985672
985672
العرب والعالم

«انفجار» صاروخ كوري شمالي عند اختبار إطلاقه

16 أبريل 2017
16 أبريل 2017

بنس: التجربة «استفزاز» لواشنطن.. وبرلين اعتبرتها «خرقا للقانون الدولي» -

سول - برلين - (وكالات): اعتبر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بعد وصوله سول أمس التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية «استفزازا» لبلاده مؤكدا لكوريا الجنوبية دعم واشنطن الكامل في مواجهة تهديدات جارتها.

ونقل بنس أثناء عشاء مع الجنود الأمريكيين بمناسبة عيد الفصح تحية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اطلع، بحسب وزير الدفاع جيم ماتيس على التجربة الأخيرة من دون أن يدلي بتعليق إضافي.

وقال بنس «أؤكد لكم أننا، في ظل قيادة الرئيس ترامب، أكثر تصميما والتزاما بهذا التحالف التاريخي مع شعب كوريا الجنوبية الشجاع، وأن الحرية ستبقى سائدة في أرجاء شبه الجزيرة (الكورية) بعونكم وبعون الله».

موقف متشدد

وقبالة سواحل سينبو تتمركز الغواصة الكورية الشمالية التي أطلقت في أغسطس صاروخا بالستيا قطع 500 كيلومتر باتجاه اليابان.

حينذاك تحدث الزعيم الكوري الشمالية عن «أكبر نجاح» لبلده في إطار سعيه لجعل الأراضي الأمريكية في مرمى الصواريخ الكورية الشمالية.

ولا تخفي بيونج يانج سعيها إلى تطوير أسلحة قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية، فيما تؤكد تكرارا ان برنامجيها النووي والبالستي رد على التهديد الأمريكي.

وفي الواقع، كانت تجربة بيونج يانج الأخيرة متوقعة في ذروة التوتر مع الولايات المتحدة التي اكد رئيسها الخميس الماضي أنه يريد «معالجة المشكلة» الكورية الشمالية. حتى ان خبراء كانوا يتوقعون ان يجري كيم جونج-اون تجربة نووية سادسة.

وفي مؤشر الى تفاقم الوضع قررت الولايات المتحدة إرسال حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون واسطولها الجوي البحري الى شبه الجزيرة الكورية.

لكن مسؤولا في البيت الأبيض يرافق بنس في جولته قلل من خطورة هذه التجربة موضحا ان الصاروخ المتوسط المدى انفجر على الأرجح بعد 4 او 5 ثوان من إطلاقه.

كما ذكر أن ترامب «يملك مجموعة كبيرة من الأدوات»، مضيفا «في هذه الحالة بالتحديد حيث تكلفوا (الكوريون الشماليون) وقتا وطاقة لإطلاق صاروخ لم يعمل، لسنا بحاجة الى تكريس أي موارد للمسألة».

اما الشمال فجدد التأكيد على استعداده للحرب مع الامريكيين وتوعد جيشه الجمعة بالرد «بلا رحمة» على أي استفزاز أمريكي.

وذكر المحللون في الموقع الالكتروني «38 نورث» الذي يتابع شؤون كوريا الشمالية ان مجمعها النووي الرئيسي «جاهز» للخدمة.

والجمعة الماضية حذرت الصين من إمكانية اندلاع نزاع «في أي لحظة» في شبه الجزيرة الكورية مؤكدة «إذا وقعت حرب فلن يخرج احد منها منتصرا»، وسيترتب على من يطلقها ان «يتحمل مسؤولية تاريخية ويدفع ثمن ذلك».

كما أكدت الخارجية الصينية أمس الأول السعي الى التعاون مع روسيا «للمساهمة في تهدئة الوضع بأسرع وقت ممكن» بشأن كوريا الشمالية، مضيفة ان «الهدف المشترك لبلدينا هو إعادة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات».

وقامت بيونج يانج بتسريع برنامجيها البالستي والنووي بشكل كبير مع انهما محظوران دوليا. ومنذ بداية 2016 اجرى النظام الكوري الشمالي الذي يعد من اكثر الأنظمة عزلة في العالم، بإجراء تجربتين نوويتين - هما الرابعة والخامسة في تاريخه - وبعشرات التجارب لإطلاق صواريخ.

ويرى خبراء ان بيونج يانج تحتاج الى سنتين لتمتلك قدرات صاروخية عابرة للقارات حقيقية، وان امتلاكها قوة ضرب بالستية يمكن إطلاقها من غواصات سيعزز بشكل كبير قدرتها على الردع النووي.

وجاءت عملية الإطلاق من الساحل الشرقي بعد يوم واحد من تنظيم كوريا الشمالية لعرض عسكري في بيونج يانج في الذكرى السنوية لميلاد مؤسس الدولة ظهرت فيه على ما يبدو صواريخ باليستية جديدة.

