كلمة عمان

جوانب متكاملة للتنمية وتحقيق حياة أفضل

31 مارس 2017
31 مارس 2017

منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة ، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وعلى امتداد السنوات الماضية ، ارتكزت جهود التنمية والبناء على قاعدة البناء المتعدد الجوانب ، والمتكامل في الوقت ذاته ، وذلك من أجل إرساء كل عناصر التنمية المستدامة ، وتشييد بنيتها الأساسية في كل المجالات من ناحية ، والعمل في الوقت ذاته من أجل تفعيل كل هذه العناصر والمجالات معا ، لتحقيق أفضل حياة ممكنة للمواطن العماني ، على امتداد هذه الأرض الطيبة ، وفي كل محافظات وولايات السلطنة ، في إطار أولويات خطط وبرامج التنمية الوطنية والإمكانات المتاحة أيضا .

ومع أنه تم والحمد لله قطع خطوات وأشواط كبيرة ومتعددة في كل مجالات التنمية ، وإعطاء اهتمام خاص لبناء وتطوير قدرات المواطن العماني ، تعليما وتأهيلا وتدريبا ، ليقوم بدوره المنشود باعتباره هدف التنمية ووسيلتها أيضا، فإن تعدد وتكامل الجهود يظل سمة مميزة لمسيرة التنمية المستدامة ، وهو ما تجسد ، على سبيل المثال لا الحصر ، على أكثر من صعيد ، خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي هذا الإطار فإنه في حين تختتم اليوم ( السبت ) فعاليات معرض الاتصالات وتقنية المعلومات ( كومكس 2017 ) في دورته السابعة والعشرين ، والذي استمر خمسة أيام ، وبمشاركة 25 دولة عربية وأجنبية ، فإنه تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض ، الذي يشكل نافذة واسعة على مختلف التطورات التقنية ، في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والتطبيقات الذكية ، والذي عقد تحت شعار «لحياة رقمية»، قد شهد هذا العام تدشين النسخة الأولى من «قمة المدن الذكية» ، تحت شعار «تمكين الأمة الذكية» ، كما شهد تدشين «جناح التكنولوجيا المستقبلية» ، وكذلك تدشين حزمة من الخدمات الإلكترونية ، لوزارة الإعلام وعدد من الوزارات والجهات والهيئات والمؤسسات الأخرى ، لتسهيل التعامل مع خدمات الحكومة الإلكترونية وتوسيع نطاقها لتستوعب المزيد من الخدمات التي يمكن تقديمها للمواطن والمقيم بسهولة ويسر ، وبما ينعكس بالضرورة على تحقيق حياة أفضل له ولأبنائه في الحاضر والمستقبل .

من جانب آخر، ومن أجل إعطاء دفعة كبيرة لتشجيع الابتكار ، وإتاحة الفرصة والإمكانية العملية لأصحاب الأفكار والمخترعات والإبداعات من أبنائنا وبناتنا ، لتحويل أفكارهم إلى نماذج عملية ومنتجات ملموسة ، فإنه تم يوم الأربعاء الماضي تدشين أول مصنع ، أو مركز للابتكار في واحة المعرفة مسقط ، وهو مزود بآلات ومعدات صناعية لتمكين المبتكرين من تحويل أفكارهم ومشاريعهم الإبداعية إلى واقع عملي ، من خلال أسلوب القولبة الرقمية باستخدام أجهزة وبرمجيات تصميم حاسوبية دقيقة وسهلة الاستخدام ، والمصنع مفتوح أمام المبتكرين من الشباب لتنفيذ نماذج أولية لمبتكراتهم وتطويرها .

وبالتوازي مع هذه الجهود التنموية وغيرها في مجالات عدة ، فإنه تم في الأيام الأخيرة أيضا افتتاح وحدة شرطة المهام الخاصة بولاية نزوى ، وهي بمثابة مركز أمني حديث ، متطور ومجهز بمختلف التقنيات والوسائل والمعدات والمرافق ، التي تمكنه من القيام بدوره في الإسهام في الحفاظ على الأمن والأمان الذي تتميز به السلطنة ، على امتداد ربوعها وعلى مدار الساعة ، وتحت كل الظروف ، وهو ما يخدم جهود التنمية الوطنية ، بشكل مباشر وغير مباشر ، ويجعل من السلطنة في هذا العهد الزاهر نموذجا للأمن والأمان والاستقرار والازدهار.