945433
945433
عمان اليوم

التربية والتعليم تحتفي بالطلبة الموهوبين والمجيدين في مختلف المجالات

04 مارس 2017
04 مارس 2017

945432

بهدف تفعيل الشراكة المجتمعية لدعم ومساندة البرامج -

افتتحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم معرض المشروعات الطلابية والذي جاء ضمن احتفال وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للبرامج التعليمية - دائرة برامج التربية الخاصة باليوم الخليجي للموهبة والإبداع والذي يصادف الثالث من مارس من كل عام، بحضور أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين بالوزارة ومديري عموم ديوان عام الوزارة والمحافظات التعليمية، والمعنيين من دائرة التنمية المعرفية بالوزارة والمعلمين والمعلمات المشرفين على المشروعات والابتكارات الطلابية بجانب ممثلي عدد من المؤسسات والشركات المشاركة في فعاليات هذا الاحتفال، حيث تضمن المعرض تسعة مشروعات طلابية متنوعة في مجالات البحوث العلمية والابتكارات والمشروعات الفنية والأدبية.

وقد خرج المشاركون باليوم الخليجي للموهبة والإبداع في ختام جلسات النقاش بجملة من التوصيات كان من أبرزها اعتماد قانون تشريعي لرعاية الموهوبين، وإعداد أجندة وطنية لرعايتهم، وإدراج استراتيجية لرعاية الطلبة الموهوبين في الخطة الخمسية التاسعة للوزارة وتطبق على ببعض المدارس، والتنسيق مع الجامعات الحكومية والخاصة لفتح تخصص تربية موهوبين، وإعداد اختبارات وطنية للكشف عنهم، وتفعيل المشاركة المجتمعية نحو رعاية الموهوبين، وإعداد برامج تأهيلية للكوادر العمانية في مجال تربية الموهوبين والمبدعين، وإعداد مناهج إثرائية للطلبة الموهوبين والمبدعين تواكب الحداثة والتطور.

هذا وقد تضمن برنامج الاحتفال والذي نفذ على مدى يومين الأول والثاني من شهر مارس أربع جلسات نقاشية تضمنت كل جلسة مجموعة من أوراق العمل تدور حول محور معين من محاور الموهبة، وفي بداية اليوم الأول قدم سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج راعي المناسبة كلمة افتتاحية رحب من خلالها بالضيوف المشاركين في فعاليات هذا الاحتفال وتحدث عن أهمية وجود آليات لاكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين وأكد أن هذا الأمر لا يتم إلا بوجود جهود مشتركة بين مختلف المؤسسات المعنية برعاية الموهوبين.

وأشار إلى أنه من خلال هذا اللقاء سنطلع على خبرات المختصين في مجال برامج رعاية الموهوبين للاستفادة من مرئياتهم في دعم وتنمية توجهات وزارة التربية والتعليم بهذا الشأن، حيث إن هذه الفئة تستحق أن تنال الأولوية والاهتمام.

واشتمل المعرض الطلابي على تسعة مشروعات طلابية متنوعة في مجالات عديدة، بجانب عدد من المشروعات الفنية، بتنفيذ من دائرة التنمية المعرفية بالوزارة وعدد من المحافظات التعليمية وقسم التشخيص ورعاية المجيدين بدائرة برامج التربية الخاصة، وجاءت المشروعات كالتالي: المشروع الأول «الحماية الذكية» عبارة عن جهاز استشعاري لنبضات القلب، إذا ارتفعت أو انخفضت عن المعدل الطبيعي يصدر الجهاز إنذار صوتي للسائق وإنذار لمستخدمي الطريق، بهدف الحد من الحوادث المروية بطريقة سريعة ومبتكرة وغير مكلفة، والمشروع الثاني «المصنع الأخضر لتنقية عوادم المصانع» ويهدف إلى الحفاظ على بيئة خالية من التلوث، أما المشروع الثالث «بلاستيك الحياة» فتتلخص فكرته في القضاء على مشكلة بيئية حقيقية وهي تراكم البلاستيك في البحار وقتله للكائنات البحرية، وأيضا للاستفادة من الكميات الزائدة عن الحاجة لمحصول البطاطا الحلوة ذي الجودة الغني بالنشأ في صناعة البلاستيك من مواد طبيعية قابلة لتحلل في الماء، ولتوفير غذاء للأسماك من البلاستيك، بينما المشروع الرابع «أمي إطمئني» جاءت فكرته من مشكلة المخاطر المترتبة على الحُمى وعدم التدخل السريع لتفاديها، ومساعدة الأم المكفوفة في معرفة حرارة ابنها، وكذلك لمساعدة الأم العاملة في الاطمئنان على ابنها في مقر عملها، وجاء المشروع الخامس «بيت الصم الذكي» عبارة عن تنبيه جرس الباب وجهاز الحريق والمنبه وبكاء الطفل، بحيث يرسل إشارات إلى حزام في اليد فيعطي اهتزازًا والضوء المناسب، ويهدف المشروع لتسهيل حياة الصُم في البيت، والمشروع السادس «سيارة المستقبل» جاءت فكرته لتعبئة بطارية السيارة لتقوم بتوليد الطاقة للمحرك ليولد الطاقة، ويقسمها إلى ذاكرة الروبوت وإلى بطارية لتعمل من جديد، ويهدف للتقليل من تلوث البيئة والتقليل من استخدام البنزين وتوفير الأموال، وفيما كان المشروع السابع «المخبار الإلكتروني» تتلخص فكرته لتوفير الوقت والجهد لقياس وتحليل المياه وللحد من استنزاف المياه، بهدف خدمة المختبرات لتسهيل عمليات فحص المياه من خلال قياس درجات الحرارة والملوحة والتلوث وحساب حجم المياه وكتلته، أما المشروع الثامن «مغسلة الوضوء» تعطي شرحًا مصورًا لخطوات الوضوء، بجانب التقليل من كمية المياه المستنزفة في الوضوء، وذلك بتحديد كمية «سبعمائة» مليلتر مقسمة على خطوات الوضوء، لتوفير نسبة «ثلاثة وسبعين من مائة» من كمية المياه المستنزفة من الوضوء التقليدي التي يتم فيها هدر أكثر من «ألفين وستمائة» مليلتر، ولتعليم الأطفال ذوي الإعاقة طريقة الوضوء الصحيحة، وجاء المشروع التاسع «جهاز تصفية المياه الرمادية» وتقوم فكرته على وجود غرفتين تحت الأرض متصلات عن طريق لوح زجاجي مائل، فتأتي مياه المجاري والصرف الصحي وتدخل في الغرفة الأولى الماء، ويتبخر فيذهب للغرفة الثانية ويتكثف البخار، فيذهب عن طريق أمبوبين الأول يذهب للأشجار والثاني إلى فلتر تصفي المياه لتكون صالحة للشرب، ويهدف المشروع لتقليل هدر المياه.

