المنوعات

سوء استخدام المضادات يعطل مكافحة مرض السل

25 مارس 2017
25 مارس 2017

باريس، (أ ف ب): حذر خبراء من أن سوء استخدام الأدوية الجديدة المضادة لمرض السل قد يجعلها في آخر الأمر غير فعالة في القضاء عليه.

وطالب الخبراء المشاركون في إعداد تقرير نشرته مجلة «ذي لانسيت ريسبيراتوري ميدسين» بإجراء رقابة على وصف هذه الأدوية وتناولها، محذرين من مغبة أن «تفقد فاعليتها بسرعة». في السنوات الماضية، ظهرت ثلاثة عقاقير من المضاد الحيوي لعلاج مرض السل، بيداكيلين الذي تصنعه مختبرات جانسن، وديلاماندين الذي تصنع مختبرات «أوتسوكا»، ولينيوليد الذي تنتجه «بفيتزر».

وكان ظهور هذه المضادات الجديدة خبرا سارا في مجال مكافحة السل، لأن العقاقير السابقة، وآخرها ظهر في السبعينات، بدأت تفقد فاعليتها مع تطوير البكتيريا المسببة للمرض مقاومة ضدها.

وأظهرت الأبحاث الجارية على العقاقير الجديدة أنها «تحسن بشكل واضح فاعلية العلاج وتعطي أملا للمرضى» الذين فشلت الأدوية القديمة في علاجهم.

لكن مع غياب الاستثمارات الكبيرة في مجال البحث الطبي لعلاجات مرض السل، وخصوصا علاجات سريعة تخلو من الآثار الجانبية، يتخوف الخبراء من أن تضعف القدرة العلاجية للعقاقير الثلاث الجديدة، مع ظهور إصابات مقاومة للمضادات.

والسل مرض معد تنقله بكتيريا تسمى المتفطرة السلبية أو عصية كوخ نسبة إلى الطبيب الالماني روبرت كوخ، وهي تنقض على الرئتين عادة، وقد تهاجم الكلى والغدد والعظام حتى.

ولا تظهر أعراض هذا المرض على الفور، وهو ينتقل عبر اللعاب، حين يكح الإنسان أو يعطس أو يتحدث.

تقول منظمة الصحة العالمية إن مرض السل هو واحد من الأسباب العشرة الأولى المسببة للوفيات في العالم.

في عام 2015، قضى مليون و800 شخص بسببه، علما أن عدد المصابين به وصل إلى عشرة ملايين و400 ألف، يعيش 60 % منهم في ستة بلدان هي الهند وأندونيسيا والصين ونيجيريا وباكستان وجنوب إفريقيا.

وكان 20 % من المرضي مصابين بأنواع مقاومة للمضادات الحيوية، و5 % بأنواع تقاوم المضادات المتعددة، أي ما يقارب 480 ألف حالة.

وأحصي نصف هذه الحالات في الهند والصين وروسيا، لكن موجات الهجرة والحركة السياحية جعلت هذا النوع من الإصابات ينتشر في كل العالم.

وتشتد مقاومة المرض للمضادات حين لا يتمكن العقار من القضاء على البكتيريا تماما، بسبب عدم تحديد العلاج المناسب تماما، أو الخطأ في تقدير الجرعة اللازمة، أو لعدم استكمال العلاج. ثم تصبح السلالات المقاومة للمضادات الحيوية قادرة على الانتقال من مريض لآخر بالعدوى.

تتفاقم هذه الظاهرة في دول أوروبا الشرقية وروسيا وكازاخستان التي يصلها سنويا آلاف العمال المهاجرين، ولاسيما من آسيا الوسطى.

ومنهم من يحملون مرض السل من دون أن يشخّص المرض لديهم أو يعالج، وفقا لميشال كازاتشكين الموفد الخاص للأمم المتحدة لمرض الأيدز في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والمكلف أيضا متابعة مرض السل.