922605
922605
عمان اليوم

ولاية المضيبي .. تاريخ طويل وعريق تسرده المعطيات والآثار

17 مارس 2017
17 مارس 2017

922609

تحوي 96 قرية ومدينة والعديد من الأماكن والمسميات والتجمعات البدوية -

المضيبي - علي بن خلفان الحبسي -

922612

تقع ولاية المضيبي في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة شمال الشرقية، وهي ولاية ذات مساحة كبيرة مترامية الأطراف وصحراء واسعة ذات رمال ذهبية يجاورها من الجهة الشرقية الشمالية ولاية إبراء ومن الجهة الشرقية ولاية القابل وجزء من ولاية بدية ومن الناحية الجنوبية ولاية محوت ومن الجهة الغربية الجنوبية ولاية أدم ومن الجهة الغربية ولاية إزكي ومن الجهة الغربية الشمالية ولاية إزكي ومن الجهة الغربية الشمالية ولاية سمائل ومن الجهة الشمالية ولاية دماء والطائيين وبعض قرى ولاية بدبد. وتتبع لها نيابتي سمد الشأن وسناو.

وتعتبر ولاية المضيبي من أكبر ولايات السلطنة من حيث المساحة حيث تقدر مساحتها بحوالي 3000 كيلومتر مربع، وتشتمل على الكثير من المدن والقرى المتناثرة بين جنباتها حيث يبلغ عددها 96 قرية ومدينة، بالإضافة إلى العديد من الأماكن والمسميات والتجمعات البدوية.

يعتبر مناخها صحراويا حارا صيفا وباردا شتاء وتهطل الأمطار على الولاية ونيابتيها في فصل الصيف، حيث تشهد أمطارا متفرقة، وتعتبر الأمطار هي الرافد للمخزون الجوفي من المياه في الولاية حيث تغذي الآبار والأفلاج.

التراث والفنون

تاريخ المضيبي طويل وعريق تسرده المعطيات والآثار الباقية حتى يومنا هذا، وهي تعبر عن أصالة ونهضة عمرانية شامخة علت الأرض بنيانا وخلفت وراءها كنوزا ينضب مداد القلم في التعبير عن دلالاتها.

وتؤكد المصادر التاريخية والوثائق أن البيوت الأثرية في المضيبي عمرها أكثر من 300 سنة، فمدينة المضيبي قديمة وعريقة يعود تاريخها إلى مئات السنين وتوجد بها الكثير من المعالم التاريخية، كذلك في سمد الشأن، ومن حصون الولاية: حصن (الخبيب) ثم بيت (الحديثة) وكذلك بها بيت (الحائط) وبيت الجحلة وقلعة (الأخضر) وقلعة (الروضة)، بجانب الكثير من الأبراج التاريخية ووجود حصن العقير والحارات الأثرية في سناو.

وتهتم ولاية المضيبي بإحياء موروثها الشعبي، خاصة تميزها بوجود الفن الحضري والفن البدوي جنبا إلى جنب، كون الولاية موطنا لأبناء المدن وأبناء البادية الذين يعيشون في مجتمع واحد، وهناك فنون الرزحة والعازي والونة والتغرود الذي يتم على ظهور الجمال خلال المناسبات.

النهضة الحديثة

المنجزات التي تحققت بولاية المضيبي عديدة ومتنوعة ففي قطاع الطرق حظيت ولاية المضيبي على شبكة من الطرق سواء كانت الخدمية منها أو الطرق الرئيسية. ونظراً لاتساع الولاية وجغرافيتها فإن الجهات المختصة عاكفة على إنشاء المزيد من هذه الطرق ويجري حاليا رصف أعداد كبيرة من الطرق الداخلية بالولاية والنيابات والقرى التابعة لها، حيث تم هذا عام 2016 افتتاح طرق سمد الشأن وادي عندام ويجري تنفيذ مشروع تأهيل طريق سناو محوت الدقم.

وفيما يتعلق بالإسكان الاجتماعي في الولاية، تم إنشاء وحدات سكنية ومساجد ومجالس بالعديد من القرى، كذلك فإن الجهات المختصة بوزارة الإسكان قامت بإعداد جملة من المخططات للأراضي السكنية والتجارية والصناعية وأصبحت آلية توزيع هذه الأراضي تسير وفق ما هو مخطط لها.

وفي مجال المياه فقد تم ربط ولاية المضيبي بمحطة تحلية المياه بولاية صور واعتماد محطة توزيع مركزية بولاية المضيبي وإنشاء خزانات تجميع وتخزين ونقاط توزيع مياه الشرب، ونفذت الهيئة العامة للكهرباء والمياه مشروع إمداد المساكن والمنشآت بمياه الشرب.

أما في مجال الكهرباء فشملت شبكة الكهرباء ربوع ولاية المضيبي ونيابتيها سمد الشأن وسناو، لينعم الجميع بهذه الخدمة والتي لا شك أن القائمين عليها يسعون إلى تحديثها وتطويرها بين الحين والآخر ليواكب ذلك التطوير والازدياد المطرد للطلب على الطاقة الكهربائية.

