954812
954812
العرب والعالم

قوات حفتر تشن هجوما شاملا للسيطرة على «الهلال النفطي»

14 مارس 2017
14 مارس 2017

مواجهات بين مجموعات مسلحة في طرابلس -

طرابلس - (أ ف ب - الأناضول): أعلنت القوات المنبثقة عن مجلس النواب في مدينة طبرق (شرقي ليبيا)، امس، بدء عملية عسكرية جوية وبرية وبحرية لاستعادة ميناءين نفطيين خسرتهما قبل عشرة أيام.

وقالت قيادة هذه القوات، عبر بيان وصل «الأناضول» نسخة منه، أن «المشير أركان حرب خليفة حفتر أصدر الأوامر امس لقوات الجيش للتقدم وتحرير الهلال النفطي».

وأضافت إن القوات «تشن الآن هجوما بريا وجويا وبحريا لتطهير منطقة ميناء راس لانوف»، زاعما أن هناك انهيارا في صفوف قوات «سرايا الدفاع عن بنغازي» والقوات المتحالفة معها.

ولفتت إلى أن «غرفة عمليات تحرير الموانئ النفطية وغرفة عمليات سرت الكبري تتلقف التعليمات وتباشر فورا في قيادة العمليات العسكرية الواسعة في تلك المنطقة».

وخسرت قوات حفتر ميناءي «السدرة» و«رأس لانوف» بمنطقة الهلال النفطي؛ إثر هجوم مفاجئ شنه مقاتلو «سرايا الدفاع عن بنغازي» في 3 مارس الجاري، وتسعى حالياً إلى استعادة الميناءين.

ولاحقاً، أعلنت السرايا أنها سلمت الميناءين إلى وحدة من حرس المنشآت النفطية الليبي موالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وأن المؤسسة الوطنية للنفط تستطيع مواصلة العمل هناك.

في السياق ذاته، قال آمر غرفة عمليات أجدابيا التابعة لقوات حفتر، العميد فوزي المنصوري، إن العمليات العسكرية بدأت في استعادة السيطرة على بلدة رأس لانوف بمنطقة الهلال النفطي.

وأضاف المنصوري، في تصريحات صحفية: إن قواتهم تتقدم في عملية عسكرية مباغتة، من محور البحر ببلدة رأس لانوف لفرض السيطرة عليها؛ حيث بدأت العمليات البرية بعد طلعات قتالية نفذتها المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو على مواقع وتجمعات «سرايا الدفاع عن بنغازي».

من جانبها، ذكرت الصفحة الرسمية لغرفة «عمليات سرت الكبرى»، عبر حسابها على «فيسبوك»: إن القوات المسلحة تقتحم رأس لأنوف بعملية بحرية وبرية، واشتباكات عنيفة لا تزال تدور الآن.

في المقابل، ذكرت وكالة «بشري» الإخبارية، التي تُعتبر الجناح الإعلامي لقوات «سرايا الدفاع عن بنغازي»، عبر«فيسبوك» بأن قوات الأخيرة تحافظ على كامل نقاطها وتمركزاتها، ولا صحة لما ينشر من شائعات تفيد بسيطرة قوات حفتر على رأس لانوف.

و«سرايا الدفاع عن بنغازي» تضم عدة وحدات عسكرية ومقاتلين من شرقي ليبيا، من بينهم ضباط وجنود في الجيش على رأسهم العميد مصطفى الشركسي، وقادة كتائب من مجلس شورى ثوار بنغازي، وغرفة عمليات ثوار أجدابيا، وقوات إبراهيم جضران القائد السابق لحرس المنشآت النفطية (من قبيلة المغاربة).

من جهة أخرى، اندلعت مواجهات أمس بين مجموعات مسلحة في غرب العاصمة الليبية طرابلس، كما أعلنت السلطات. وقد بدأت المعارك مساء امس الأول في منطقتي حي الأندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين. وسمعت صباح امس أصوات إطلاق نار وانفجارات في هاتين المنطقتين اللتين تبعدان كيلومترين اثنين عن غرب وسط طرابلس، وتحدث شهود عن «معارك في الشوارع».

وأقفل عدد كبير من محاور الطرق، ولم يتمكن معظم السكان من التوجه الى مراكز عملهم أو الى مدارسهم بسبب أعمال العنف. وأعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني أنها «تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الأندلس الكبرى من الخارجين عن القانون ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الأمن بالمنطقة، وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر». ولم تصدر أي حصيلة عن ضحايا محتملين.

ومنذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، إثر ثورة شعبية في 17 فبراير 2011، تعاني ليبيا من انفلات أمني وانتشار السلاح، فضلا عن أزمة سياسية.

وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود ثلاث حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما «الوفاق الوطني»، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن «برلمان طبرق».