11042017_124301_0
11042017_124301_0
آخر الأخبار

بدء أعمال مؤتمر الاستثمار في الثقافة بالمتحف الوطني

11 أبريل 2017
11 أبريل 2017

مسقط في 11 أبريل /العمانية/ بدأت اليوم في المتحف الوطني بمسقط أعمال /مؤتمر الاستثمار في الثقافة/ الذي ينظمه النادي الثقافي بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والجمعية الاقتصادية العمانية ومؤسسة بيت الزبير بمشاركة 38 متحدثا ومتحدثة من الأكاديميين والباحثين والمختصين من 14 دولة ويستمر 3 أيام.

حضر افتتاح المؤتمر معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء وجمع كبير من المدعوين.

وقالت الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية رئيسة مجلس إدارة النادي الثقافي في كلمة لها إن التنمية المستدامة هي عملية تغيير يكون فيها استغلال الموارد واتجاه الاستثمارات ووجهة التطور التكنولوجي، والتغيير المؤسساتي، في حالة انسجام وتناغم، بحيث تعمل على تعزيز إمكانية الحاضر والمستقبل لتلبية الحاجات والمطامح الإنسانية مضيفة أن تلك الحاجات والمطامح تتغير من مجتمع إلى آخر ومن جيل إلى آخر ليشكل المستوى الثقافي بعناصره ومجالاته المتعددة أساسا مهما تقوم عليه التنمية المستدامة لأنه منطلق البيئة الاجتماعية والحضارية والفكرية لأي مجتمع.

وأوضحت الدرمكية أن التنمية المستدامة تتأسس على المجتمع وتنطلق منه إلى إيجاد موارد اقتصادية وسياسية واجتماعية تضمن الحياة الكريمة لأفراده، وهذه الحياة ضمن هذا التعريف لا تقوم على جانب دون غيره وإنما تشتغل في منظومة متكاملة تمثل الثقافة ركنا مهما منها مشيرة إلى أن الاعتقاد بأن (التهجين) و(التنوع الثقافي) هما الرهان لـ ( الصمود) أمام تيار العولمة المتسارع الذي يسعى ليكون المجتمع العالمي شكل وفكر (وحيد)، وهذا (الصمود) لا يعني عدم الانفتاح وإنما يعني قدرة تلك المجتمعات على الحفاظ على (هُويتها) في ظل المتغيرات المتسارعة والمتلاحقة التي (تستهدف) جوهر المجتمع (الثقافة)، ومن هنا تأتي أهمية التركيز على (الاستثمار في الثقافة) فالاستثمار لا يعني إهدار المكوِّن الثقافي الذي تُبنى عليه المجتمعات بقدر ما يعني قدرة تلك المجتمعات على المضي قدما في الحفاظ على هويتها وإنتاج أشكال جديدة من الثقافة تتماشى مع جوهرها من ناحية والتطور العلمي والتكنولوجي من ناحية أخرى.

وأكدت أن الدول المتقدمة أولت الثقافة عناية فائقة من حيث تعزيز قدراتها الاقتصادية والتخطيط الاستراتيجي القائم على تدعيم المنتجات الثقافية وتحسين مناخات الاستثمار فيها وزيادة الإنتاجية والقدرات التنافسية للأنشطة والمشروعات التي يؤسسها المثقفون بكافة شرائحهم المجتمعية، ولهذا سنجد أن تلك العناية انطلقت من تلك الكوادر البشرية المنتجة للمكوِّن الثقافي حتى أصبح الابتكار والإبداع الثقافي مجالا واسعا للاستثمار الاقتصادي.

وقالت الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية إن فكرة المؤتمر جاءت تماشيا مع تلك المتغيرات التنموية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها مجتمعاتنا اليوم، فهي متغيرات تتأسس على البعد الثقافي الذي يشمل قطاعات المجتمع كلها، فعلى الرغم من وجود مجموعة من المشروعات الاستثمارية في مجالات الثقافة سواء أكانت في التراث أو الآداب أو الفنون أو المتحفية أو غيرها، إلا أن تلك المشروعات تطالعنا باستحياء غير قادرة على المضي قدما نحو النماء الاقتصادي الذي يمكن أن يشكل سيرورة اقتصادية على المستوى المحلي ، بل إن البعض منها يكتفي بأن يسمي نفسه تنمية (مجتمعية).

كما ألقى الدكتور منصور سرحان كلمة نيابة عن الشيخ خالد آل خليفة حول تجارب المنطقة في الاستثمار في الثقافة أوضح خلالها العديد من المرتكزات التي استطاعت من خلاها تلك التجارب أن تخطوا خطوات النجاح في كافة مجالاتها وتخصصاتها وفي أماكن عدة من المنطقة لتثبت نجاح الاستثمار في الثقافة.