احتفاءً بالموهوبين

وفي ختام الاحتفال أوضح سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج أن الاحتفال بيوم الموهبة والإبداع الخليجي لدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج العربية للسنة الثالثة على التوالي يأتي للاحتفاء بالموهوبين والمجيدين من الطلبة في مختلف المجالات، حيث تضمن الاحتفال إقامة مجموعة من الجلسات النقاشية ومعرضًا طلابيًا للابتكارات أو المشروعات، ومن خلال هذه الاحتفالية تم تكريم عدد من الطلبة المجيدين تحصيليا، ونأمل أن تكون هنالك آلية لرعاية واكتشاف ومتابعة هؤلاء الطلبة الموهوبين، كما شاهد الجميع من خلال معرض المشروعات أننا نملك طلبة مبدعين من خلال الابتكارات التي قدموها ليس فقط في الجانب العلمي، وإنما في مختلف الجوانب الأخرى كالفنون البصرية والأدبية الأخرى.

من جانبه تحدث البروفيسور تيسير صبحي يامن المدير العام للمركز الدولي للإبداع والابتكار والتطوير التربوي بألمانيا حول أهمية اكتشاف الطلبة الموهوبين وأهم سماتهم قائلا: تعرف الموهبة بأنها مجموعة القدرات العقلية المصاحب لها أداء دماغي نشط ومستوى تحصيلي عالٍ مع درجة من الإبداع بجانب مجموعة من السمات السلوكية التي تميز هذا النوع من الطلبة عن غيرهم، فالطلبة الموهوبون يتميزون بحصيلة لغوية عالية، مع القدرة على التعامل مع المواقف الجديدة، ولديهم درجة من القيادة بجانب تعدد الاهتمامات وخاصة فيما يتعلق بالجوانب العلمية ولديهم اتجاهات إيجابية نحو أنفسهم ومجتمعهم بجانب درجة عالية من الالتزام والمثابرة عند القيام بالأعمال، هنالك ضرورة من أن يتم اكتشاف هذه الفئة في مراحل عمرية مبكرة وتوفير البرامج الملائمة لهم والتي تتناسب مع سماتهم والخيال الواسع الذي يتميزون به.

وأضاف البروفيسور تيسير صبحي يامن: في الدول العربية هنالك نقص في جانب رعاية الموهوبين، فالدول العربية لا تملك حتى الآن قوانين وتشريعات في هذا المجال كما أن الكوادر المدربة القادرة على اكتشاف الطلبة الموهوبين عددهم قليل، وهنالك ندرة في البحوث والدراسات العلمية والكتب الخاصة بمجال اكتشاف الموهوبين ورعايتهم، هذا إلى جانب عدم توفر البرامج الأكاديمية في الجامعات العربية.

وحول تجربة السلطنة في هذا المجال أشار البروفيسور تيسير صبحي يامن: أجد أن التجربة العمانية في هذا المجال مبشرة بالخير، فقد قمت في وقت سابق بالعمل مع اللجنة الوطنية للشباب على مشروع تدريب وتأهيل 32 من الكوادر العمانية المعنية بجانب رعاية الموهوبين، كما شعرت بالسعادة عند معرفتي بوجود جهة مختصة بوزارة التربية والتعليم تتبني اكتشاف الطلبة الموهوبين وتطبق برامج لرعايتهم، حيث إن هذا يعطي مؤشرات إيجابية بأن السلطنة تملك كفاءات مدربة قادرة على الاستمرار بخطوات ثابتة متى ما توفرت القوانين والتشريعات المنظمة لهذا المجال، ونصيحتي للمعلم العماني بأن يكون ذا نظرة إيجابية لمهنته السامية وأن يكون على إطلاع مستمر بكل ما هو جديد بالساحة العالمية وأن يعمل على تنمية مهاراته بالمصادر المعاصر والعلمية فهو يملك مسؤولية مجتمعية نحو هؤلاء الطلبة الموهوبين فهم مستقبل البلد القادم.