953705
953705
العرب والعالم

مقاتلو المعارضة يوافقون على الخروج من «حي الوعر» بحمص

13 مارس 2017
13 مارس 2017

الأمم المتحدة: معاناة الأطفال في سوريا بلغت أسوأ حالاتها في 2016 -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

953683

قالت وسائل إعلام سورية معارضة أمس: إن مقاتلي المعارضة السورية وافقوا على الخروج من حي الوعر في محافظة حمص مع عائلاتهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن طلال البرازي محافظ حمص تأكيده التوصل لهذا الاتفاق. وذكرت محطة «أورينت نيوز» التلفزيونية الموالية للمعارضة أن مفاوضين من الوعر وقعوا اتفاقا يقضي برحيل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى شمال سوريا.

كما قال مركز حمص الإعلامي الذي يديره نشطاء من المعارضة في المحافظة لرويترز إنه تم التوصل للاتفاق ولكنه أضاف إن الوجهة النهائية لمقاتلي المعارضة لم تتقرر بعد.

ويأتي الاتفاق بعد اتفاقات أخرى لم تنفذ بالكامل قط بين الحكومة ومقاتلي المعارضة في الوعر، آخر معاقل المسلحين في حمص، الذي تعرض لغارات جوية مكثفة في الأسابيع القليلة الماضية. ونقل التلفزيون الرسمي السوري ووكالات الأنباء عن البرازي قوله إن جميع المقاتلين وعائلاتهم سيغادرون حي الوعر على دفعات باتجاه شمال سوريا وإن أول مجموعة ستغادر يوم الجمعة. وقال مركز حمص الإعلامي: إن ما بين عشرة آلاف و15 ألف شخص سيغادرون في مجموعات خلال الأسابيع المقبلة وأول مجموعة ستضم 1500 شخص.

وفي سبتمبر قال البرازي: إن 40 ألف مدني و800 مقاتل يقيمون في حي الوعر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 2500 مقاتل يتمركزون في المنطقة. من جهة أخرى، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»: إن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في سوريا بلغت في 2016 أعلى مستوى لها على الإطلاق بسبب تأثير الحرب المتواصلة على الأطفال، منذ 6 سنوات. وأوضحت «اليونيسيف» في تقرير لها أن حالات قتل وتشويه وتجنيد الأطفال، ارتفعت بشكل حاد العام الماضي، مع تصعيد حاد في أعمال العنف في أنحاء البلاد. وأحصت اليونيسيف، مقتل 652 طفلاً على الأقل خلال 2016، مسجلة زيادة بنسبة 20% عن 2015، مما يجعل سنة 2016، أسوأ عام على الأطفال في سوريا منذ بدء التحقق رسميا من الضحايا من الأطفال سنة 2014. وأشارت إلى أن 255 طفلاً قتلوا في المدارس أو بالقرب منها. كما أثبت التقرير أن أكثر من 850 طفلاً تم تجنيدهم للقتال في الصراع، أي أكثر من ضعف عددهم في 2015. وقال المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيرت كابيليري: إن «معاناة الأطفال في سوريا لم يسبق لها مثيل، حيث يتعرض الملايين من الأطفال لهجمات بشكل يومي، ما قلب حياتهم رأسا على عقب، إضافة إلى العواقب المروعة على صحتهم ورفاههم والمستقبل».

وكشف تقرير اليونيسيف، مليونين و800 ألف طفل يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها، من ضمنهم 280 ألفًا من الأطفال يعيشون تحت الحصار، وانقطاع المساعدات الإنسانية عنهم بشكل كامل. ولفت التقرير إلى أنه بعد 6 سنوات من الحرب، يعتمد ما يقرب عن 6 ملايين طفل على المساعدات الإنسانية، مع تضاعف عدد المشردين منهم 12 مرة منذ 2012. فيما تم تهجير الملايين من الأطفال، لأكثر من سبع مرات. والآن يعيش أكثر من مليونين و300 ألف طفل كلاجئين في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق. سياسيا، تنطلق اليوم في كازاخستان جولة جديدة من المفاوضات السورية السورية (آستانا)، رغم امتناع وفد «المعارضة السورية» عن المشاركة فيه، في حين وصل وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري، وأعلن وزير خارجية كازاخستان، خيرات عبد الرحمانوف، أن الوفود المشاركة في مفاوضات أستانا بدأن في الوصول إلى عاصمة البلاد منذ أمس، مشيرًا إلى أن الأردن دعي للمشاركة بصفة مراقب.

