المنوعات

أمل الشنفرية تستحضر أمجاد العرب في روايتها «عودة الملكة بلقيس»

11 مارس 2017
11 مارس 2017

صدرت للكاتبة العمانية الدكتورة أمل بنت سعيد الشنفرية عن مكتبة الأنجلو المصرية، روايتها الأولى «عودة الملكة بلقيس»، والتي جاءت أحداثها في لغة شعرية حماسية أقرب إلى الملحمة المسرحية.

تدور أحداث الرواية حول شخصية بلقيس ملكة سبأ، تلك الشخصية التاريخية العظيمة التي خلدت ذكرها الكتب السماوية، وكشف لنا القرآن الكريم جانبا من سيرتها مع نبي الله سليمان.

تعود «بلقيس» عبر رواية أمل الشنفرية لتطلع بنظرة ثاقبة على أحوال الأمة العربية في وقتنا الحاضر، وما فعله الأبناء والأحفاد ببلادهم التي كانت يوما منارة للحضارات ومنبعا للآداب والعلوم والثقافة على مر التاريخ.

«بلقيس» التي ترمز في أحداث الرواية، إلى التاريخ المزهر للعرب وللأمجاد التي سطرها الأجداد على مر التاريخ، تكاد تتفطر من الأسى على ما آل إليه حال الأبناء والأحفاد، وتلتقي بلقيس مع مجموعة من النسوة اللاتي جلسن للسمر على أحد شواطئ الجزيرة العربية، وحين يرسو قاربها الملكي المزركش على الشاطئ في رحلتها المتخيلة إلى عصرنا الحالي، تخاطب هؤلاء النسوة قائلة: «لقد رأيت في مرقدي ما أرقني وقوض مضجعي، فأتيت لعل همومي في بحاركم تغتسل»..ولكنها حين تصطدم بالمحنة التي يعيشها أحفادها بين تناحر وشتات في الأرض وتدمير لمجد وحضارة الأجداد، تتعجب كيف وصولا لهذا المآل، فصاروا يخربون بأيديهم أرضا رواها الأجداد بدمائهم، وتتحسر على تاريخ مشرق وحضارة تليدة شيدت بعرق الأجداد تحرق الآن وتدمر على أيدي الأحفاد.

ومن بين ثنايا الرواية، نتلمس نحن الأبناء والأحفاد العديد من الرسائل التي تحملها إلينا هذه الملكة الحكيمة، وفي مقدمتها أن المرأة في المجتمعات المتحضرة هي أساس المجتمع الصالح، فهي المعلم الأول في حياة الأبناء، والمرأة الحكيمة الواعية ينشأ على يديها القادة والعظماء الذين يحققون لشعوبهم الأمن والأمان والاستقرار، وتعبر بلقيس عن هذه الأهمية التي ينبغي أن تحظى بها المرأة بقولها «لن تكون هناك عزة ولا أنفة لأمة هانت حرائرها من النسوة». وتشير الكاتبة أمل الشنفرية في روايتها على لسان «بلقيس»، إلى أن حب أهل سبأ لوطنهم جعلهم يتخطون كل الصعاب ويحلقون في سماء الخلود بما شيدوه من حضارة عريقة وامتداد تجارتهم وحضارتهم التي وصلت آفاقها إلى مصر وبلاد الرافدين والهند وأفريقيا.ونصيحة بلقيس أن يكون الإخلاص للأوطان والسمو بالأخلاق والتسامح وتقبل الآخر والجرأة في الحق هو منهاج الأمة حتى يكون الفلاح وجهتها والنجاح حليفها.

يذكر أن الدكتورة أمل بنت سعيد الشنفرية، كاتبة وباحثة مهتمة بالقضايا الإنسانية، لها كتابات عديدة في قضايا تلامس المجتمع العربي والإنساني بصفة عامة.

وشاركت في مؤتمرات محلية ودولية بأوراق عمل في المجال الاجتماعي وخاصة عن المرأة العمانية والخليجية.

وقد تنوعت دراستها الأكاديمية بين علم النفس وعلم الاجتماع وحقوق الإنسان حيث حصلت على درجة الماجستير من الولايات المتحدة والدكتوراه من بريطانيا، وهي عاشقة للأدب العربي منذ نعومة أظفارها، وتأثرت بأعمال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف السباعي، وهو ما انعكس على رصانة لغتها الأدبية.