985092
985092
عمان اليوم

نشرة «إضاءات علمية» تؤكد: تهيئة البيئة البحثية بالسلطنة وتمكين الطلبة من اختيار أفكار لمشاريع إبداعية لدراستها بتعمق

16 أبريل 2017
16 أبريل 2017

كتبت- عهود الجيلانية -

أوضح مجلس البحث العلمي أن عدد البحوث الطلابية التي موّلها بلغت 251 مقترحا بحثيا طلابيا توزعت على 18مؤسسة تعليمية استفاد منها حوالي 862 طالبا وطالبة، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية صقل مهارات وابداعات الطلبة بما يتناسب مع تخصصاتهم وطموحاتهم والعمل على تشجيعهم على اجراء مشاريع بحثية من خلال تهيئة البيئة البحثية بالسلطنة وتمكين الطلبة من اختيار أفكار لمشاريع بحثية إبداعية والعمل على دراستها بصورة متعمقة باستخدام الطرق والمنهجيات العلمية بإشراف عضو من الهيئة الأكاديمية بالمؤسسة التعليمية، ليصبح هؤلاء الطلبة ضمن نخبة الباحثين بالسلطنة.

جاء ذلك في نشرة «إضاءات علمية» العدد 14 التي تصدر عن مجلس البحث العلمي، وقد أوضح في الافتتاحية منظومة برامج الدعم جاء فيها: إن المجلس لم يدخر جهدًا في إنشاء منظومة مترابطة من برامج الدعم للأنشطة البحثية والابتكارية بالسلطنة والتي تعتبر ترجمة لأهدافه ورؤيته التي حددتها الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي، وأن الإستراتيجية لم تكن مجرد خطط تم جمعها في كتاب ووضعت على الرف، وإنما تحولت إلى واقع ملموس حيث تم إنشاء برامج دعم تخدم كل هدف من أهداف المجلس وهي بناء السعة البحثية وتحقيق التميز البحثي وتأسيس الروابط البحثية ونقل المعرفة وتوفير البيئة المحفزة. وهذه المنظومة راعت الاحتياجات الوطنية والأولوية في ذلك، حيث تم إنشاء برنامج المنح البحثية المفتوحة ليكون باكورة هذه البرامج ليساهم في تحقيق السعة البحثية وتوفير بيئة محفزة للباحثين لإجراء البحوث، حيث كان الاهتمام في حينه ينصب على التشجيع للانخراط في أنشطة البحث العلمي. لذلك سعى البرنامج، ولا يزال في تمويل أكبر قدر ممكن من المقترحات البحثية التي تصله متجاوزًا النسب العالمية في تمويل البحوث. وبالرغم من أن هذا البرنامج يخدم فئة حملة الدكتوراه إلا أن المقترحات البحثية التي ترد للمجلس وتتضمن في فريقها البحثي طلبة ماجستير أو دكتوراه تحظى بالأولوية نظرًا؛ لأنها تسهم في بناء السعه البحثية التي ينشدها المجلس. ونظرا لكون البحث العلمي يعتبر الطبيب العلمي لقضايا المجتمع فقد أنشأ المجلس برنامج دعم البرامج الاستراتيجية والموجهة وذلك ليكون للبحث العملي دور فاعل في تقديم الحلول العلمية الناجعة لهموم وقضايا البلاد وقد انبثقت منه عدة برامج منها البرنامج الاستراتيجي للسلامة على الطريق والبرنامج الاستراتيجي لمكافحة حشرة دوباس النخيل وغيرها من البرامج التي وصلت إلى تسعة برامج استراتيجية.

ومن أجل أن تشمل هذه المنظومة بقية المستويات العلمية، فقد تم إنشاء برنامج لدعم بحوث الطلاب بالجامعات والكليات، وقد شهد هذا البرنامج إقبالا كبيرا من هذه الفئة وساهم في غرس ثقافة البحث العلمي في الأوساط الطلابية، واستكمالا لهذه المنظومة كان لا بد من إنشاء برنامج يوفر الدعم للخريجين ممن لديهم الشغف بالبحث العلمي لذلك تم إنشاء برنامج دعم بحوث الخريجين لتكتمل منظومة الدعم والتي في مجملها تعتبر بيئة محفزة للبحث العملي. لذلك لم يعد الدعم المادي أو الاستشاري قضية بقدر ما هو الإقبال على الاستفادة من هذه البرامج الداعمة، حيث إن الأمم لا ترقى إلا بسواعد الجد والاجتهاد والمثابرة وحب العمل.

البحوث الطلابية

وناقش إصدار هذا العدد قضية برنامج دعم بحوث الطلاب التي ينمي المواهب الشبابية وينشر ثقافة البحوث الطلابية حيث تشير التجارب العالمية إلى أن تهيئة الظروف المناسبة للبحث العلمي إحدى الأدوات المثالية للتحول نحو اقتصاد المعرفة، وانسجامًا مع توجه السلطنة نحو هذا النوع من الاقتصاد كأولوية استراتيجية لتعزيز البحث العلمي، والإسهام في تنمية الاقتصاد الوطني، والاستثمار في رأس المال البشري والفكري، فقد أنشأ مجلس البحث العلمي برنامج دعم بحوث الطلاب في عام 2013م، ليكون مشروعًا موجهًا لطلبة الجامعات والكليات بالسلطنة من أجل تعزيز الحصيلة المعرفية والمهارية للطلاب والاستفادة من رأس المال البشري وبناء الكفاءات الوطنية ذات الكفاءة العالية في مختلف التخصصات والقطاعات.

