أعمدة

توعويات: الثقافة تستقطب الجميع

08 مارس 2017
08 مارس 2017

حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

خلال أيام معرض مسقط للكتاب في دورته المنصرمة، ارتسمت أمام ناظري عدة مشاهد تعزز دور الحراك الثقافي في حياة المجتمع، فمن خلال أروقة وأركان معرض الكتاب، شاهدت صاحب السمو ومعالي الوزير وأصحاب السعادة، كذلك كان هناك حضور للكاتب والشاعر والمؤلف، شخصيات دعوية وأخرى تربوية وأكاديمية ورياضية وفنية يمكن لك ايضا مشاهدتها، ما كنت تشاهده على شاشات التلفاز او الذين تسمع لهم عبر الأستوديوهات الإذاعية وكذلك في صفحات الجرائد والكتب والمؤلفات، معرض الكتاب قرب لك كل تلك المسافات، وجعلك تتجول بين كنوز تلك الكتابات ومقابلة العديد من أصحاب تلك الشخصيات.

إن الحديث عن تواجد تلك الأسماء السابق ذكرها في معرض مسقط للكتاب، ليس الهدف منه دعوة فقط لمقابلة أو أخذ لقطات تذكارية مع تلك الشخصيات، ولكن هي رسالة لكافة أطياف المجتمع عن أهمية دعم هؤلاء الأسماء والمسميات لأي حراك ثقافي تقوم الدولة أو المجتمع بتنفيذه، فكم هو جميل عندما تشاهد مسؤول رفيع المستوى يتجول مع عائلته في معرض الكتاب، يقتني لنفسه موسوعة أو ديوان ومثل ذلك لأطفاله وزوجته، ونفس هذا الدور تقوم به الشخصيات الأخرى سواء الفنية والرياضية والأكاديمية مع عائلاتها وأصحابها، إن مثل هذه المشاهد تعتبر عوامل مساعدة لدفع كافة أفراد المجتمع نحو الاهتمام بأهمية الثقافة وخصوصا فيما يتعلق بقضية القراءة، وفي الحقيقة أن الحملات التوعوية التي تقوم بها مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لا تكفي لحث ودعوة أفراد المجتمع نحو التزود بالعلم والمعرفة، ما لم يكن تعاون من الجميع وخصوصا الشخصيات القيادية والاجتماعية وغيرها من الأسماء البارزة في المجتمع.

لذلك موضوع القدوة الحسنة يعتبر مطلب أساسي نحو أي موضوع يتطلب تحقيقه، ولنبدأ بالأسرة حيث ينبغي من الأب أن يكون هو القدوة لأبنائه في الحث على القراءة ورفع مستوى الثقافة، ومثل ذلك يمكن أن يقوم به أي مسؤول سواء حكومي أو ما يخص القطاع الخاص والأهلي، فمتى ما كانت القيادات والشخصيات المؤثرة في المجتمع تتصدر أي مشهد ثقافي وتدعمه بحضورها وتحث الوسط الاجتماعي للمشاركة في مثل هذه الفعاليات، فإن ذلك يعتبر عاملا إيجابيا نحو التفاعل المجتمعي لتحقيق أهداف خطط اللجان المنظمة.

إن التزود بالعلم والثقافة ينبغي أن تؤمن به المجتمعات التي تتطلع إلى الرقي والتطور والازدهار، فكم هو جميل أن تقوم الثقافة باستقطاب مختلف شرائح المجتمع تحت سقف واحد، وتجتمع نحو هدف وغاية واحدة تتمحور في السعي للاطلاع على مختلف جوانب المعرفة، فشكرا لتلك الأرواح التي خططت ونظمت لمثل هذه الفعاليات الثقافية التي تخدم الحياة البشرية، وشكرا لمن ساند تلك الجهود من خلال الحضور والمشاركة في إنجاح هذا العرس الثقافي.