صحافة

غضب عالمي وإنكار سوري للهجوم الكيماوي

10 أبريل 2017
10 أبريل 2017

رغم محاولات إيجاد حل ومخرج للأزمة السورية بين الحكومة والمعارضة، غير أن الرماد يخبئ من تحته نارا تشتعل كلما تحرك الرماد من فوقها. وجاء تحريك الرماد عن طريق الهجوم على قرية شيخون بمحافظة ادلب الذي راح ضحيته عشرات المدنيين الأبرياء من بينهم أطفال.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة «الغارديان» مقالا تناولت فيه الهجوم الأخير بالأسلحة الكيماوية في محافظة إدلب السورية، جاء فيه إن صور الجرحى والأطفال القتلى أصبحت للأسف واقعا يوميا في سوريا، ولكن هجوم الثلاثاء على مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب أثار ردود فعل دولية واسعة.

وذكرت الصحيفة أن الهجوم بغاز السارين فيما يبدو استهدف منطقة لجأ إليها آلاف الهاربين من المعارك، ثم منشآت طبية قريبة منها، وأن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة وصفه بأنه يحمل جميع علامات الجيش السوري. فيما نفت الحكومة السورية ضلوعها في الهجوم، لكن الأدلة المتوفرة حتى الآن تؤكد أنها المسؤولة عن الهجوم، لأن غاز السارين ليس من السهل إنتاجه، بحسب الصحيفة.

وتقول الصحيفة إن «البعض ربط بين الهجوم بالأسلحة الكيماوية الفتاكة والتحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا»، إذا قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي إن مستقبل الأسد إنما هو مسألة تخص الشعب السوري، كما قال السفير الأمريكي في الأمم المتحدة إن إسقاط الأسد لم يعد أولوية بالنسبة لنا. وترى الصحيفة أن هذه التصريحات عززت يقين الجيش الحكومي السوري بأنه يمكن أن يواصل ارتكاب جرائمه دون أن يلحقه عقاب، حسب رأي الصحيفة، مشيرة إلى أن ترامب قال أثناء حملة الانتخابات الرئاسية إن مستقبل الأسد بالنسبة له يأتي في الأهمية بعد القضاء على تنظيم داعش.

وحول نفس الموضوع نشرت صحيفة «آي» تقريرا مع صورة لطفل ضحية للكيماوي يوم الثلاثاء الماضي في سوريا. واستخدم التقرير عنوانا يقول «جريمتين حرب في يوم واحد»، في إشارة إلى الهجوم الكيماوي، الذي تبعه هجوم صاروخي أصاب عيادات محلية تعالج الناجين بحسب ما قال أطباء وناشطون. وذكرت الصحيفة أن الحكومة الأمريكية أعربت عن أنها «واثقة» من أن حكومة الرئيس بشار الأسد كانت وراء الهجمات، لكن الجيش السوري ينفي استخدام هذه الأسلحة.

