957063
957063
عمان اليوم

بيوت قديمة شاهدة على التاريخ يمكن أن تتحول إلى مشروعات سياحية

17 مارس 2017
17 مارس 2017

عبرت عن قدرة الإنسان العماني على تحدي قسوة الطبيعة -

الحمراء - عبدالله العبري -

حارة الحمراء القديمة تحوي بيوتا أثرية لها مسمياتها منذ القدم نظرا لأهميتها حيث سكنها المشايخ والعلماء وأصحاب الرأي في تلازم مع المساجد التي تكتظ بالمصلين والملحقة بها مدارس تحفيظ القرآن الكريم وكذلك المجالس (السبل) التي ذاع صيتها في ذلك الزمن من التاريخ.

وكان يتم فيها الحل والعقد وتعقد فيها الاجتماعات التشاورية كسبلة الصلف وسبلة السحمة وهناك العديد من مسميات البيوت الأثرية التي يصل عمر بنائها لأكثر من (500) سنة حيث تعاقب على السكن فيها المشايخ الأجلاء والقادة والأعيان، ولقد قاومت هذه البيوت التي يتكون معظمها من 3 طوابق وأكثر عوامل الطبيعة مثل الأمطار والرياح والحرارة نظرا لمتانة بنيانها وصلابتها من حيث المواد المستخدمة في البناء من خامات الطبيعة كالطوب والطين وتتكون أساساتها من الحجارة الكبيرة والمتوسطة، وترتفع هذه البيوت الأثرية لأكثر من ثلاثة أمتار أحيانا لكي تسمح بمرور مياه الأمطار دون الإضرار بالطوب كما يتم وضع طبقة سميكة من الطين في الجدران الخارجية والأسطح لتتحمل العواصف الماطرة، ويوضع في أسطح تلك البيوت (المزراب) وتكون الأسطح على شكل مائل قليلا نحو ذلك المزراب ليسمح بتصريف مياه الأمطار بسرعة كي لا يؤثر على الطبقة الطينية لذلك استطاعت تلك البيوت مقاومة عوامل الطبيعة حتى يومنا هذا.

ومن بين تلك البيوت بيت الصفاة الأثري الذي سمي بهذا الاسم لأنه بني على صخرة مستوية ملساء كقاعدة له ويمثل أحد الجوانب التراثية التي اشتهرت بها ولاية الحمراء، ويتكون هذا البيت من بيتين الشرقي والغربي، حيث بقي البيت الغربي شامخا في وجه عوامل الطبيعة بفضل الرعاية والاهتمام الذي أولاه له مالكه بإجراء الصيانة والترميم المستمر ليحكي مدى قدرة الإنسان العماني على تحدي قسوة الطبيعة وتم اتخاذه مزارا سياحيا وأثريا يقصده الزوار من كافة دول العالم نظرا لما يتمتع به من ضخامة البنيان وعلوه الشامخ والزخرفة في الأسقف والجدران، فإلى جانب ما يتمتع به من الأهمية التاريخية يعمل القائمون عليه كمشروع سياحي بإقامة بعض العادات والتقاليد العمانية العريقة والفعاليات التراثية الحية وممارسة عدد من المهن والحرف التي كانت تمارس في الماضي من الغزل والنسيج واستخراج بعض الزيوت المحلية كزيت الشوع والقفص وغيرها من الزيوت التي تستخرج محليا وكذلك صناعة ماء الورد كما يحتوى بيت الصفاة بين جنباته على مكنون التراث القديم من الأدوات المنزلية والصناعات الحرفية كالخزف والفخاريات والمنسوجات والسعفيات والصناعات الصوفية والأدوات الزراعية التي كان الإنسان يستخدمها في إنجاز أعماله الزراعية في الماضي وصناعة بعض الموائد العمانية التي تمثل جوانب التغذية ولما لها من أهمية كبيرة في إبراز الإرث الحضاري وصور الحياة القديمة التي عاشها الإنسان العماني.

بيت الصفاة الشرقي يستغيث

بيت الصفاة الشرقي كان ذا أهمية أكبر وله المكانة الأفضل بين البيوت بدأ في التهالك وقد خارت بعض أسقفه العلوية الى داخل بطنه وبرزت التشققات الكبيرة على جدرانه وانخلعت بعض أبوابه ونوافذه بأحجامها المختلفة التي تشكل الصورة الحقيقية لمهارة النجار العماني، ينذر بالسقوط طاويا بذلك صفحة كبيرة من صفحات تاريخ بيوت الحمراء القديمة وستبقى آثاره ضمن صور ذاكرة التاريخ فهل من تدخل واستجابة لاستغاثته وإنقاذه قبل أن يتهاوى الى داخله أو محيطه الخارجي مشكلا خطرا على مرتادي الطرق المحاذية له التي تزخر أحيانا بحركة المارة الذين يقصدون بيت الصفاة السياحي أو المواقع الأخرى بهذه الحارة.

بيوت ذات صيت.. انهارت

العديد من البيوت الأثرية انهارت أسقفها في بطونها لكن جدرانها الخارجية باقية قائمة على حالتها وإن تساقطت بعض نوافذها وأبوابها كبيت المغري الذي ظل حارسا لصباحات الحارة الرئيسية، وهو الذي كان يغلق ليلا وكان هذا البيت مسكنا للشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي العام للسلطنة سابقا وأخيه الشيخ أحمد بن سعيد العبري وأبوهما الشيخ سعيد بن أحمد العبري وهو يقع خلف مسجد الصلف الذي أم المصلين فيه هؤلاء العلماء الفضلاء.

بيوت تاريخية آيلة للسقوط

هناك بيوت تنذر بالسقوط وهي تقع على طرق وحيدة ليس عنها مفر في مواقع أخرى كالبيوت الواقعة على طريق السوق القديم شمالا التي تؤدي الى الحارة الغربية الزاخرة بالسكان وهذه الطريق تربط بين منطقة طوي سليم التجارية والغوج والحارة الشرقية خاصة وهذه الحارة، ولا يوجد طريق آخر يمكن من خلاله الوصول الى الحارة الغربية وتقع على مساره بيوت قديمة آيلة للسقوط وتشكل خطرا جسيما على المارة ولو سقطت بفعل الأمطار لقطعت الحركة المرورية في هذا الطريق الحيوي.