977947
977947
المنوعات

داميين هيرست في معرض ضخم بالبندقية

08 أبريل 2017
08 أبريل 2017

977948

البندقية (إيطاليا)، (أ ف ب): يحل الفنان البريطاني المشاغب في مجال الفن المعاصر داميين هيرست ضيفا على مؤسسة بينو في البندقية من خلال معرض ضخم يحمل الزائر إلى أسطورة بحرية ذات عمق كبير.

وقد حفظ بعناية سر هذا المشروع الطموح الذي انكب عليه داميين هيرست (51 عاما) مدة عشر سنوات وهو يضم اعتبارا من اليوم وحتى الثالث من ديسمبر حوالى 200 عمل جديد في مقري مؤسسة بينو، بالاتسو غراسي ولا بونتا ديلا دوغانا.

والمعرض بعنوان «تريجرز فروم ذي ريك اوف ذي انبيليفيبال» حول أسطورة مركب غرق قبل قرون قبالة سواحل افريقيا مع حمولة الثمينة.

وكانت هذه السفينة تحمل تماثيل فرعونية بجسم أسد ورأس إنسان وتماثيل يونانية ونصبا برونزية والذهب والحلي وأسلحة بكميات كبيرة.

هذا الكنز الغارق عثر عليه داميين هيرست في قعر المحيط الهندي وانتشله من الأعماق خلال حملة افتراضية تحت الماء تعرض مشاهد عنها على امتداد المعرض.

في البندقية، يعرض الفنان ثمار «هذا الصيد الوفير» مع أعمال مكسوة بطحالب متحجرة ومرجان وأصداف بعدما ترك البحر بصماته عليها عبر القرون.

إلا أن زائر المعرض يقع في حيرة..

فأمام هذا الوحش البالغ ارتفاعه 18 مترا وهو العمل الأروع في المعرض يسأل الزائر هل هو أمام عمل مصنوع من الصمغ المرسوم كما هو وارد في الدليل؟ وهل مجموعة الحلي هذه مصنوعة فعلا من الألومنيوم والبولييستر.

ويقف الفرد حائرا أمام هذا التمثال اليوناني-الروماني برأس بعوضة المستوحى من قصيدة «التحولات» لأوفيد وأمام الآلهة والوحوش البحرية التي تجمع بين النمط الكلاسيكي وجمالية الأبطال الخارقين او أبطال المانغا اليابانية، فضلا عن تماثيل نصفية مكسوة بالمرجان المتعدد الألوان.

ويقول مارتان بيتنود مدير بالتسو غراسي وبونتا ديلا دوغانا «لا يعرف الزائر إن كانت الأعمال التي يراها بقيت ألفي عام في قعر المياه او أنها نتيجة عمل الفنان.

نحن في حالة التباس تسمح بالحلم». ويشير «ثمة مستويات تفسير متراكبة ومختلفة تمد هذا المشروع بالغنى والتعقيد». ويبدو أن هذا المشروع يشكل منعطفا في مسيرة داميين هيرست الفنية التي قادته منذ الثمانينات إلى الغوص في العلاقة بين الفن والموت.

فاكتشاف أعماله كمن يدخل الى عالم حيوانات محنطة كما الحال مع عمله الشهير حول سمكة قرش منقوعة بالفورمول (1991) او «ماذر اند تشايلد ديفايديد» (1993) وهي عبارة عن بقرة وعجلها المقطعين بالطول وقد وضعت أجزاؤهما في اربع واجهات.

هذه الجرأة أثارت الإعجاب والنقد في آن وجعلت منه من اكثر الفنانين الأحياء شهرة في العالم.

في العام 2008، نظم بنفسه مزادا واسعا حول أعماله لدى دار «سوذبيز» متجاوزا أصحاب صالات العرض الفني التي يتعامل معها.

وقد حقق 137 مليون يورو من بيع 223 قطعة.

وكانت صحيفة «صنداي تايمز» قدرت ثروته الشخصية في العام 2012 بـ433 مليون يورو.

ويوضح مارتان بيتينود «الموت والتحلل هما منذ فترة طويلة في قلب أعمال داميين هيرست ألا انهما في هذا المعرض يعالجان بطريقة معاكسة كما لو انه يتم إحياء هذه الأعمال من جديد». ويشدد «من خلال إعادة تشكيل المرجان من البرونز هو يستعيد فعل الزمن الذي لم يعد من فعل الطبيعة بل من فعل يد الإنسان». واحتاج نقل الأعمال المئتين إلى البندقية أربعة اشهر وفد تم إنجاز بعضها بعدة نسخ.

أما قيمة هذه الأعمال في السوق فتبقى لغزا إلا أن معلومات صحافية ذكرت نقلا عن مهتمين محتملين بشرائها أن الأسعار تراوح بين نصف مليون دولار إلى خمسة ملايين.