العرب والعالم

سفراء مجلس الأمن يزورون منطقة «بحيرة تشاد»

03 مارس 2017
03 مارس 2017

للفت الانتباه إلى أحد أسوأ الأزمات الإنسانية -

الأمم المتحدة، (الولايات المتحدة) - (أ ف ب): توجه مندوبو مجلس الأمن الدولي أمس إلى منطقة بحيرة تشاد بهدف لفت الانتباه إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم التي تختلط فيها المجاعة والهجمات المتطرفة والتغير المناخي وسوء الإدارة.

وهذه الأزمة تطال 21 مليون شخص يتوزعون على أربعة بلدان، هي نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر.

وستمهد زيارة 15 سفيرًا من مجلس الأمن الطريق أيضا لتحرك أممي أقوى من أجل إيجاد حل لأزمة تجاهلتها كثيرًا الدبلوماسية العالمية عندما أشتد النزاعان في كل من سوريا وجنوب السودان.

وأكد سفير بريطانيا في الأمم المتحدة ماتيو ريكروفت أن الزيارة «ستلفت الانتباه الدولي إلى الأزمة الإنسانية» في بحيرة تشاد، حيث تطالب الدول المانحة بأموال جديدة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أضاف ريكروفت: إن الأزمة قد «تعرضت لتجاهل كبير» وان تحرك مجلس الأمن اتسم «بالتأكيد بشيء من البطء للتصدي لتهديد جماعة بوكو حرام».

وسيلتقي مجلس الأمن الذي تقوم بتحركه كل من بريطانيا وفرنسا والسنغال، مسؤولي المجتمع الأهلي ومندوبيه، وسيزور مخيمات اللاجئين في الكاميرون وفي شمال شرق نيجيريا. وأدت هذه الأزمات إلى تهجير حوالي 2.3 مليون شخص.

وستبدأ الزيارة بالكاميرون، بعد أسبوع من تحذير الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش من تهديد المجاعة شمال شرق نيجيريا، مركز الحرب التي تشنها بوكو حرام.

وتسعى الأمم المتحدة لتأمين 1.5 مليار دولار في 2017 لمنطقة بحيرة تشاد -حوالي النصف لشمال شرق نيجيريا، حيث يحتاج 5.1 مليون شخص إلى المواد الغذائية. وحملت جماعة بوكو حرام السلاح في 2009 لإنشاء دولة في شمال شرق نيجيريا، لكن الحركة وسعت نطاق تحركها منذ ذلك الحين وغالبًا ما تشن هجمات انتحارية. وتمكنت نيجيريا، ثاني اكبر منتج للنفط في إفريقيا، من أن تصد عسكريا هجوم المتطرفين لكن المدنيين دفعوا الثمن الغالي.

وفي منتصف يناير، قتل 112 مدنيًا وعاملاً في المجال الإنساني في قصف عرضي للجيش النيجيري الذي كان يفترض أن يستهدف مقاتلي بوكو حرام.

ويضاف أيضًا إلى هذه الأزمات التغير المناخي وازدياد عدد السكان ما حول بحيرة تشاد التي تعد واحدة من أكبر احتياطات الماء في إفريقيا، إلى كارثة بيئية. ولم يعد حجم مياهها إلا 10% بالمقارنة مع مستواها في الستينيات. وسيشجع السفراء البلدان الأربعة المتضررة على إيجاد استراتيجية جديدة للخروج من هذه الأزمة المتعددة الجوانب، كما قال سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، وأضاف: إن «المجلس سيشجع دول المنطقة على تبني مقاربة شاملة لمعالجة الأسباب العميقة للإرهاب، وخصوصا على صعيد الحكم والتنمية».

وتأمل السويد، العضو غير الدائم في مجلس الأمن والمانح الكبير للمساعدة الإنسانية، في أن يكون المجلس أكثر فعالية لإيجاد حل للأزمة.

وقال كارل سكاو الدبلوماسي السويدي في الأمم المتحدة: إن منطقة بحيرة تشاد تضررت من سلسلة فعلية من التحديات، مشيرًا إلى «الإرهاب والتهريب وسوء التنمية الحاد وتأثيرات التغير المناخي»، وأضاف: «هذا لا يمكن أن يحصل مرة واحدة. نحتاج إلى متابعة رصينة». ووعد أربعة عشر بلدا حتى الآن بـ672 مليون دولار لبحيرة تشاد، خلال مؤتمر للدول المانحة في أوسلو الأسبوع الماضي، واعتبرت الأمم المتحدة هذه الوعود بداية جيدة.