968905
968905
المنوعات

الوثائق والمحفوظات الوطنية تكرّم الدفعة الثانية من رواة التاريخ الشفهي

29 مارس 2017
29 مارس 2017

[gallery columns="5" size="medium" ids="455694,455693,455692,455691,455689"]

الضوياني: إيلاء الاهتمام بالدراسة والبحث لتعزيز الذاكرة الوطنية -

احتفلت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية صباح أمس بتكريم الدفعة الثانية من رواة التاريخ الشفهي، تحت رعاية معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني مستشار الدولة، وحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وعدد من المعنيين والمكرمين بفندق جراند هرمز بمرتفعات المطار.

ويأتي هذا التكريم إدراكا من الهيئة بالاهتمام بما خلّفه الآباء والأجداد من حضارة وإرث تاريخي عظيم ترتكز عليه النهضة، وأن الأمة التي تبغي مجدا عليها أن تبث في الأفراد الروح والعزيمة، وأن تبعث فيهم الشعور بالعزة، وذلك بالاهتمام بماضيها وربطه بحاضرها المشرق، وتعريف الناشئة بجهود أسلافهم ومآثرهم المختلفة. وما لهم من أثر في رقي وازدهار البلاد.

كما يهدف التكريم للوقوف على أهمية التاريخ المروي والاحتفاء برواة التاريخ الشفهي الذين سجلوا روايتهم الشفوية عبر المقابلات الشخصية التي أجراها فريق عمل المشروع بهيئة الوثائق لعدد من أصحاب الفكر والتجربة والمحفوظات الوطنية.

وألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كلمة قال فيها: إنه لمن دواعي سرورنا وعظيم تقديرنا لهذه الوجوه الطيبة وهؤلاء الأخيار الكرام أن نتشرف اليوم في هذا اللقاء أن نتوجه بالشكر والتقدير على ما قدمتموه من جوانب مهمة في تاريخ عمان التليد فكان البعض صناعا للأحداث وشهودا عليها أو فاعلين في وقائعها ومتابعين لمراحلها أو صلتهم المباشرة أو غير المباشرة بالأمور التي أسهمت في تغيير مجرى الأحداث، فحري بنا أن تكون لذاكرتهم مكان في محفوظات الوطن وسجلاته، وأن تحظى سيرهم أو أفعالهم النبيلة وخصالهم الحميدة ومشاركاتهم ومساهماتهم الوطنية الجليلة في إيلاء الاهتمام بالدراسة والبحث لغرض تعزيز الذاكرة الوطنية بمصادر متعددة من الوثائق والمخطوطات والصور والخرائط ومختلف الوسائط التي أكدت لنا عظمة عمان والعمانيين وأساهمهم في الحضارة الإنسانية وإيمانا من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لما للذاكرة الشفوية من قيمة وثائقية تسجل ذاكرة الإنسان العماني الذي يمتلك معارف فكرية وعلمية وتجارب عملية ومسؤوليات اجتماعية ووظيفية لمن خدموا الوطن في مواقع متعددة وتركوا أثرا طيبا وأعمالا مشهودة وأفعالا محمودة وسيرا مذكورة اتسعت تلك المعارف بسعة الأفق وبصدق الكلمة وأمانة تسجيلها وتدوينها لتكون حاضرة وشاهدة وباقية لجيل الحاضر والمستقبل، ليستفيدوا من المادة التاريخية الشفوية في إجراء الدراسات والبحوث العلمية الأمر الذي جعل الهيئة تمضي قدما من أجل الوصول إلى توثيق ذاكرة العديد من الشخصيات العمانية وغير العمانية ممن أسهموا بخدمات جليلة في خدمة سلطنة عمان في مختلف مجالات الحياة.

كما توجه سعادة الدكتور رئيس الهيئة بهذه المناسبة الكريمة بخالص الشكر وعظيم التقدير للجميع على حُسن تجاوبهم في إبراز ما لديهم من المعارف قائلا: ما وجدناه من حسن الاستقبال لفريق العمل الفني لهو محل تقدير لكم جميعا وها أنتم اليوم تقدمون دليلا آخر على الوفاء لهذا الوطن العزيز بحضوركم وتحملكم عناء السفر.

كما ندعو الله جلّت قدرته أن يتغمد بواسع رحمته أولئك الذي رحلوا إلى دار القرار، وأن يلهم الله أهلهم الصبر على فراقهم وأن يرزقكم المولى القدير الصحة والعافية والعمر المديد إنه سميع مجيب الدعاء.

وقدم الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي كلمة نيابة عن الرواة قال فيها: أرحب بكم جميعا في هذه المناسبة الجميلة التي تترجم الشكر والامتنان بين فريقين، فريق هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية جاء على شكل تكريم المساهمين في ترجمة ذكرياتهم الشفهية، أو كنوز من مخطوطات ووثائق احتفظوا بها، أما الفريق الآخر فيمثل شكرنا جميعا لهذه الجهة الحكومية التي نبشت في ذاكرة تجري في دمائنا لتحتفظ بصورة مكان أو حدث أو شخصية لها إسهاماتها في رسم تاريخ حضاري، أو شكلت معالم ثقافة زمان محدد، فباقات الشكر متبادلة بين الطرفين ليصبح هذا الوطن الغالي هو الرابح الأول والأخير بهذا التكامل البناء بين المواطن والحكومة.

وأضاف البلوشي: إن التاريخ إذا لم تخطه أخبار الحفظ والتوثيق يضمحل ويؤول إلى الضياع والنسيان، فلولا رسومات الإنسان الأول على جدران الكهوف والصخور ثم الجدران، لما وصلت إلينا تفاصيل الحياة التي مروا بها عبر العصور، وكم هي سعادتنا جميعا بالغة عندما وصلتنا الدعوات لنخط بألسنتنا تلك التفاصيل المخزونة في الذاكرة التي رجونا الله أن تبقى ونوصلها للأجيال عمان والعالم أجمع، فحملت هيئة الوثائق والمحفوظات هذه الأمانة من على رقابنا وترجمتها توثيقا مخلدا عبر الزمان.

واختتم البلوشي كلمته بالشكر الجزيل لراعي المناسبة على مشاركته هذه الفعالية، كما أجزل الثناء والامتنان لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية رئيسا ومنتسبين على دماثة الخلق، وحسن التعامل، والأناة الجميلة التي أظهروها إبان التسجيل.

وشمل الحفل قصيدة شعرية قدمها أحمد بن محسن الغريبي إلى جانب فيلم الرواة الذي عرض بثلاثة أجزاء قصيرة، كما تم عرض فيلم التاريخ الشفهي الذي تحدث عن التاريخ الشفهي والكادر الفني الذي تزخر به الهيئة في هذا المجال، حيث تحدث عن العمل الدؤوب الذي يقوم به الفريق وطريقة العمل في هذا الجانب والإنجازات التي حققها إضافة إلى بعض المقابلات التي أجراها لبعض المسؤولين في الهيئة ودور الهيئة في اقتناء وتوفير أفضل الأجهزة المختصة في سبيل إنجاح العمل وإخراجه بالطريقة المثالية، وعرض الفيلم الآخر مجموعة من المقاطع للمكرمين أثناء تسجيلهم لبعض الحلقات في الفترة الماضية في لحظة زمنية تعود بالرواة إلى الماضي الجميل. واختتم الحفل بتكريم رواة التاريخ الشفهي والجهات الإعلامية، وفريق العمل في المشروع، وراعي الحفل.