tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :دراسة وطنية للتربية والتعليم

11 أبريل 2017
11 أبريل 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

بدأت الدراسات والبحوث التربوية منذ انفتاح مجال الدراسات الجامعية والعليا للعمانيين، وتوجد هذه الدراسات في مكتبة الجامعة ومكتبة المناهج بوزارة التربية والتعليم، وفي مجلس البحث العلمي، وفي كليات التربية في الجامعات والكليات الخاصة والعامة عبر العالم، فالطالب العماني خرج للدراسة في شرق العالم وغربه.

وقد تجمع لدينا أدب تربوي منذ أكثر من خمسة وأربعين عاما، ولا تزال الدراسات التربوية تجرى كل صباح عبر طلاب الدراسات العليا.

ويتناول طلبة الدراسات العليا في دراساتهم الظواهر والمشكلات والقضايا التربوية في الميدان التربوي أثناء عملهم، وتمتلئ هذه الدراسات بكنوز من التحليلات والنتائج والحلول والتوصيات ومئات المقاييس التربوية التي بناها الطلبة وهم ينجزون متطلبات الدراسات العليا. وكل هذا الأدب التربوي يعتبر فتحا علميا وكنزا تربويا لم يتم الأخذ به، فطالب الدراسات العليا ليس ملزما بأن يطبق ما توصل إليه من نتائج، فهو ملزم فقط بأن يقوم بدراسته ويتوصل إلى النتائج العلمية والفنية التي تصب لصالح قدرته على التعاطي مع مفردات دراسته العلمية.

إن ما يميز هذه الدراسات كلها، انها من تربويين عمانيينعاشوا تجربة التعليم خلال عملهم في أروقة وزارة التربية والتعليم سواء في المدارس أو الوزارة، فأجريت دراساتهم على البيئة العمانية التعليمية، وتناولت قضايا وهموما تعليمية شغلتهم طويلا خلال فترة عملهم.

منذ حوالي عشر سنوات كان هناك اهتمام من وزارة التربية والتعليم بجمع هذه الدراسات كلها في مكتبة المناهج لاستفادة العاملين في الوزارة، فنتائج البحوث العلمية الكمية والوصفية والتحليلية والتجريبية كنز حقيقي لا يقل قيمة وأهمية عن كنوز أخرى يتمتع بها أي بلد في العالم، ولا أدري هل تم استكمال هذه الجهود.

إن البحث العلمي اليوم، وطبيعته الاستقرائية، وتناوله ظواهر جزئية بسبب تشعب العلم وتعمقه، يجعل من الجهات التربوية المعنية في أي بلد أمام خيار الدراسات الوطنية، لإيجاد برنامج وطني يجمع وينسق شتات هذه الدراسات الجزئية في عمود فقري وهيكل واحد للانطلاق بخطة وطنية لتطبيق النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسات. وهذا الهيكل تكون له قوة صدقية عالية جدا، لأنه انطلق من دراسات علمية منهجية محكمة نال عليها الطالب درجة علمية كبيرة، وانطلقت هذه الدراسات من تشخيص الواقع التربوي اليومي المعاش. فمثلا مئات الدراسات أجريت حول تطوير التعليم بعد تطبيقه في العام ١٩٩٨م . لذلك جمعها في دراسة وطنية واحدة سيعطينا القوة والقدرة لتقييم تطوير التعليم، وتعزيزه وتقويته عبر التعامل مع مكامن الضعف التي نتجت لدى التطبيق مثلا. دون الحاجة إلى خبراء أجانب يأتون من بيئات تربوية مختلفة ، ولديهم زمن محدود، فلا يستطيعون التشخيص والتقييم بالطريقة الصحيحة.

وهذا الهيكل للدراسة الوطنية يستطيع تغطية جميع محاور العملية التربوية التعليمية وما يتصل بها برامج. بل من خلاله يتم تحديد مجالات بحثية تربوية لطلاب الدراسات العليا مستقبلا لتعزيز الهيكل وتعظيمه.