957907
957907
المنوعات

المركز العربي يفتتح أعمال مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية

18 مارس 2017
18 مارس 2017

افتتح المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أمس في معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر، أعمال المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي يتناول هذا العام موضوعي «سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية» و«الشباب العربي: الهجرة والمستقبل»، وتستمر أعمال المؤتمر حتى يوم غد.

وأبرز الباحث جمال باروت، مدير البحوث في المركز العربي، في الكلمة الافتتاحية الأهمية العلمية والأكاديمية للمؤتمر الذي يعقده المركز بصفة سنوية منذ عام 2011، مؤكدا التزام المركز العربي بتشجيع البحث العلمي الرزين والمحكم في ميادين العلوم الاجتماعية والإنسانية وعيًا بأهميتها في تحقيق نهضة الإنسان العربي، وفي هذا النطاق أيضا أنشأ المركز العربي «الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية» تحفيزا للباحثين العرب في هذه المجالات العلمية، وسيجري توزيع الجائزة على الفائزين في دورتها السادسة في ختام المؤتمر يوم غد.

وانطلقت أعمال المؤتمر بمحاضرتين رئيسيتين تطرحان الإشكالات المهمة التي تتناولها أوراق الباحثين في الموضوع الأول للمؤتمر وهو «سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية»، فيما ستخصص المحاضرتان الرئيستان في اليوم الثاني من المؤتمر للإشكاليات التي يطرحها المؤتمر في موضوع «الشباب العربي: الهجرة والمستقبل».

وتناول الدكتور فهمي جدعان في محاضرة تحت عنوان «مركب أخلاقي حديث للاجتماع العربي»، عدة مسائل متعلقة بما أفرزته التطورات الكونية من أفعال وقيمٍ جديدة كليا، تفرض تجاوز الأخلاق الكلاسيكية التي حكمت العديد من الظواهر الإنسانية. وخلص المحاضر إلى أن التجليات الجديدة للعالم تفرض إنفاذ مدوّنة سلوك أخلاقية صريحة معززة بالقانون وبسياسات الدفاع الاجتماعي. ولا يكفي أن يقال إن الضمير أو الدين يمنعان من هذه الإساءات. وكذلك لا يستقيم القول إن منظومة «الأخلاق المطبقة» ليست إلا إحدى «بدع الحداثة» البشرية العقلية، وأن الأجدى للمجتمعات العربية هو استنطاق النصوص الدينية والأخلاق الدينية حيث تجد كل هذه الاختلالات أحكامها المطابقة في النصوص.

فيما قدم الدكتور جورج زيتاني محاضرة تحت عنوان «سؤال الأخلاق في الحضارة العربية-الإسلامية وبعض قضاياه في عصر العولمة». وتناول استلام الحضارة العربية الإسلامية لمهمة البناء المعرفي الإنساني في أعقاب انهيار روما وإمبراطورية الشرق (القسطنطينية) وحدث ذلك على الخصوص بعد إنشاء «بيت الحكمة» في ظل الخلافة العباسية في بغداد على يد الخليفة المأمون. وتوقف زيتاني عند بعض الأسباب التي شكلت عائقًا أمام نجاح الأنظمة العربية في إنجاز ديمقراطيتها، ونبه أولًا إلى الوقائع التاريخية وكيف أنها تطرح مشكلة الزمان، وهي مشكلة أهملتها تمامًا حضارة التواصل والثورة الرقمية.

كما ناقشت الأوراق البحثية المقدمة في جلسات اليوم الأول من المؤتمر العديد من المسائل المهمة في نطاق كل واحد من محوري المؤتمر. وقد قدمها عدد من الباحثين من مختلف الأقطار العربية، وبينهم نسبة كبيرة من الباحثين الشباب. رام الله -