صحافة

القمة الفلسطينية - المصرية .. وإحياء «الرباعية العربية»!

24 مارس 2017
24 مارس 2017

في زاوية آراء كتب هاني حبيب مقالا بعنوان: القمة الفلسطينية - المصرية .. وإحياء «الرباعية العربية»!، جاء فيه:

لاحظت وأنا أتابع زيارة الرئيس محمود عباس إلى القاهرة واجتماعه مع الرئيس السيسي، أن هناك تغطية شاملة غير معتادة من قبل وسائل الإعلام المصرية، الرسمية والمستقلة على حد سواء، بعض المحللين الفلسطينيين أشار إلى أن القمة استمرت لساعة ونصف فقط، في محاولة من هذا البعض تناول القمة الفلسطينية - المصرية بشيء من السلبية، مع أن هذا الوقت أكثر من كاف لعقد قمة من هذا النوع، وعلى العكس، فإن مدة أطول في بعض القمم، تعني أن هناك خلافات اكثر تحتاج إلى وقت أطول للنقاش حولها، وبصرف النظر عن هذه الملاحظة، فقد قيل أيضاً أن ما ورد من تصريحات اثر القمة من الجانب المصري، عبارة عن كلمات متكررة في اللقاءات البروتوكولية، إلا أنني لاحظت في هذا السياق، احد أهم المواقف التي من المحتمل ان تشكل سبباً مباشراً لعقد هذه القمة في هذا الوقت بالذات، فقد صرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي اكد للرئيس محمود عباس «أن القضية الفلسطينية ستكون محل تباحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة الرئيس المرتقبة لواشنطن، حيث من المهم اضطلاع الإدارة الأمريكية بدورها المحوري في رعاية عملية السلام بما يؤدي إلى استئناف المفاوضات من أجل إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية. واعتقد أن الجملة الأخيرة في هذا التصريح، تعكس أهمية جوهرية لأسباب عقد القمة الفلسطينية - المصرية، قبل زيارة الرئيس إلى واشنطن للقاء ترامب، وهنا فإن الولايات المتحدة هي الراعية الأساسية للعملية السياسية على الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، تسليم عربي بأن واشنطن هي التي تمتلك أوراق اللعبة، ويجب أن يتشكل موقف عربي موحد، لدعم هذا الدور الأمريكي، حديث مشابه عن هذا الأمر تم اثر لقاء المبعوث الأمريكي مع أبو مازن قبل أيام في رام الله، وحسب مصادر وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن المبعوث الأمريكي طرح عدة شروط يجب أن تتوفر لاستئناف العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، احد أهم هذه الشروط، وفد عربي مشترك يضم كلا من مصر والسعودية والإمارات والأردن، وهذا يذكرنا بالرباعية العربية التي وجدت طريقاً مغلقاً قبل بضعة اشهر لاستكمال دورها، وانفضت هذه الرباعية بالسرعة التي تم الإعلان عنها، غير أننا من الممكن أن نشهد تجديداً لها، خاصة اثر عودة ضخ النفط السعودي إلى جمهورية مصر العربية، كإشارة إلى توافق ما بين القاهرة والرياض حول بعض الملفات، من بينها الملف الفلسطيني، على الرغم من بقاء الخلافات حول بعض الملفات كالملف السوري. توافقات عربية مطلوبة الآن، ربما يوفرها مؤتمر القمة العربي أواخر الشهر الجاري في عمان، من هنا، فإن توقيت القمة الفلسطينية - المصرية، قبل انعقادها، وقبل اجتماعات واشنطن بالغ الأهمية لتوفير التغطية العربية عموماً، والفلسطينية - المصرية على وجه الخصوص، لمثل هذه التوافقات، ومن المحتمل ان يتم التجديد للرباعية العربية، وإذا ما تذكرنا أن ولي ولي العهد السعودي، قد استبق كلا من ابو مازن والسيسي للقاء ترامب، فإن الدور الأمريكي في إعادة صياغة الرباعية العربية من جديد، يبدو أكثر وضوحاً، تصريح الرئاسة المصرية اثر قمة أبو مازن - السيسي، حول الدور الأمريكي المناط به لاستئناف العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، هو الأكثر صراحة حول تسليم هذا الملف ليصبح علنياً وبموافقة عربية رسمية، للرئاسة الأمريكية التي بعثت مبعوثها الخاصة إلى كل من نتانياهو وابو مازن قبل أيام قليلة من القمة الفلسطينية - المصرية. التأزم السابق بين مصر وفلسطين، كان أمراً غير مألوف وغير طبيعي ولا يستند إلى قواعد العلاقات الأخوية بين الجانبين، أمر خارج نطاق المسموح به على ضوء الدور الذي اضطلعت به القاهرة على الدوام في رعاية القضية الفلسطينية، سحابة صيف، كان لها أن تمضي دون أن تترك آثارها السلبية على هذه العلاقة. الجانب الفلسطيني يدرك بدوره أن الحاضنة المصرية لا بد منها لتقوية الموقف الفلسطيني ودعمه، خاصة في ظل التغول الإسرائيلي المدعوم اكثر من أي وقت من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، ومن الممكن القول إن السياسات العربية اللاحقة التي قد تديرها القاهرة، تهدف إلى احتواء هذا الدعم الأمريكي من خلال مرونة عربية، قد لا تجد من يؤيدها لدى الجمهور العربي عموماً، والفلسطيني على وجه الخصوص، لكن إرادات السياسة وألاعيبها، قد تدفع بمثل هذه السياسات، لتحسين ميزان القوى بما يمكن معه، احتواء الدعم الأمريكي المطلق للإدارة الإسرائيلية الأكثر يمينية وغطرسة، سياسة لا يمكن تفهمها على ضوء التجارب السابقة، إلا أنها قد لا تكون إلا الخيار الوحيد، أمام هذا العنف المستشري في كل المنظومة العربية!