وقالت كوريا الجنوبية إن هذا الاستعراض للقوة «يهدد العالم بأسره».

وأثار هجوم شنته القوات البحرية الأمريكية على قاعدة جوية سورية هذا الشهر بصواريخ توماهوك تساؤلات بشأن خطط ترامب بالنسبة لكوريا الشمالية التي أجرت تجارب صاروخية ونووية في خرق لعقوبات من الأمم المتحدة.

وحذرت كوريا الجنوبية من عمل عقابي إذا أدى إطلاق الصاروخ إلى استفزازات أخرى مثل إجراء تجربة نووية أو إطلاق صاروخ بعيد المدى.

وتستضيف كوريا الجنوبية 28500 جندي أمريكي للمساعدة في مواجهة التهديدات.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن«إظهار كوريا الشمالية مجموعة متنوعة من الصواريخ الهجومية خلال العرض العسكري الذي جرى أمس والإقدام على إطلاق صاروخ باليستي استعراض للقوة يهدد العالم بأسره».

وقال مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي: إن سول سترد بقوة على أي استفزازات أخرى. وحذرت كوريا الشمالية من توجيه ضربة نووية ضد الولايات المتحدة إذا تعرضت لاستفزاز.

وقالت إنها طورت وستطلق صاروخا يمكن أن يضرب البر الأمريكي ولكن مسؤولين وخبراء يعتقدون إنه مازال أمامها بعض الوقت قبل امتلاك التكنولوجيا اللازمة لذلك. وقال مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الكورية الجنوبية في بيان إن «كوريا الشمالية حاولت إطلاق صاروخ لم يتم تحديده من مكان قريب من منطقة سينبو هذا الصباح ولكن من المعتقد أنه فشل».

وقالت القيادة الأمريكية في المحيط الهادي إن الصاروخ «انفجر بشكل شبه فوري». وأضافت أنه يجري تحليل نوع الصاروخ.

التوقيت يشير إلى تحد

وقال مسؤول أمريكي شريطة عدم نشر اسمه إن هناك قدرا كبيرا من الثقة في أن الصاروخ الذي فشلت كوريا الشمالية في إطلاقه لم يكن صاروخا باليستيا عابرا للقارات.

وقال مسؤول أمريكي ثان إن الصاروخ أُطلق من البر.

ويشير توقيت الاختبار الذي يتزامن مع زيارة بنس وبعد يوم واحد من العرض العسكري إلى تحد متعمد.

وقال مساعدون بالبيت الأبيض إنه تم إطلاع بنس على عملية الإطلاق الفاشلة وهو في طريقه إلى سول وإنه على اتصال بالرئيس دونالد ترامب.

ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مصدر في المخابرات الكورية الجنوبية لم تكشف اسمه قوله إن الصاروخ لم ينطلق بعيدا عن موقع إطلاقه من البر.

وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت صاروخا باليستيا من نفس المنطقة في وقت سابق من الشهر الجاري قبل اجتماع قمة بين زعيمي الولايات المتحدة والصين حليفتها الرئيسية لبحث برنامج الأسلحة الذي تمتلكه كوريا الشمالية.

وانطلق الصاروخ لمسافة نحو 60 كيلومترا ولكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه يبدو أن صاروخ سكود متوسط المدى الذي يعمل بوقود سائل لم يقطع سوى مسافة صغيرة من مداه قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة.

وأبدت الصين اعتراضها على التجارب الصاروخية والنووية الكورية الشمالية وأيدت عقوبات الأمم المتحدة. ودعت الصين من جديد يوم الجمعة الماضي إلى إجراء محادثات لنزع فتيل الأزمة.

وسينبو التي أُطلق منها الصاروخ موقع قاعدة غواصات كورية شمالية وفيه اختبرت كوريا الشمالية الصاروخ الذي تطوره ويتم إطلاقه من غواصات.

في السياق وصفت الحكومة الاتحادية الألمانية التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية بأنها «خرق واضح للقانون الدولي». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس: «إننا ندين المسار التصادمي الذي يتبعه النظام في بيونج يانج ونحث على العودة إلى المعايير الدولية».

وأضاف المتحدث أن كوريا الشمالية قامت هذا العام بعدد من التجارب الصاروخية يزيد على ما قامت به خلال الفترة الزمنية ذاتها من عام 2016.

وأشار إلى أن بيونج يانج تظهر بذلك استعدادها لتصعيد الاضطرابات مجددا على الرغم من التحذيرات الواضحة للمجتمع الدولي من ذلك.

يذكر أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا مجددا ولكنه «انفجر على الفور تقريبا بعد إطلاقه» حسبما ذكرت القيادة الأمريكية في المحيط الهادي.