العرب والعالم

المالكي: ملف الاستيطان مازال مفتوحا ولم يحسم من قبل الإدارة الأمريكية

22 مارس 2017
22 مارس 2017

اسرائيل تنفذ مشاريع لربط القدس بـمستوطنة «معاليه ادوميم» -

رام الله - عمان - نظير فالح:-

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي،إن ملف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية مازال مفتوحا ولم يحسم من قبل الإدارة الأمريكية .

واعتبر المالكي في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، أمس الاربعاء، أن ما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأول بأنه لن يتم تقييد عمليات البناء في شرق القدس وبحث صيغة مع الجانب الأمريكي بشأن الاستيطان في الضفة الغربية «إفلاس ».

وذكر المالكي، أن تصريحات نتانياهو «محاولة ضغط على مبعوث الممثل الخاص الأمريكي المكلف بالمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات بأن موضوع القدس خارج نطاق المباحثات ولكن هذا هو استهلاك» وأردف وزير الخارجية الفلسطيني «نحن من طرفنا نحاول بأشكال مختلفة الوصول للإدارة الأمريكية للحديث معها بنفس الخصوص ».

ولفت إلى أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الشهر المقبل إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستساعد وستحضر لزيارة الرئيس محمود عباس إلى واشنطن لاحقا .

وأكد المالكي، أن «الأبواب ليست مشرعة ومفتوحة أمامنا في واشنطن كما هي مفتوحة أمام الحكومة الإسرائيلية»، لافتا إلى أن الجانب الفلسطيني يتابع بطرق مختلفة مباشرة وغير مباشرة لإرسال رسائل واضحة وقوية حول موقفه وما هو مقبول وغير مقبول ليس فقط فيما يتعلق بالاستيطان، وإنما في كافة قضايا الحل النهائي . وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة أوردت عن نتانياهو قوله يوم أمس الأول أن البناء في القدس غير قابل للنقاش، وأنه مستعد فقط لمناقشة تقييد البناء في الضفة الغربية . ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسة لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين في عام 2014 . في الأثناء ،قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إن اسرائيل تنفذ مشاريع تهدف لتحقيق التواصل الفعلي بين القدس ومستوطنة «معاليه ادوميم».

وأضافت الصحيفة في عددها الصادر أمس الأربعاء، أنه رغم تأجيل التصويت في الكنيست على مشروع ضم مستوطنة «معاليه ادوميم» الى القدس، عدة مرات، إلا أنه تم خلال الأسابيع الأخيرة، دفع مشاريع تهدف الى تحقيق التواصل الفعلي بينها وبين القدس. ومن شأن هذه المشاريع المساعدة على البناء المستقبلي في منطقة E1 ، التي يتأخر البناء فيها منذ أكثر من عقد زمني لأسباب سياسية. ولكن في الوقت الذي تتخوف فيه الحكومة من رد المجتمع الدولي على الضم، فإنها تأمل ان تعزز هذه المشاريع بشكل كبير، التواصل بين المدينتين، وان يمر الأمر بهدوء دبلوماسي.

وتشير «هآرتس» الى أن الجرافات تشاهد وهي تعمل في الأسابيع الأخيرة، بالقرب من شارع رقم 1، الذي يربط بين القدس و«معاليه ادوميم»، حيث يجري العمل لبناء مفترق «هزيتيم» الذي سيسهل الحركة بين المدينتين. وقالت جمعية «مدينة الشعوب» ان بناء المفترق الذي سيربط بين الجزء الشمالي من الشارع الالتفافي الشرقي وشارع 417، يُعد للبناء المستقبلي في منطقة E1 ، ويهدف الى حرف حركة المرور الفلسطينية عن المسار القائم حاليا في المنطقة الفاصلة بين المدينتين. وقد صودق على المشروع في سبتمبر 2013 ويجري العمل عليه حاليا. كما شُرع ببناء نفق جديد عند مفترق التلة الفرنسية، والذي صادقت بلدية القدس على ميزانيته مؤخرا. ويهدف شق هذا النفق لتخفيف الاكتظاظ الكبير في المنطقة، وتسهيل التحرك بين أحياء القدس الشمالية والعاصمة. وتؤكد بلدية القدس ان هذين المشروعين هما جزء من خطوة شاملة لتطوير البنى التحتية للمواصلات في شمال المدينة. بالإضافة الى ذلك تدفع اسرائيل نحو هدم قرية الخان الأحمر، التي تعتبر رمزا للاستيطان البدوي في المنطقة. وكما سبق ونشرت «هآرتس» فقد وزعت «الإدارة المدنية» عشرات أوامر الهدم في القرية في الشهر الماضي. كما يجري دفع ضم معاليه أدوميم الى القدس، بواسطة تعريف المنطقة الواقعة بين المدينتين  على انها «مواقع قومية ومحميات طبيعية». وفي يناير الماضي، أوصت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس بالمصادقة على الخارطة الهيكلية التي تشكل مرحلة في مخطط تحويل المنطقة الى حديقة وطنية تحمل اسم «منحدرات جبل المكبر».. ويدعي السكان الفلسطينيون في القدس الشرقية وتنظيمات اليسار المعارضة للخطة انها تهدف عمليا الى منع امتداد الاحياء الفلسطينية المجاورة. وقال الباحث افيف تتارسكي، من جمعية مدينة الشعوب، لصحيفة «هآرتس»، إن «اليمين يحاول تبييض مشروع المنطقة E1 ، بادعاء ان معاليه أدوميم تحظى بالإجماع الاسرائيلي. لكن البناء هناك سيحول معاليه ادوميم من مطلب اسرائيلي يمكن للفلسطينيين الموافقة عليه في إطار تبادل الأراضي، الى ضربة مميته لحل الدولتين». وقال «ان استثمار مليارات الشواكل لصالح بناء شوارع بين القدس وE1 ، يعكس اصرار اسرائيل على تنفيذ خطة البناء وعرقلة حل الدولتين».