984791
984791
العرب والعالم

ارتفاع نازحي غرب الموصل إلى 320 ألفا والمحاصرون يعودون لزمن «المقايضة»

15 أبريل 2017
15 أبريل 2017

الجبوري يؤكد على «وجوب ثورة جادة في تنضيج المناهج»

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - وكالات -

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس، عن ارتفاع عدد النازحين من الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال) إلى 320 ألفا، منذ انطلاق عملية استعادته من تنظيم «داعش»، في 19 فبراير الماضي.وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، في بيان مكتوب ، أن «نازحي غربي الموصل الواصل عددهم إلى 320 ألف نازح، يتوزعون على مخيمات في جنوب الموصل وشرقها».

وأضاف الجاف، أن «العدد الكلي للنازحين من الموصل وأطرافها ارتفع إلى 500 ألف، منذ بدء الحملة العسكرية في أكتوبر 2016».

ويأتي هذا العدد الجديد، ليتجاوز رقم 280 ألفا من النازحين الذي أعلنته الوزارة في 7 أبريل لجاري.

ولا يزال تنظيم «داعش» يحكم قبضته على نصف مساحة الشطر الغربي للموصل، والذي يشهد معارك ضارية بين القوات العراقية ومسلحي «داعش»، منذ 19 فبراير الماضي.

وعندما شنت القوات العراقية الهجوم لاستعادة الجانب الغربي للمدينة، قدرت الأمم المتحدة وجود 800 ألف مدني في هذا الشطر.

وفي السياق، قال عاصم السرمد، قائد فريق ميداني لوزارة الهجرة والمهجرين في الجانب الغربي للموصل، إن «المدنيين الفارين يبدو عليهم التعب والإنهاك والجوع».

وأضاف ، أن «فرق الوزارة تقدم لهم الغذاء فور وصولهم إلى الأحياء الآمنة الخاضعة لسيطرة القوات العراقية في جنوب غربي المدينة قبل أن يجري نقلهم إلى المخيمات». وأشار السرمد، إلى أن «الكثير من الأطفال تبدو عليهم علامات سوء التغذية».

ولفت إلى أن «حركة النزوح متواصلة يوميا ويفر الآلاف من المناطق التي تشهد معارك أو المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة داعش».

ووفق أرقام الحكومة العراقية، فإن 4 ملايين مواطن نزحوا من مناطق سكناهم منذ اجتياح تنظيم «داعش» لشمال وغرب العراق في صيف 2014، عاد منهم نحو مليوني شخص إلى منازلهم، بينما يقطن معظم من تبقى في مخيمات منتشرة في أرجاء العراق.

وأفاد ناشط حقوقي عراقي أمس، أن سكان الأحياء المحاصرة في الجانب الغربي من مدينة الموصل (شمال) اضطروا للعودة إلى زمن «المقايضة».

وقال الناشط لقمان عمر الطائي ، ان «سكان الجانب الغربي المحاصر من أهالي مدينة الموصل باتوا يقايضون ممتلكاتهم المنزلية مقابل مواد غذائية».

وأضاف، «تردنا معلومات عن مقايضة شاشة تلفزيون بلازما مقابل عبوتي زيت طعام، واستبدال مجمدة مقابل 25 كغم من الدقيق (الطحين) وأمثال أخرى مشابهة للحصول على حفنات من الرز أو الحنطة».

من جانبه قال النقيب حيدر علي الوائلي (من الجيش) ان «الدواعش يحتكرون الكثير من المواد الغذائية، كما سبق ان سطوا على مخازن للمواد التموينية ووزعوا محتوياتها على منازل مختلفة في أغلب أحياء الجانب الغربي تحسبا لمثل هكذا موقف».

وعلى صعيد آخر ، قال خلف الجبوري مدير ناحية حمام العليل (جنوب الموصل)، أن «السيول وارتفا ع مستوى المياه في نهر دجلة قطعت جسر «منيرة» العائم الذي يربط ضفتي النهر ويستخدم لأغراض عسكرية ومدنية تتعلق بنجاة الفارين من معارك الموصل».

وأضاف، أن «القوات العراقية تعول على هذا الجسر في إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى غرب الموصل، بعد أن دمر داعش والتحالف الدولي خمسة جسور استراتيجية».

فيما ذكر مصدر أمني ، ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية دمر أمس أربع عجلات لـ«داعش» غرب محافظة الأنبار .

وقال المصدر، إن «طيران التحالف الدولي قصف أربع عجلات لتنظيم داعش في مدينة راوة، غرب محافظة الانبار حيث أسفر عن تدمير العجلات وقتل جميع الإرهابيين المتواجدين في داخلها».

اما في صلاح الدين، افاد مصدر امني فيها، ان «قصفا جويا استهدف مضافة لداعش في المحيط الغربي لمنطقة المطيبيجة على الحدود الفاصلة بين صلاح الدين وديالى، ما اسفر عن مقتل ثلاثة من مسلحي التنظيم وفقا لمعلومات اولية».

وأشار المصدر إلى ان «المضافة كانت مخصصة لاستقبال المتسللين من الحويجة باتجاه المطيبيجة ومنها ينطلقون صوب ديالى عبر حاوي العظيم او الى مناطق صلاح الدين».

من جهته ، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان له، إن «قواتنا قتلتالقيادي محمود علي محمود مطر الحديدي اثر اشتباكات مع الدواعش في الموصل القديمة كما سيطرت على شبكة انفاق للتنظيم جنوب المدينة القديمة محصنة ضد الهجمات الصاروخية والقنابل الثقيلة وتستخدم مقرا بديلا للقيادات الميدانية».على الصعيد السياسي، قال رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أمس اننا ‏نوشك اليوم على الانتهاء من مرحلة المواجهة المسلحة مع الإرهاب حيث يستعد العراق لخوض حرب أكثر تعقيداً وتأثيراً في نصرها وهزيمتها، وليس بيدنا وقت يكفي للهدر والتضييع، جاء ذلك خلال كلمة له بمؤتمر «حوار بغداد التربوي».

ولفت الجبوري إلى ضرورة تأسيس فهم جديد يراعي ظروف المرحلة ويخطط لتجاوز أخطائها وتعقيداتها ويعمل على تحصين الجيل من أثارها المُحتملة إذا ما تركت من غير معالجة واستدراك.وأكد الجبوري على «وجوب ثورة جادة في تنضيج المناهج التربوية لترتقي الى حجم الكارثة وتداعياتها، وتراعي متطلبات فقه الأزمة، فالمراحل التي تعقب الصراعات والحروب تحتاج الى جهد تعليمي وتربوي احترافي وناضج ومسؤول».