983413
983413
العرب والعالم

الأسد:«الهجوم الكيماوي»على خان شيخون «مفبرك» وسوريا دمرت ترسانتها الكيماوية عام 2013

13 أبريل 2017
13 أبريل 2017

التحالف ينفى مقتل المئات من المدنيين بدير الزور.. وانطلاق المرحلة الرابعة لـ «غضب الفرات» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن «الهجوم الكيماوي» على خان شيخون في شمال غرب سوريا»مفبرك» تماماً لاستخدامه «ذريعة» لتبرير الضربة الأمريكية التي أثارت توترا شديدا بين موسكو وواشنطن سعى الرئيس الأمريكي إلى تبديده أمس.

وأكد الأسد في مقابلة حصرية لوكالة فرانس برس عدم امتلاك سوريا أسلحة كيماوية منذ تدمير ترسانتها عام 2013، فيما صرح الرئيس الأمريكي أن العلاقات «ستكون على ما يرام» مع موسكو اثر التوتر الناجم عن الضربة الأمريكية ليل 6-7 أبريل.

وقال الأسد «المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة» في إشارة الى جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) التي تسيطر مع فصائل إسلامية ومقاتلة على كافة محافظة إدلب.

وقال الأسد لفرانس برس «لا نمتلك أي أسلحة كيماوية» مضيفا «في عام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنا لنستخدمها».

ووافقت الحكومة السورية عام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيماوية، بعد اتفاق روسي-امريكي أعقب هجوم بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، تسبب بمقتل المئات. ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق.

وعن الضربة الأمريكية، أكد الأسد أنها لم تؤثر على القوة النارية للجيش السوري.

وقال «منذ الضربة، لم نتوقف عن مهاجمة الإرهابيين في سائر أنحاء سوريا» مؤكداً أن «قوتنا النارية وقدرتنا على مهاجمة الإرهابيين لم تتأثر بهذه الضربة». وأبدى الأسد استعداده للقبول بتحقيق دولي حول الهجوم شرط أن يكون «غير منحاز». وأوضح «بحثنا مع الروس.. في الأيام القليلة الماضية بعد الضربة الأمريكية أننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهاً».

وتابع «يمكننا أن نسمح بأي تحقيق فقط عندما يكون غير منحاز، وعندما نتأكد أن دولاً محايدة ستشارك في هذا التحقيق كي نضمن أنها لن تستخدمه لأغراض سياسية».

وفي شأن إنهاء النزاع، اعتبر الأسد أن الولايات المتحدة «ليست جادة» في التوصل الى حل سياسي.

وقال «الولايات المتحدة ليست جادة في التوصل إلى أي حل سياسي»، مضيفاً «يريدون استخدام العملية كمظلة للإرهابيين». على الصعيد الدبلوماسي، أعرب ترامب أمس عن قناعته بان الأمور «ستسير على ما يرام» مع روسيا وذلك في تغريدة صباحية.

وكتب ترامب «الأمور ستسير على ما يرام بين الولايات المتحدة وروسيا» بعدما اقر بالأمس بان العلاقات بين القوتين في أدنى مستوياتها.

من جانب آخر أعلنت القيادة العامة للجيش السوري، عن مقتل مئات المدنيين جراء استهداف التحالف الدولي مستودع ضخم لتنظيم «داعش» في دير الزور تبين انه يحتوي على «كمية كبيرة من المواد السامة».

وأوضحت قيادة الجيش، في بيان لها، أن طيران التحالف أقدم على تنفيذ ضربة جوية استهدفت مقراً لتنظيم «داعش” يضم عدداً كبيراً من المرتزقة الأجانب في قرية حطلة شرق دير الزور تشكلت بنتيجتها سحابة بيضاء تحولت إلى صفراء تبين أنها ناجمة عن انفجار مستودع ضخم يحتوي كمية كبيرة من المواد السامة».

وتسببت الضربة الجوية في منطقة حطلة بدير الزور، بحسب البيان، «بسقوط مئات القتلى بينهم أعداد كبيرة من المدنيين نتيجة الاختناقات الناجمة عن استنشاق المواد السامة».وأضاف البيان أن الضربة الجوية أدت إلى نشوب حريق استمر حتى الساعة 22.30 مساء بتوقيت سوريا وتسببت بسقوط مئات القتلى بينهم أعداد كبيرة من المدنيين نتيجة الاختناقات الناجمة عن استنشاق المواد السامة.

وأشارت القيادة في بيانها إلى أن هذه الغارة للتحالف تؤكد امتلاك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة للأسلحة الكيماوية و»قدرتها في الحصول عليها ونقلها وتخزينها واستخدامها بمساعدة دول معروفة في المنطقة». وجاء ذلك عقب إعلان مندوب سوريا الدائم لدى مجلس الأمن بشار الجعفري، عن تهريب ليترين من مادة السارين من ليبيا إلى تركيا إلى المسلحين في سوريا عبر طائرة مدنية. وسبق أن أشارت التصريحات الحكومية الى امتلاك «التنظيمات الإرهابية» للأسلحة الكيماوية وقدرتها في الحصول عليها ونقلها وتخزينها واستخدامها بمساعدة دول في المنطقة.

لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش نفى أمس تقرير الجيش السوري.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، شركاء في مجلس الأمن الدولي بالتملص من التحقيق في الهجوم الذي استهدف بلدة خان شيخون بريف إدلب الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف، أن موسكو «لاتهدف الى تبرير الأسد، لكن يجب أن يكون هناك خبراء من روسيا ودول الغرب ضمن المحققين في فرضية الهجوم الكيماوي في ادلب».وأشار لافروف إلى أن «موسكو قلقة لسعي الشركاء في مجلس الأمن للتملص من تحقيق منصف في الهجوم الكيماوي المفترض في سوريا».

أما عن لقائه الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، وصف لافروف المحادثات بانها «مفيدة جدا» و«ايجابية» للطرفين، وساعدت الولايات المتحدة على «فهم روسيا بشكل أفضل».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف علاقات بلاده مع موسكو بأنها في «أسوأ مراحلها» بسبب رفضها التخلي عن دعم الرئيس بشار الأسد، وكيفية تعاملها مع هجوم خان شيخون «المخيب للآمال على حد تعبيره.

من جانبها أرسلت منظمة «حظر الأسلحة الكيماوي» فريقاً من خبرائها إلى تركيا لجمع عينات في إطار التحقيق في الهجوم الذي استهدف الأسبوع الماضي بلدة خان شيخون بريف ادلب، الذي يرجح بانه كيماوي.

وقالت مصادر لوكالة (رويترز) إن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أرسلت «بعثة لتقصي الحقائق لجمع عينات حيوية (بيومترية) وإجراء مقابلات مع الناجين».

وكان وزير الصحة التركي رجب أقداغ اعلن إن فحوصا أجريت لضحايا هجوم يشتبه بأنه كيماوي في محافظة إدلب أكدت استخدام غاز السارين.

من جانبه قال الموفد الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، ان الهجوم الذي استهدف بلدة خان شيخون بريف ادلب، والضربة الأمريكية على سوريا «يجب أن يكونا محفزين لمسألة حل الأزمة السورية».وأشار دي ميستورا، في مؤتمر صحفي، بعد جلسة مجلس الامن، الى ان الضربة الأمريكية للرد على هجوم خان شيخون الكيماوي زادت الأمور تعقيدا».

وطالب دي ميستورا «باستمرار العملية السياسية في سوريا»، مشيرا الى ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان يدعمان وقف إطلاق النار» واعلن دي ميستورا، عن الاستعداد لاستئناف جولة سادسة من مفاوضات السلام السورية في مدينة جنيف في شهر مايو المقبل.

إلى ذلك دعا ممثلو دول مجموعة بريكس خلال لقاء خاص بالشرق الأوسط، إلى استمرار التعاون بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ودمشق حول حالات استخدام السلاح الكيماوي أو التهديد باستخدامه.

وقالت الخارجية الروسية: «وبعد الإدانة بشدة لاستخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل أي طرف كان وتحت أية ظروف كانت، دعت دول بريكس المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة الصف عند النظر في أية حالات استخدام للسلاح الكيمياوي أو التهديد باستخدامه، وشددت على أهمية استمرار التعاون بين السكرتارية الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والآلية المشتركة بين المنظمة المذكورة والأمم المتحدة مع السلطات السورية».وأكد المشاركون في اللقاء على الدعم القوي لسيادة ووحدة أراضي سوريا وضرورة حل النزاع فيها بالطرق السلمية بأيدي السوريين أنفسهم.

وأعربت دول بريكس عن دعمها لكل الجهود الخاصة بتحقيق التسوية السياسية - الدبلوماسية للأزمة السورية عن طريق المفاوضات على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.وذكرت الخارجية الروسية أن دول بريكس رحبت بجولات المفاوضات في أستانة وبنتائج الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف.

وأشارت إلى أن مفاوضات أستانا فتحت الطريق نحو استمرار العمل في جنيف.

ميدانيا: أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن انطلاق المرحلة الرابعة من حملة «غضب الفرات» لعزل وتحرير الرقة وريفها من تنظيم داعش.

وقالت القيادة العامة لغرفة عمليات غضب الفرات في بيان، «نعلن عن بدء المرحلة الرابعة لتطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي جلاب من إرهابيي داعش، وإزالة آخر العقبات أمامنا، للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة وإتمام الطوق والحصار وتطويق الخناق على الإرهابيين».

وأشار البيان إلى أن هذه العملية تتم بمشاركة مختلف الفصائل والقوات المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم مباشر من قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب من خلال التغطية الجوية والاستشارة الفعلية على الأرض، ويتم التقدم على محورين محور شرقي ومحور غربي، بهدف تحرير عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة.ودعت قيادة غضب الفرات أهالي المنطقة إلى التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية والتحرك بما يضمن سلامتهم والابتعاد عن مراكز العدو والحذر من مخططات العدو التي تهدف إلى استخدامهم كدروع بشرية، متعهدة ببذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وإخلائهم إلى مناطق آمنة إلى أن تنتهي العمليات.

كما أكد مصدر عسكري لعمان مقتل وإصابة عدد من المسلحين من تنظيم داعش في أثناء محاولتهم التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية في حي الجبيلة ومحيط المقابر بدير الزور.