952694
952694
العرب والعالم

إدارة ترامب تبحث خطوات لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية

12 مارس 2017
12 مارس 2017

عباس: الرئيس الأمريكي أبلغني التزامه بحل الدولتين -

رام الله - عمان- نظير فالح -(د ب أ)-: تبحث إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في كيفية إعادة تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما قال مقربون من الإدارة إنه تجري دراسة إمكانية عقد مؤتمر سلام إقليمي في الأردن أو مصر بمشاركة ترامب، حسبما قالت صحيفة ‹يديعوت أحرونوت› العبرية أمس، ويأتي ذلك في أعقاب محادثة هاتفية بين ترامب والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يوم الجمعة الماضي.

وأضافت الصحيفة أنه وفقا لهؤلاء المقربين، فإن ترامب قال لمستشاريه إنه في حال نجحت المساعي لعقد مؤتمر كهذا واتضح أنه لن يكون إعلاميا فقط وإنما سيقود إلى نتائج فعلية، فإنه سيكون مستعدا للمجيء إلى الشرق الأوسط والمشاركة فيه.

وتابعت الصحيفة أن البيت الأبيض يحاول تجنيد السعودية إلى دعم انعقاد مؤتمر كهذا، إذ ينظر ترامب إلى السعودية أنها شريك هام.

وكانت ‹يديعوت› فد افادت في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأن ترامب يعتزم زيارة إسرائيل خلال العام الأول لولايته. وقالت الصحيفة امس، إنه في حال تم إحراز تقدم إيجابي في موضوع استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، فإنه من الجائز أن يزور المنطقة في موعد انعقاد مؤتمر إقليمي.

وأضافت الصحيفة أنه من الجهة الأخرى يبحث مستشارو ترامب الاكتفاء بعقد لقاء قمة ثلاثي يجمع الرئيس الأمريكي وعباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، وأن يتم خلاله الإعلان عن بدء حوار مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين ‹بمرافقة› أمريكية، ويعكف على إخراج إمكانية كهذه إلى حيز التنفيذ رئيس طاقم البيت الأبيض وصهر ترامب، جارد كوشنر، من خلال محاولته لتحقيق تفاهمات بين الجانبين تسمح بإنجاح خطوة كهذه.

ورفض مكتب نتانياهو التعقيب على هذه الاحتمالات، فيما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه ليس معلوما لديها عن أية خطوات كهذه.

ويذكر أن ترامب دعا عباس في ختام محادثتهما الجمعة الماضي إلى زيارة البيت الأبيض.

وعقب الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف، وأحد أكثر المقربين من نتانياهو، زئيف إلكين، بالقول إنه ‹آمل أن يسمع أبو مازن في واشنطن من الرئيس الأمريكي مطلبا واضحا بلجم التحريض ضد إسرائيل، ووقف الحرب ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية، وإلغاء دفع الرواتب المرتفعة للمخربين وإلغاء القانون المعادي للسامية بفرض عقوبة الإعدام على من يبيع أرض لليهود ‹.

في ذات السياق قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغه خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، لأول مرة قبل يومين، التزامه بحل الدولتين لحل القضية الفلسطينية.

ووصف عباس، في كلمة له خلال احتفال جرى في مدينة رام الله، مباحثاته الهاتفية مع ترامب بأنها «بناءة»، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي «أكد التزامه الكامل بعملية السلام وبحل الدولتين».

وقال عباس «أكدنا نحن للرئيس الأمريكي مواقفنا الثابتة أننا مع السلام القائم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وأننا جزء من الشرعية الدولية، كما أكدنا موقفنا الرافض للإرهاب والتطرف».

وأضاف «سوف نستمر في التعاون معه (ترامب) للوصول إلى سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع، حيث تلقينا منه دعوة للاجتماع به في البيت الأبيض قريباً من أجل دفع عملية السلام قدما وصولا إلى الحل الشامل والعادل».

وشدد عباس على أنه «بدون حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وفق حل الدولتين الذي تضمنته مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة فلن يتحقق السلام أو الأمن أو الاستقرار وستظل المنطقة مفتوحة على خيارات شديدة الصعوبة خصوصاً في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف التي ندينها ونحاربها».

وتابع قائلا: «إننا لا نطلب المستحيل، ولا نسعى إلا إلى السلام القائم على الشرعية الدولية، وهذا السلام لن يتحقق طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على صدورنا». وذكر عباس أن «رسالتنا لكل المجتمع الدولي اليوم أنه قد آن الأوان للاعتراف بدولة فلسطين في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كضمان أكيد لإرساء أهم دعائم السلام والاستقرار في المنطقة بل وفي العالم أجمع».

من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الفلسطينية «إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو، تواصل تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الهادفة إلى ابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية، والتصعيد الاستيطاني يشكل خطوات استباقية، وعراقيل، في طريق الجهد الأمريكي، والدولي، الذي يتطلع إلى إحياء المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وبشكل خاص في وجه الزيارة الهامة المرتقبة لمبعوث الرئيس الأمريكي «جيسون جرينبلات» إلى المنطقة». جاء ذلك في ضوء ما كشف عنه من عمليات تجريف واسعة النطاق، لإقامة الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس المحتلة، ومحيطها، خاصة في شعفاط، وبيت جالا، والولجة، وغيرها، وشق شوارع استيطانية ضخمة على حساب الأرض الفلسطينية، بهدف ربط المستوطنات في الضفة بعضها ببعض، وربطها بالداخل الإسرائيلي.

وأدانت الوزارة في بيان لها، امس، وصل»عُمان» نسخة منه، استمرار الاحتلال في إجراءاته الاستيطانية التهويدية، موضحة أن السياسة الاستيطانية المتطرفة لحكومة نتانياهو، تهدف بالأساس الى إسقاط حل الدولتين، وإغلاق الباب نهائيا أمام فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ومتصلة جغرافيا، وذات سيادة إلى جانب إسرائيل.

وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والسياسية، ودعته إلى سرعة التحرك السياسي، لإنقاذ فرص تحقيق السلام، على أساس حل الدولتين.