omair-2
omair-2
أعمدة

محافظة ظفار .. واستراتيجية توسيع النسق الديموغرافي بين الولايات..!

14 مارس 2017
14 مارس 2017

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

تشكل محافظة ظفار موردا اقتصاديا وسياحيا مهما في السلطنة نظرا لتميز موقعها الجغرافي المطل على بحر العرب ومناخها الاستوائي المعتدل الحرارة طول العام والذي يكسبها أجواء خريفية رائعة، مما جعلها محط أنظار الجميع حيث يقصدها سنويا المستثمرون ومئات آلاف من السياح فهي أرض اللبان والنارجيل والشواطئ البيضاء وبموجب تقسيمها الإداري فهي تضم عشر ولايات كل واحدة منها لها خصائص ديموغرافية توفر للمستثمرين خيارات واسعة من بين مواقع عديدة تتناسب مع كافة المشاريع والخدمات، حيث توجد في بعض الولايات كثمريت ومقشن والمزيونة وشليم وجزر الحلانيات مساحات أراضٍ شاسعة ومكشوفة وأراضٍ خصبة ومخزونات مياه جوفية ضخمة وكنوز سياحية متنوعة وأجواء مفتوحة وهي مؤهلة أن تقام فيها مدن متكاملة ومزارع ومناطق صناعية وتجارية وبمواصفات عالمية لتساهم في عملية توسيع وتنويع مصادر التنمية المستدامة على كل بقعة من أرض المحافظة وأيضا لتخفف الضغط المتزايد على ولاية صلالة التي حظيت باهتمام كبير من قبل مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار وبلدية ظفار التي حصلت مؤخرا على جائزة الوشاح الأحمر والوسام الذهبي تقديرا لخدماتها الجبارة وكذلك المؤسسات العامة والخاصة حيث شهدت الولاية في السنوات القليلة الماضية تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى والمتوسطة وبشكل متتالي كالسيل العرمرم مما جعلها تأخذ طابع المدن الحضارية المتقدمة، فالذي يزور هذه الولاية الآن سيفاجأ بالعديد من الإنجازات التي تم افتتاحها قريبا كشبكات الطرق، والفنادق والمنتجعات السياحية والاستراحات والمرافق الصحية وأيضا المجمعات التجارية المنتشرة هنا وهناك وعلى ما يبدو أن زوار خريف صلالة لهذا العام سيضفرون بخدمات متميزة تلبي كافة متطلباتهم السياحية والترفيهية ناهيك عن انسيابية الحركة المرورية التي جاءت بعد فتح حركة المرور على الجسور.

وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققت بولاية صلالة إلا أن مساحتها الصغيرة وموقعها الجغرافي المحشور بين البحر والجبل جعلها متخمة بالمنشآت والمشاريع وأنها غير قادرة أن تستوعب المزيد منها فهي حاليا تعاني من شح الأراضي السكنية والزراعية والصناعية وندرة المنزهات الطبيعية بسبب الزحف العمراني المتزايد عليها ومهددة أيضا بتلوثات بيئية نتيجة قرب المناطق الصناعية والمصانع من الأحياء السكنية . لذا فإننا نأمل من المجلس الأعلى لتخطيط المدن أن يتبني استراتيجية توسيع رقعة التنمية في الولايات التسع الأخرى بالمحافظة لتشمل إقامة مشاريع استراتيجية وخدمية كبناء مستشفيات وكليات وفروع لمكاتب الخدمات الحكومية وإقامة مشاريع اقتصادية وسياحية وذلك لتحقيق الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني ولتحفيز المواطنين على العمل والاستثمار في ولاياتهم بدلا من صلالة

الجدير بالذكر أن كل الولايات المتاخمة لصلالة لا تتوفر فيها مستشفيات مركزية ولا كليات تعليمية والبعض منها تبعد عنها مئات الكيلومترات.