صحيفة «مترو» نشرت تقريرا على الصفحة الأولى بعنوان «هجوم كيماوي على أطفال نيام»، ومع التقرير نشرت صورة لطفل ضحية الهجوم يلبس قناع اوكسجين بجانب مجموعة من رجال الإنقاذ يحاولون إنقاذ أطفال آخرين في أعقاب الانفجار مباشرة. وتقول الصحيفة ان الأطفال ماتوا وهم نيام في أسرتهم، لكن الحكومة السورية «رفضت رفضا قاطعا» الادعاءات باستخدامها أسلحة كيميائية. ونشرت صحيفة «ديلي ميرور» تقريرا بعنوان «الأسد هاجم الأطفال كيماويا مرة أخرى»، أشارت فيه الى غضب عالمي بسبب الهجوم باستخدام غاز السارين الذي أسفر عن قتل 100 من بينهم 11 طفلا في بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة أدلب شمال غربي سوريا. وكتبت «التايمز» في افتتاحيتها بعنوان «سوريا تختنق» تقول إن الحكومة وتنظيم داعش يسممان أمة كانت فخورة بنفسها. وترى انه يجب التخلص من كليهما. وأشارت إلى أن «الحرب البربرية تؤكد فكرة أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا». أما صحيفة «الديلي تلغراف» فقد رأت في افتتاحيتها أن الهجوم الكيماوي المرعب على ادلب وضع الأمم المتحدة أمام تحد يتمثل في كيفية التعامل مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وقالت إن جميع الأدلة الأولية تثبت أن هذا الهجوم نفذه الجيش السوري كجزء من حملته لاستعادة المناطق التي في أيدي المعارضة السورية. وتقول التقارير الصحافية ان روسيا اعترفت من خلال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، ايغور كونوشينكوف، بأن طائرات سورية قصفت خان شيخون، ولكنه قال: إن «الطائرات قصفت مخزنا كبيرا للذخيرة تابعا للمسلحين، ومخزنا للتجهيزات العسكرية في الضواحي الشرقية لبلدة خان شيخون، وقرب المخزن كان هناك معامل لإنتاج أسلحة كيماوية».  ومن جانبها أكدت بريطانيا على لسان المتحدث باسم رئيسة وزرائها تيريزا ماي أن بريطانيا لن تتخذ أي إجراءات تحمل طابعا عسكريا ضد الرئيس السوري بشار الأسد ردا على الهجوم الكيماوي. موضحا «ان ماي تدين استخدام الأسلحة الكيماوية بصرف النظر عن الملابسات لكن لا أحد يتحدث عن عمل عسكري». ولم يكد يمر يومان على الهجوم الكيماوي، حتى تفاجأ العالم بهجوم صاروخي توماهوك من الجانب الأمريكي على قاعدة الشعيرات العسكرية، التي يعتقد انها مصدر الهجوم الكيماوي. وكان لهذا الهجوم الصاروخي رد فعل مثير للجدل ما بين مؤيد ومعارض، حتى ان البعض يرى ان المواجهة الروسية الأمريكية ستحدث لا محالة. وتناولت الصحف البريطانية وصحف نهاية الأسبوع الهجوم الصاروخي الأمريكي والتطورات الأخيرة بشكل موسع في تقاريرها وافتتاحياتها وتحليلاتها.

أما صحيفة «التايمز» أشارت في تقريرها بعنوان «روسيا والولايات المتحدة على وشك الاشتباك»، الى التحذير الروسي للولايات المتحدة من أنها قاب قوسين أو أدنى من الاشتباكات العسكرية، بعدما وصفت الهجوم التوماهوكي بأنه اكبر عرض لقوة النيران الأمريكية منذ اكثر من عشر سنوات. مشيرة الى تصريح رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف بأن العلاقات مع واشنطن قد «دمرت تماما».

ونقلت صحيفة «الغارديان» التحذير الأمريكي للرئيس بشار الأسد بقولها: «لن يحدث ذلك مرة أخرى never again». وفي سياق التقرير ذكرت الصحيفة انه لن يتم السكوت عن الهجوم الكيماوي. وان سياسة ترامب غير واضحة تجاه ما يحدث في المنطقة. وأضافت انه يبدو أن البيت الأبيض تراجع عن التدخل العسكري على نطاق واسع في سوريا بعد ساعات من إطلاق 59 صاروخا من طراز توماهوك على قاعدة عسكرية سورية ردا على هجوم بالغاز العصبي. وذكرت الصحيفة أن السكرتير الصحفى شون سبايسر رفض مناقشة اى خطوات عسكرية او دبلوماسية. وتحدثت صحيفة «فايننشال تايمز» عن الاتهام الروسي لأمريكا بتدمير العلاقات بينهما بسبب الضربات الصاروخية ضد سوريا. مشيرة الى تصريح رئيس الوزراء الروسي ميديفيد حول التدمير الكامل للعلاقات الروسية- الأمريكية. وذكرت أن ما حدث من ضربات صاروخية أمريكية كان أول عمل عسكري رئيسي للرئيس دونالد ترامب منذ توليه الحكم في يناير الماضي. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» الى تهديد ترامب للأسد بقوله «سأضرب الأسد مرة ثانية I›d hit Assad again». موضحة أن تحذير ترامب للأسد من انه سيفعلها مرة أخرى جاء بعد أول هجوم أمريكي مفاجئ على سوريا.