mahmood
mahmood
أعمدة

نظام تصنيف الحالات الطارئة «ESI»

03 أبريل 2017
03 أبريل 2017

د.محمود بن ناصر الرحبي -

استشاري أول طب الطوارئ -

يعتبر قسم الطوارئ بالمستشفى ذا أهمية خاصة لتوجهه السريع نحو إنقاذ المرضى في الحالات الحرجة وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين في مختلف الحوادث الطارئة كخطوة أولى وضرورية للتقليل من خطورة ومضاعفات تلكم الحالات الأمر الذي أصبح حاجة ملحة نظرا للازدياد المضطرد في الأمراض التي قد تفاجئ الإنسان في أي وقت كحالات الغيبوبة بجميع أنواعها – الذبحة الصدرية والجلطة القلبية – حالات التسمم الغذائي وغير الغذائي- حوادث السيارات والطرق – إصابة العمل والحروق والكوارث الطبيعية.

وحتى يتم تقديم الخدمات الطبية على أعلى المستويات كان لابد من وضع نظام داخل قسم الطوارئ وفق معايير عالمية في سبيل توفير رعاية طبية وتمريضية سريعة وفعالة وذات كفاءة للمرضى ذوى الحالات الطارئة والتأكد من توفر الطاقم المتخصص على مدار اليوم، ومن ذلك جرى في المستشفيات العالمية تقسيم حالات المراجعين إلى خمس مستويات هي: الحالات الحرجة جدا وهي التي لا تحتمل الانتظار مثل مصابي الحوادث المرورية والجلطات بأنواعها والتشنجات والحروق وهي جميعها حالات يجب أن تتلقى العلاج فورا في وحدة الإنعاش ويكون فريق الطوارئ جاهزا دائما لاستقبالها وهذا المستوى يرمز له باللون الأزرق، ثانياً الحالات الطارئة وهي التي يمكن أن تنتظر نحو خمس إلى عشر دقائق وتتضمن آلام الصدر والغيبوبة وارتفاع ضغط الدم المتوسط والحروق من الدرجة الثالثة ويرمز لها باللون الأحمر، ثالثاً الحالات الخطرة ويرمز لها باللون الأصفر، ورابعا الحالات الأقل خطورة وهي الحالات غير المستعجلة وتحتمل الانتظار حتى 60 دقيقة وتعالج في العيادة المخصصة لها ويرمز لها باللون الأخضر، وأخيرا الحالات غير الخطرة كالزكام وغيرها من الأمراض الشائعة ويرمز لها باللون الأبيض وتبدأ آلية تطبيق هذا النظام منذ وصول المراجع، ويتم تصنيفه وفق القواعد السابقة بواسطة ممرضين على درجة عالية من الكفاءة والخبرة، وتكون مهمتها أيضا مراقبة الحالات للتأكد من دقة تصنيفها لها، وقد تتطلب الحالات غير العاجلة الانتظار لفترة أطول، فتصنيف المرضى في قسم الطوارئ يتم وفقا لجدية مرضهم أو شدة إصابتهم وجروحهم وليس زمن وصولهم، وبذلك يتحقق تقديم الخدمة الطبية الإسعافية للمرضى المستحقين فور وصولهم وفقا للمعايير الطبية المتفق عليها.

وفي سبيل تفعيل هذا النظام على أعلى مستويات الجودة المهنية كان لزاما أن يتم تنفيذ العديد من برامج التدريب والتعليم المستمر للطاقم الطبي والتمريضي من خلال ورش عمل علمية تخصصية حول هذا النظام وآلية تطبيقه وتفعيله بما يتوافق مع المعايير العالمية، وبذلك نضمن رفد أقسام الطوارئ بطواقم طبية وتمريضية على أعلى مستويات الخبرة والمهنية والتعامل بعناية كاملة مع جميع الحالات الطارئة بمختلف مستوياتها وتقليص الأخطاء الطبية إلى مستويات متدنية، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التشخيص الصحيح وفرز الحالات بشكل سليم لتلقي العلاج المناسب ولتحقيق العدالة بين المرضى وفق الأولية التي تتماشى مع نظام تصنيف الحالات الطارئة ( ESI ).