العرب والعالم

منظّمات أممية: ثلثا سكان اليمن يواجهون خطر الجوع

16 مارس 2017
16 مارس 2017

قوات هادي تتقدّم في نهم وصعدة وتعز -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

يهدّد انعدام الأمن الغذائي الحادّ أكثر من 17 مليون شخص في اليمن الذي مزّقته الصراعات، وفقاً لأحدث إصدار من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي أصدرته الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني.

وتعاني 20 محافظة من أصل 22 في اليمن من مرحلة «الطوارئ» أو «الأزمة» من مراحل انعدام الأمن الغذائي، ويواجه أكثر من ثلثي سكان اليمن خطر الجوع ويحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات لإنقاذ أرواحهم والحفاظ على سبل معيشتهم. وحذّرت منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» في تقرير أصدرته أمس من أنه إذا لم يتم تقديم دعم إنساني إضافي ودعم لسبل العيش، فستواجه محافظتا تعز والحديدة، حيث يقطن ربع سكان اليمن تقريباً، خطر الانزلاق إلى المجاعة. ومع وصول عدد الأشخاص الذين يواجهون مرحلة «الطوارئ» أو «الأزمة» من مراحل انعدام الأمن الغذائي إلى 17 مليون شخص، يواجه اليمن حالياً أحد أسوأ أزمات الجوع في العالم.

وتمثّل هذه الأرقام زيادة بنسبة 21% منذ يونيو 2016 وتؤكد الاستنتاجات التي توصّل إليها التقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية في فبراير الماضي. وترك النزاع في اليمن آثاراً مدمرّة على الأمن الغذائي وسبل كسب العيش.

ويواجه 80% تقريباً من الأسر في اليمن وضعاً اقتصادياً أكثر سوءاً بالمقارنة مع الوضع الاقتصادي قبل نشوب النزاع.

ويعتبر انخفاض الإنتاج المحلّي، وإعاقة وصول الواردات التجارية والإنسانية، وزيادة أسعار المواد الغذائية وأسعار الوقود، وانتشار البطالة، وفقدان الدخل، ومستويات التمويل المنخفضة نسبياً المقدّمة لوكالات الأمم المتحدة التي تقدّم المساعدة الإنسانية، وانهيار الخدمات العامة وشبكات الأمان الاجتماعي جميعها عوامل تساهم في تردّي أحوال الأمن الغذائي.

وتركّز العنف خلال السنتين الماضيتين بعد تصاعد الأزمة الحالية في محافظتي تعز والحديدة، المعروفتين بأنهما من المحافظات المنتجة للغذاء في اليمن. وسجّلت المحافظتان أعلى معدّلات سوء التغذية الحادّ في اليمن، حيث تراوحت بين 17% في مدينة تعز و25% في الحديدة.

وتبلغ عتبة حالة الطوارئ التي حدّدتها منظّمة الصحة العالمية نسبة 15%. وقال ممثّل منظّمة «الفاو» في اليمن صلاح الحاج حسن «للنزاع أثر مدمّر على كسب العيش من الزراعة.

وأضاف «يتطلّب الوضع الراهن للأمن الغذائي والتغذية في اليمن توفير موارد مالية كبيرة لتقديم منتجات غذائية وتغذوية مباشرة وكافية ومستدامة ومساعدات أخرى للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها لتفادي الانزلاق نحو المجاعة. سيكون الوصول غير المقيّد لجميع المناطق، بما في ذلك لأغراض تجارية، عاملاً حاسماً في ضمان عدم تدهور وضع الأمن الغذائي في اليمن». وقالت ممثّلة منظّمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في اليمن الدكتورة ميريتكسل ريلانو «نعاني من أعلى مستويات لسوء التغذية الحادّ في تاريخ اليمن الحديث. ومن بين 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحادّ، هناك 462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الشديد والحادّ.

ولتوضيح معنى ذلك، فإن الطفل الذي يعاني من سوء التغذية الشديد والحادّ معرّض أكثر بعشر مرّات لخطر الوفاة إذا لم يتلقّ العلاج في الوقت المناسب بالمقارنة مع الطفل المتمتّع بصحة جيدة وبنفس عمره». وأضافت «سيكون للصراع المستمرّ وانعدام الأمن الغذائي تأثيرات طويلة الأجل على صحة الأطفال والنمو الشامل لهم في اليمن». وتسبّب القتال على طول ساحل البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية في إحداث ضرر كبير بميناء الحديدة، أكبر ميناء في اليمن، ممّا أدّى إلى عرقلة الواردات التي تشكّل 90% من الغذاء الرئيسي في اليمن.

ميدانيا: أفادت وكالة الأنباء اليمنية «التابعة للشرعية» بأن الجيش الوطني سيطر أمس على تبّتي الحمراء والقانصين في جبهة الميمنة اللتين تعدّان من أكثر المواقع وعورة بمديرية نهم في محافظة صنعاء «المتاخمة للعاصمة» وراهن عليهما مسلّحو جماعة «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في إعاقة تقدّم قوات الجيش الوطني.

ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية قولها «إن التقدّم جاء بإسناد من طيران التحالف العربي الذي شنّ سلسلة غارات جوية على مواقع وتعزيزات المسلّحين وكبّدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد». وفي محافظة صعدة «شمال اليمن» حقّق الجيش الوطني انتصارات جديدة في جبهة مديرية البقع، وسيطر على مواقع جديدة كان يتمركز فيها المسلّحون.

وبحسب المصادر العسكرية فقد تمكّن الجيش الوطني من تجاوز سلسلة جبال العليب الاستراتيجية، وتمكّن من التقدّم والسيطرة على منطقة عقبة المليل وموقع تبّة عمود السعراء بشكل كامل، بعد معارك ضارية سقط خلالها العشرات من المسلّحين بين قتيل وجريح.

وفي محافظة الجوف «شمال» أحبط الجيش الوطني والمقاومة هجوماً شنّه المسلّحون بمديرية خب والشعف.