واشتمل المؤتمر في يومه الأول على جلستي عمل جاءت الأولى بعنوان البعد الاقتصادي للثقافة أهمية الثقافة كونها عاملا من عوامل توليد الثروة والتنمية الاقتصادية..الأسس النظرية أدارها الدكتور سعيد بن محمد الصقري رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية وتضمنت ورقتي عمل قدم الأولى الدكتور يوسف بن حمد البلوشي عنوانها  تعزيز ونشر ثقافة الاستثمار في الثقافة فيما قدم الورقة الثانية محمد بن حمد الندابي بعنوان أثر الاستثمار في الفعاليات الثقافية في بناء رأس المال الاقتصادي.

أما في الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد بن حمد الشحي مدير عام مؤسسة بيت الزبير وحملت عنوان تمويل الثقافة والنهوض بالصناعات الثقافية: التنمية الثقافية وثقافة

التنمية فشملت 6 أوراق عمل قدم الأولى محمد بن رضا اللواتي عنوانها نحو البرنامج الوطني للتنمية الثقافية فيما قدم الورقة الثانية حمود بن سليمان الجابري بعنوان صناعة المنتج الثقافي الإمكانيات والكوامن لتجذير الصناعات الثقافية وحملت الورقة الثالثة التي قدمها الدكتور رشيد بن مالك من الجزائر عنوان تسويق الثقافة واشكالية النهوض بالصناعات الثقافية أما الورقة الرابعة قدمها عبدالعزيز بن فهد العيد من المملكة العربية السعودية بعنوان /الاستثمار الثقافي في ضوء رؤية 2030/ وقدم الورقة الخامسة الدكتور محمد السلمان من مملكة البحرين بعنوان النهوض الاقتصادي وإعداد الموارد البشرية في قطاع الثقافة فيما جاءت الورقة السادسة الختامية لجلستي اليوم الأول بعنوان  الاستثمار في الثقافة الشعبية تنمية مستدامة قدمها الدكتور عبدالحكيم خليل سيد من جمهورية مصر العربية.

وفي ختام جلسات اليوم قام المشاركون في فعاليات المؤتمر بزيارة إلى متحف بيت الزبير حيث اطلعوا خلال الزيارة على محتويات المتحف من إرث عماني.

وتتواصل أعمال المؤتمر غدا في مقر النادي الثقافي من خلال الجلسة الثالثة التي ستكون بعنوان الاستثمار الثقافي ووضع السياسات الاستثمارية ويديرها ناصر بن سالم الصوافي المكلف بأعمال مدير دائرة التراث الثقافي غير المادي بوزارة التراث والثقافة وسيتحدث فيها كل من الدكتور مسعود بن سعيد الحضرمي في ورقة عمله حول انعكاس ثقافة المجتمع في التوجه نحو تحقيق التنمية الثقافية: الفرص والتحديات والدكتور سعيد بن سليمان العيسائي بورقة حول السياحة الثقافية في سلطنة عمان: خطوة على طريق الاستثمار في الثقافة وأفراح بنت مصبح المقبالية حول /الاستثمار الثقافي ووضع السياسات الاستثمارية.

كما تشترك جليلة بنت راشد الغافرية وزيانة بنت عبدالله البوسعيدية في ورقة عمل حول واقع الاستثمار الحكومي لرأس المال الثقافي في المجتمع العماني وآليات تفعيله من وجهة نظر الشباب العماني كما يقدم ياسر عماد الهياجي ورقة عمل بعنوان الأسس الاستراتيجية لاستثمار التراث الثقافي في التنمية السياحية وتعزيز النواحي الثقافية من منظور اقتصادي وتختتم عائشة بنت حارب البحرية الحديث في الجلسة الثالثة بورقة عمل تحمل عنوان مشروع الحكايات والأساطير المرتبطة بالأمكنة العمانية من ذاكرة رواة الى استثمار اقتصادي.

وفي الجلسة الرابعة التي يديرها الدكتور خالد بن سعيد العامري من جامعة السلطان قابوس وتحمل عنوان مؤشرات قياس البعد الاقتصادي للثقافة سيتحدث فيها الدكتور عبدالفتاح الزين من المملكة المغربية في ورقة عمل عن مكانة الشباب في البناء الوطني وأوراش التنمية البشرية- المغرب نموذجا/ فيما تتحدث أفشان يونس من جمهورية باكستان عن /البعد الاقتصادي للثقافة أهمية الثقافة كعنصر من عناصر التنمية الاقتصادية وتوليد الثروة كما يقدم أمير نبيه تادرس وهويده عبدالسيد من جمهورية مصر العربية ورقة عمل مشتركة بعنوان الاقتصاديات الإبداعية في قارة افريقيا الطموحات والتحديات.

وفي الجلسة الخامسة التي سيديرها حمود بن علي الطوقي رئيس تحرير مجلة الواحة ستكون بعنوان الإبداع والمقاولة: المشروعات الثقافية الصغيرة والمتوسطة وسيتحدث في هذه الجلسة علي بن سليمان الرواحي حول خصخصة الثقافة العمانية فيما يتحدث خالد بن عبدالله الخروصي حول المخطوطات العمانية في القرن الثالث عشر الهجري: التجربة والاستثمار فيما ستتحدث زوينة بن سلطان الراشدية حول مشروع استثماري تطويري تسويقي للحرف التقليدية العمانية.