليون دولار ، مع حلول عام 2022 ، واستكمال مراحلها المتتابعة ، يكتسب اهميته من انه يفتح المجال لمجموعة من المشروعات الصناعية المتعددة ، والتي تغطي اكثر من جانب من الصناعات الثقيلة والخفيفة ، والتي تستقطب نحو 12 الفا من القوى العاملة في وظائف ثابتة وتوطين هذه الصناعات والتكنولوجيا الانتاجية لها من ناحية ، كما انه يعطى دفعة كبيرة للمنطقة الاقتصاية الخاصة بالدقم ، ويعزز دورها في مشروع الصين الكبير « حزام واحد طريق واحد « لإحياء طريق الحرير الذي كان يربط بين الصين واوروبا ، وبما يخدم في الوقت ذاته استراتيجية السلطنة في التحول الى منطقة لوجستية حيوية ومتطورة وقادرة على المنافسة لخدمة النشاط الاقتصادي والتبادل التجاري بين الخليج ومناطق العالم المختلفة من ناحية ثانية .