وبالنظر إلى التجارب الدولية في مجال البحوث الطلابية نجد أن عددًا من الشركات العملاقة الموجودة في السوق اليوم كانت وليدة فكرة طلابية في المرحلة الجامعية والنماذج كثيرة ومتعددة أمثال شركة جوجل وشركة مايكروسوفت وشركة الفيس بوك وشركة HP وشركة واتساب وغيرها، وعلى خطى هذه التجارب نجد على الصعيد المحلي بعض النماذج المشرقة لمشاريع طلابية طموحة نشأت من فكر الطلبة وبدأت تتشكل ملامحها نحو بناء واستثمار العقول والأفكار العمانية الشابة.

وقال الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي الأمين العام المساعد للبرامج والبحوث العلمية بمجلس البحث العلمي والذي عبر عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات ونتائج ملموسه على الميدان ضمن هذا البرنامج: بلغ عدد البحوث الطلابية التي مولها المجلس في هذا الشأن 251 مقترحًا بحثيًا طلابيا تتوزع على 18 مؤسسة تعليمية استفاد من هذه المقترحات البحثية قرابة 862 طالبًا وطالبةً.

وقال الدكتور سيف: إن المجلس يسعى إلى صقل مهارات وإبداعات الطلبة بما يتناسب مع تخصصاتهم وطموحاتهم والعمل على تشجيعهم على إجراء مشاريع بحثية بإشراف أكاديمي من نفس المؤسسة التعليمية التي ينتمي لها الطالب، بالإضافة إلى ذلك يعمل المجلس على تكريم أفضل 6 مشاريع طلابية ضمن هذا البرنامج وإشراكهم في الملتقى السنوي للباحثين الذي ينظمه المجلس من أجل عرض مشاريعهم ضمن الملتقى أمام الباحثين والاستفادة من الأوراق العلمية والجلسات النقاشية التي تعقد خلال إقامة الملتقى مشيرًا إلى أن عدد المشاريع الطلابية التي تم تكريمها خلال الملتقيات الماضية بلغت 18 مشروعًا بحثيًا طلابيًا في مختلف القطاعات البحثية من مختلف الجامعات والكليات بالسلطنة.

وأوضح الدكتور سيف الهدابي أن المجلس يأمل من خلال هذا البرنامج في تحقيق جملة من الأهداف الرامية إلى تهيئة البيئة البحثية بالسلطنة وتمكين الطلبة من استقصاء موضوعات تناسب ميولهم واختيار أفكار لمشاريع بحثية إبداعية والعمل على دراستها بصورة متعمقة باستخدام الطرق والمنهجيات العلمية بإشراف عضو من الهيئة الأكاديمية بالمؤسسة التعليمية، ليصبح هؤلاء الطلبة ضمن نخبة الباحثين بالسلطنة.

دراسة عمانية

ومن جانب آخر، تناولت النشرة في باب المخرجات البحثية دراسة عمانية تكشف الملامح الإدراكية للمرضى الذين تعرضوا للخرف نتيجة الجلطات المتكررة، حيث أوضحت بعض الدراسات الوبائية حول تزايد أعداد المصابين بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم في عمان، وذلك نظرًا لما تتميز به طريقة عيش كثير من السكان بنمط حياة يحدث آثارًا سلبيةً على الجهاز الوعائي الدموي، مما يضر بسريان الدم إلى الدماغ، ويسبب حالة من الاختلال المعرفي تسمى طبيا بالاختلال المعرفي الوعائي أو «الخرف الاحتشائي المتعدد» وفي هذا المجال قام الدكتور سمير العدوي من جامعة السلطان قابوس بدراسة الملامح الإدراكية للمرضى الذين تعرضوا للخرف نتيجة الجلطات المتكررة وذلك من أجل دراسة لاستكشاف أي نوع من الاعتلال البادري «الخرف الاحتشائي المتعدد» الذي يصاحب الاعتلال المعرفي البسيط.

شملت عينة الدراسة على بعض المصابين بـ«الخرف الاحتشائي المتعدد» ومجموعات ضابطة متناسبة الأعمار من الجنسين في العيادة الخارجية لقسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس. وجمعت من المرضى المعلومات الديموغرافية (السكانية) والإكلينيكية وصور التفريسة المقطعية للدماغ. وبالإضافة إلى ذلك تم إجراء عدد من الاختبارات المعرفية عند المرضى بعد أخذ موافقتهم. وشملت تلك الاختبارات فحص القدرات الفكرية وقدرات التعلم والتذكر والانضباط الذاتي واعتلالات المزاج ونوعية النوم. وقد أوضحت النتائج أنه عند المقارنة مع مجموعة الأصحاء الضابطة وجد أن المصابين بـ«الخرف الاحتشائي المتعدد» أظهروا اختلافًا معنويًا في معدلات الانضباط الذاتي واعتلالات المزاج ونوعية النوم. كما بيّنت الدراسة أن الاعتلالات في الانضباط الذاتي تعد نوعا من الاعتلالات البادرية أكثر منها فقدان للذاكرة كما كان يظن من قبل.