اعتماد: قصف مطار «الشعيرات» صفحة جديدة في الأزمة

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «اعتماد» مقالاً نقتطف منه ما يلي: لا شك أن القصف الصاروخي الأمريكي الذي استهدف مطار الشعيرات السوري فجر الجمعة الماضي، أدخل الأزمة السورية في منعطف جديد باعتباره يمثل الحدث الأبرز في الإجراءات العسكرية التي اتخذتها واشنطن تجاه هذه الأزمة منذ اندلاعها في مطلع عام 2011 وحتى الآن.

وقالت الصحيفة إن القصف الأمريكي للقاعدة الجوية قرب مدينة حمص السورية يشير بما لايدع مجالاً للشك إلى أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب قررت انتهاج سياسة جديدة تجاه الأزمة السورية، ولم يعد بالإمكان القول بأن الإجراءات العسكرية الأمريكية تقتصر على مواجهة الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم «داعش» في سوريا.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن القصف الصاروخي الأمريكي لمطار الشعيرات من شأنه أن يغيّر كثيراً في قواعد المواجهة الروسية - الأمريكية على الأرض السورية وفي عموم المنطقة، خصوصاً في حال قررت موسكو اتخاذ إجراءات مضادة للإجراءات الأمريكية حتى وإن لم تكن هذه الإجراءات عسكرية بالضرورة.

ورأت الصحيفة بأن الأزمة السورية قد دخلت في نفق مظلم بعد الضربة الصاروخية الأمريكية أكثر من ذي قبل، وبات الحل العسكري يفرض نفسه على الحل السياسي المتلكئ أساساً بسبب الخلافات الكبيرة وتقاطع الاستراتيجيات والمصالح بين أطراف النزاع، وكذلك بين الدول الإقليمية والدولية المؤثرة في هذه الأزمة.

وقالت الصحيفة إن الأوضاع التي تشهدها المنطقة في الوقت الحاضر تشبه إلى حد كبير ما كان يجري خلال حقبة الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا التي امتدت من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى مطلع تسعينات القرن الماضي، وهو ما ينذر باحتمال انفجار الوضع في أي لحظة، مشددة على أن معالجة هذا الأمر تحتاج إلى مبادرات ســـريعة من قبل المجتمع الدولي ومنظماته الأساسية لاسيّما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لوضع حد لهذا التوتر الذي يهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وفي العالم برمته.