961175
961175
العرب والعالم

معارك طاحنة شرق دمشق مع الاستعداد لمفاوضات «جنيف 5»

21 مارس 2017
21 مارس 2017

دي ميستورا يجري مشاورات دولية مكثفة لدعم التسوية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

تصعيد عسكري جديد بدأته المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة «فيلق الرحمن» في جبهة شرق العاصمة صباح أمس وتصدت له المقاتلات السورية والوحدات العسكرية المرابطة هناك حيث استطاعت إفشال الهجوم الثاني لهم والذي بدأ قبل يومين.

ويأتي هذا التصعيد غداة محادثات جنيف التي ستنطلق بعد غد بمشاركة جميع الأطراف، ولم يصدر أي ردة فعل من أي الأطراف المشاركة عن تأثير هذا التصعيد على سير المحادثات، حيث أكد مكتب المبعوث الأممي حضور جميع الأطراف لها.

وفي تفاصيل الأحداث الميدانية من جبهة شرق العاصمة أفاد مصدر عسكري أن المجموعات المسلحة قامت فجر أمس بتفجير سيارة مفخخة بتمام الساعة ٥:١٥ دقيقة بمحور المغازل تلاها اشتباكات عنيفة واستخدام سلاح الدبابات من قبل المسلحين، وحاول المسلحون عقب تفجير المفخخة إحداث بعض الاختراقات ببعض الجيوب ولكن وحدات الجيش الحكومي هناك بدأت بالتعامل معها واستهداف آليات وعناصر المسلحين وهاجمت الثغور التي تسلل إليها مسلحو «فيلق الرحمن» في محور الكراش - المغازل بغطاء مكثف من سلاح المدرعات وقذائف المدفعية الثقيلة والطيران الحربي السوري الذي كثف استهدافاته العنيفة للقوات المهاجمة ولمواقع المسلحين في جوبر ومناطق المسلحين في عمق الغوطة.

واستوعب الهجوم الجيش الحكومي السوري وعمل على تأمين محيط السيرونيكس وبعض المعامل فيما استمرت الاشتباكات في محيط كراج العباسيين، وقام بعزل المسلحين المهاجمين لمنطقة المعامل عن عمق جوبر ضمن تكتيك عسكري ناجح بقطع طرق إمدادهم وخطوطهم الخلفية، فيما قامت مجموعات الاقتحام وبإسناد من مختلف الوسائط النارية بمواصلة التقدم وقتل ما تبقى من المجموعات المسلحة التي تسللت إلى محيط معمل الغزل شمال جوبر، وألقت القبض على عدد منهم، وباتت منطقة سيرونكس وكراش والكهرباء تحت سيطرة الجيش.

كما شن الجيش الحكومي السوري هجوماً على مواقع ونقاط الجماعات المسلحة في بساتين برزة والقابون وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف يستهدف تحركاتهم هناك.

وفي جنوب العاصمة جرت اشتباكات عنيفة بين اللجان الفلسطينية وعناصر الدفاع الوطني ضد عناصر تنظيم داعش في مخيم اليرموك تخللها قصف مدفعي استهدف مواقع المسلحين في مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن.

وبالمقابل تعرضت أحياء عديدة من دمشق لسقوط عدد من القذائف على جرمانا وكشكول ومساكن برزة وحي الشاغور وفي محيط اوتوستراد العدوي وضاحية الاسد ومناطق أخرى مما أدى إلى وقوع إصابات كما سجل سقوط رصاص متفجر بمناطق مختلفة من العاصمة.

وحسب مواقع إعلامية الإعلان عن مقتل القيادي في جبهة النصرة أبو إسلام المصري بغارة جوية استهدفت سيارته في منطقة دركوش بريف إدلب.

ووصل إلى خط التماس بين القوات الكردية وفصائل الجيش السوري الحر في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، رتل من السيارات المصفحة وناقلات الجنود الروسية.

وبثت وكالة «نوفوستي» لقطات لوصول الرتل، استنادا إلى رئيس المركز الكردي للدراسات نواف خليل. وفي هذا الفيديو تتوجه ناقلات الجنود وسيارات «تيغر» (النمر) المصفحة باتجاه عفرين بريف حلب.

وفي الشأن السياسي: يجري المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مشاورات دولية مكثفة لدعم التسوية السورية، ما سيجعله يغيب عن اليوم الأول من مفاوضات «جنيف 5».

وقالت اليساندرا فيلوتشي المتحدثة باسم دي ميستورا، إن كافة الأطراف التي شاركت في الجولة السابقة من مفاوضات جنيف، وافقت على حضور «جنيف 5»، لكنها أوضحت في الوقت نفسه أن نائب المبعوث الأممي، رمزي عز الدين رمزي، سينوب عن دي ميستورا خلال جلسة الافتتاح الخميس المقبل، أما الأخير فسيعود إلى جنيف الجمعة، لتبدأ بعد ذلك المفاوضات بشكل فعلي.وتابعت أن دي ميستورا قد أجرى مشاورات في الرياض وسيتوجه لاحقا إلى موسكو وأنقرة.

واستقبل الرئيس بشار الأسد وفدا برلمانيا روسيا أوروبيا مشتركا برئاسة فلاديمير فاسيلييف نائب رئيس مجلس الدوما للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية.

وأكد الاسد أن ما يحدث في سوريا هو صراع بين دول تريد الحفاظ على القانون الدولي وعلى رأسها روسيا والصين وأخرى تنتهك هذا القانون عبر دعمها للمجموعات المسلحة والتدخل في الشؤون الداخلية السورية.

وشدد على ان سوريا ماضية في رؤيتها لحل الأزمة عبر مسارين هما مكافحة الإرهاب والعملية السياسية وهي منفتحة على الحوار مع الجميع شرط إلقاء السلاح والالتزام بالدستور مشيرا إلى أن مسيرة المصالحات تحظى بدعم الشعب السوري وحققت نتائج إيجابية حافظت على حياة الكثيرين وعلى العديد من المناطق ولولا هذا الدعم لما تمكنت الدولة السورية من المضي بها. وأكد الرئيس الأسد أن زيارة الوفود البرلمانية إلى سوريا مهمة جدا وأن ما يميز هذا الوفد أنه مشترك من روسيا وأوروبا وبالتالي فأنه يوفر فرصة مفيدة للحوار بين البرلمانيين حول سياسات بلادهم تجاه ما يجري في سوريا.

وفي الإطار ذاته التقت الدكتورة هدية عباس رئيسة مجلس الشعب، الوفد البرلماني الروسي الأوروبي المشترك حيث قالت إن «ما يجمعنا اليوم كبرلمانيين من روسيا وأوروبا ليس مجرد موقف سياسي أو مصالح اقتصادية بل هو أعمق وأهم من ذلك بكثير”. وأضافت الدكتورة عباس: إننا «نعول على البرلمانيين الأوروبيين وممثلي الشعوب الأوروبية في تصويب السياسات الأوروبية الخاطئة تجاه سورية واستعادة التنسيق والتعاون في مجال محاربة الإرهاب لأنه السبيل لحماية الشعوب الأوروبية التي نتمنى أن تتجنب الويلات التي عاشها السوريون».