صحافة

الأيـــــــام: مستقبل غزة وواقعها؟!!

10 مارس 2017
10 مارس 2017

في زاوية آراء كتب سميح شبيب مقالا بعنوان: مستقبل غزة وواقعها؟!!، جاء فيه: تزايدت في الأسبوعين الماضيين المقالات والآراء والاجتهادات بشأن مستقبل غزة! خاصة بعد قرار مجلس الوزراء إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، وتأجيلها في غزة، بعدما تعذر إجراء تلك الانتخابات.

الحديث عن انفصال غزة بعد الانقلاب العسكري الذي قامت به حماس وتأسيس كيان سياسي - اقتصادي، خاص بها، هو حديث قديم - جديد. سبق أن برزت دراسات وكتب حول قيام ما يشبه الدولة في غزة، وبمساعدة إقليمية، وفتح مطار وميناء بها، وتأمين حدودها مع الإسرائيليين والمصريين، كما سبق أن أكدت أوساط أخرى أن الانقلاب العسكري في غزة ما هو إلا مقدمة لتأسيس إمارة إسلامية فيها.

بعض الدراسات الدولية المتعلقة بمستقبل غزة رأت أن توسيع حدود القطاع، ليشمل جزءا من العريش، وفتح ميناء ومطار فيها، سيكفل قيام كيان سياسي مستقل.

عادت هذه الآراء للظهور مجددا خاصة أن عجلة الانتخابات المحلية قد دارت وبات من الممكن، بعدها، التفكير جديا بإجراء الانتخابات التشريعية المواطن في غزة بات يدرك أن ثمة متغيرات جدية جرت في القطاع، خلال السنوات الخوالي، من حكم حماس، الفعلي للقطاع.

الاقتصاد قد تغير والسياسات تغيرت، والنخب تشكلت على نحو جديد .. كل شيء قد تغير، وجولات ما يسمى رأب الصدع وتجاوز الانشقاق باءت بالفشل الذريع، فما بالكم في حال إجراء انتخابات محلية وتشريعية خاصة في غزة! هنالك حالة من اليأس والإحباط تسود الشارع الفلسطيني في غزة، في وقت أخذت فيه الجهود والدعوات لرأب الصدع، وتجاوز الانشقاق الجيو-سياسي تتضاءل وتتراجع .. هنالك مصالح متشابكة ومعقدة، ما بين القطاع والجارة إسرائيل والجارة مصر، وهنالك اعتبارات إقليمية ودولية باتت تحيط بأزمة القطاع وبات بعضها مرهونا، بالمتغيرات الحاصلة في الشرق الأوسط، مما لا شك فيه أن حماس، تطمح للاستيلاء على مقاليد السلطة والحكم، في الضفة والقطاع في آن معا، ولكن ذلك لا يعني في نظرها إنهاء الانشقاق بقدر الحفاظ عليه مع العمل على التمدد والسيطرة على الضفة الغربية. إسرائيل من جهتها لها مصلحة حيوية في الحفاظ على الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، واستخدام هذا الخلاف وهذا الانشقاق في مسار إضعاف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومحاولة إضعاف جهدها الدولي تجاه مؤسسات العمل الدولي.

مصر من جهتها تتعامل مع وقائع قائمة كما ترى في مصلحتها الأمنية، خاصة في سيناء، أمرا تقتضيه مصالحها العليا. الأمور، جد معقدة، ومتشابكة، والسلطة الوطنية الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية، لا تستطيع الصبر أكثر من ذلك، وترك الأمور خاصة الانتخابات منها، مرهونة لإرادة حماس، وما تراه من اجتهادات. السؤال هنا، وفي حالة تبلور كيانين، أحدهما في الضفة الغربية والآخر في غزة، هل يستطيع الكيان الجديد في غزة، الاستمرار وحيدا، وعلى انفراد؟! آفاق الكيان السياسي الجديد في غزة، مرهونة بمدى التعاون الإقليمي والدولي معه.  الجارة إسرائيل هي أكثر المعنيين به، وببقائه واستمراره، إضعافا للموقف الفلسطيني العام، وحقه في تقرير مصيره بنفسه ... هناك رزم من التسهيلات، القادرة إسرائيل على القيام بها، وفي المقدم منها، المطار والميناء، والعمل في إسرائيل.

ورأى الكاتب أن هنالك توجها تركيا وقطريا لدعم الاقتصاد في غزة، تحت لافتات إنسانية، وهي في حقيقة الأمر سياسية، ترتبط برؤية إسرائيلية-أمريكية، متقاطعة مع مصالحهما.

في حالة فتح غزة إقليميا ودوليا، من الممكن أن تتحول إلى منطقة تجارة حرة، مزدهرة وواعدة، لكن بحدود مرسومة إقليميا ودوليا، تلعب دورا محدودا في الإقليم المحيط بها، دون أن تتعداه! تجاوز هذه الحالة، وهي حالة سوداوية على أي حال، لا يمكن أن تتحقق، دون متغيرات دولية وإقليمية في آن، وهي مرهونة، بمستجدات على مستوى الشرق الأوسط عموما!