ويوجد بولاية المضيبي عدد من المؤسسات الخدمية الأخرى كدائرة التنمية الاجتماعية ومجمع للمحاكم و3 محاكم ابتدائية في كل من المضيبي وسناو وسمد الشأن ومكتب للهيئة العامة للكهرباء والمياه ومكاتب لشركات الكهرباء وأخرى للبريد والاتصالات ومبنى للبلدية وفروعا لها في سناو وسمد الشأن.

كما يوجد بالولاية عدد كبير من البنوك والأسواق كسوق الخميس وسوق سناو وسوق الثلاثاء بسمد الشأن، وتعتبر المراكز التجارية المختلفة والمناطق الصناعية إحدى أهم ركائز الاقتصاد الوطني بالولاية، إلى جانب ممارسة الصناعات والحرف التقليدية كصناعة السعفيات والغزل والنسيج وأعمال الحرف الفضية.

خدمات صحية

في مجال الخدمات الصحية يوجد بالولاية مستشفى سناو ومستشفى سمد الشأن وخمسة مراكز صحية هي مركز المضيبي الصحي ومركز الأفلاج الصحي ومركز وادي عندام الصحي ومركز الجزع الصحي ومركز العيون الصحي، ويوجد مركز لمراقبة الأمراض المعدية ووحدة لغسيل الكلى بسناو. جميع هذه المؤسسات تقدم خدماتها للمراجعين، وهناك توجه للمختصين بوزارة الصحة لإنشاء عدد من المرافق الصحية اللازمة على مستوى الولاية أبرزها مستشفى النماء الجديد.

الخدمات الأمنية

في مجال خدمات شرطة عمان السلطانية تم هذا العام 2016 افتتاح المبنى الجديد لمبنى مركز شرطة المضيبي، الذي تم إنشاؤه وفقا لأحدث المعايير والمواصفات الفنية والتقنية وهو يضم مركزا أمنيا متكاملا ومجمع خدمات للشرطة يقدم خدماته في مجالات الجوازات والإقامة والأحوال المدنية والمرور، كما يضم مرافق متعددة توفر بيئة مناسبة ومثالية لطبيعة الأعمال الشرطية، هذا إلى جانب مركز شرطة سناو وإدارة الادعاء العام.

قطاع التعليم

حتى عام 2016 فقد بلغ عدد مدارس الولاية 41 مدرسة يدرس بها 19150 طالبا وطالبة منهم 9541 من الذكور و9609 من الإناث وبلغ عدد المعلمين والمعلمات 1900 معلم ومعلمة، وتم الانتهاء من تنفيذ بعض المشاريع المدرسية في مجال بناء المدارس، كما يجري بين الحين والآخر أيضا إجراء توسعات في المدارس القائمة وتشمل الفصول والمرافق الإدارية الأخرى إلى جانب أعمال الصيانة المختلفة، وضمن الخطة الحالية يجري تنفيذ مشروع مبنى مكتب الإشراف التربوي بالولاية.

المجال الزراعي

يوجد بالولاية دائرتين للتنمية الزراعية في سناو والأخرى في سمد الشأن، حيث تشتهر ولاية المضيبي بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية أهمها النخيل والأعلاف ومختلف الأشجار كالحمضيات وأشجار المانجو وزراعة العنب بقرية الروضة. وتغذي المساحات الزراعية بالولاية شبكة من الأفلاج والآبار.

الطبيعة والسياحة

في المجال السياحي تتمتع ولاية المضيبي بمفردات سياحية جعلت منها ملتقى للسياح ومحبي الصحراء العذراء والطبيعة البكر، فعلى مساحة الولاية الشاسعة نجد الأودية الخصبة، ويعد وادي عندام من أشهر أودية الولاية بالإضافة الى وادي سمد الشأن وأودية الراك وعين ويبو والميحة وسقط والجري وقعيد وعرش والوشل والمزارع والفليج ووادي المعيدن وزكت والميسر واللثلي ووادي المختبية وغيرها من الأودية. كما تعد الصحراء التي تغلب على مساحة المضيبي الواسعة المترامية الأطراف كنزا سياحية فريدا، تستهوي السياح والزائرين بالتمتع بها.

الرياضة والمرأة

في هذا المجال يوجد بولاية المضيبي مبنى لنادي المضيبي يقوم باحتضان المناشط الرياضية المختلفة من خلال الفرق الرياضية المنتسبة للنادي وحظيت المرأة باهتمام بالغ من القيادة الحكيمة، حيث أصبحت تنعم بالكثير من الإنجازات وتقوم المرأة بولاية المضيبي بدور فعال حيث تقوم الجمعية بوضع برامج وأنشطة مختلفة لتمكين المرأة والتي أصبحت شريكة أساسية للتنمية في شتى المجالات، ويتم بالولاية إنشاء مبنى جديد ومتكامل لجمعية المرأة العمانية.