وقال عبد الرحمانوف: «اليوم ستبدأ الوفود في الوصول للمشاركة في جولة جديدة من عملية أستانا، والتي تهدف إلى تسوية الوضع في سوريا»، وقال الوزير: «لا يمكنني حاليًا أن أقول من سيشارك أيضًا في هذا اللقاء، لقد حصلنا على بيان رسمي من روسيا حول مشاركة المبعوث الخاص للرئيس الروسي، وكل من نائبي وزير خارجية تركيا وإيران.. وننتظر التأكيد من المشاركين الآخرين في هذا اللقاء».

كما أكد عبد الرحمانوف أن «صيغة وأجندة اللقاء تعتمد على رؤية الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، وهي تحدد صيغة اللقاء وجدول الأعمال». وأكد الوزير أن الأردن دعي إلى أستانا بصفة مراقب، شأنه في ذلك شأن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وممثل الولايات المتحدة، قائلاً: إن مشاركة عمان في أحد الاجتماعات التقنية في 5 فبراير يسمح بتأمين حضور ممثلي جماعات مسلحة من جنوب سوريا. وأشار إلى تأثير إيجابي لقيام نظام وقف القتال في سوريا وتزايد عدد المنضمين إلى الهدنة.

من جهة أخرى، أشار مصدر في أحد الوفود، في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية، إلى أنه لا يستبعد مشاركة مصر في مفاوضات أستانا، بصفة دولة مراقبة.

وأكد الرئيس بشار الأسد انفتاح الحكومة السورية على مناقشة «أي قضية» شريطة التخلص من التطرف والشروع في المصالحة السياسية، وأكد أن الشعب السوري هو الذي يختار رئيسه والذي يحاسبه. وجاء هذا التصريح في مقابلة الرئيس السوري مع 6 وسائل إعلام أوروبية، إذ طُرح عليه سؤال حول رأيه في موقف الأمم المتحدة التي تحمل الحكومة السورية مسؤولية مقتل مئات آلاف السوريين. ورد الأسد قائلا: «أولاً إن الشعب السوري هو من ينبغي أن يختار رئيسه، وهو الذي يحاسبه على أي صراع ومشكلة.. وليست الأمم المتحدة.. ليس للأمم المتحدة أي دور هنا». واتهم الأسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بمحاولة استخدام الأمم المتحدة في أجندتها السياسية الخاصة وإسقاط الحكومات عندما لا تذعن ولا تستجيب لأجنداتها. وتابع أنه يصغي ليس إلى الأمم المتحدة بل إلى الشعب السوري. واعتبر أن الأولوية بالنسبة للشعب السوري الآن هي محاربة الإرهاب. وشدد قائلاً: «التخلص من المتطرفين هو أولوية والمصالحة السياسية في المناطق المختلفة تشكل أولوية أخرى، وعندما تحقق هذين الأمرين يصبح بوسعك التحدث عن أي نقاش تريد أن تجريه بشأن أي قضية». وحمل أوروبا مسؤولية غير مباشرة عن قتل المدنيين على أيدي الإرهابيين، موضحًا: «علينا أن نعرف أن جزءًا من ذلك القتل تم على يد الأوروبيين. ليس مباشرة. بل من خلال دعمهم للإرهابيين منذ البداية. وهم لا يزالون حتى هذه اللحظة يسمونهم «معتدلين». وهم يعرفون أن هذا مجرد وهم. ليس هناك مسلحون معتدلون في سوريا، جميعهم متطرفون»، وتابع: «سواء كانوا معتدلين أو لا - فعندما تحمل رشاشًا وسلاحًا وتقتل الناس وتدمر الممتلكات، فأنت إرهابي، في بلدكم، وفي بلدي، وفي كل مكان».