942668
942668
عمان اليوم

المركز الوطني للصحة الوراثية يحتفل بتخريج طلبة البرنامج المتكامل للإرشاد الوراثي

01 مارس 2017
01 مارس 2017

942669

56% من الإصابات بأمراض الدم الوراثية بسبب زواج الأقارب -

كتب - محمد الصبحي -

تم أمس استعراض دراسة «أهمية الفحص ما قبل الزواج لأمراض الدم الوراثية» للباحثة موزة بنت ناصر البوسعيدية تخصص إرشاد وراثي جيني بمستشفى صحار، وذلك ضمن احتفال المركز الوطني للصحة الوراثية بوزارة الصحة بتخريج الدفعة الأولى من خريجي البرنامج المتكامل للإرشاد الوراثي المكونة من 8 طلبة، وذلك برعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط، بقاعة السندباد بفندق كراون بلازا.

وكشفت الدراسة أن 56% من المصابين بأمراض الدم الوراثية في السلطنة أصيبوا بالأمراض الوراثية بسبب زواج الأقارب.

كما أشارت الدراسة أن محافظة شمال الشرقية تمتلك نسبة أعلى من الحاملين للمرض الانيميا المنجلية بمعدل 9.5% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، تليها محافظة الداخلية بمعدل 9% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، ووصل معدل الإصابة بمرض الانيميا المنجلية 8% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان محافظة مسقط، ووصل معدل حاملي وحاملات المرض في محافظة جنوب الباطنة إلى 7.9% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان ، بينما وصل معدل حاملين وحاملات في محافظة مسندم إلى 4.7% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان ، ووصل معدل حاملين وحاملات في محافظتي الظاهرة وجنوب الشرقية إلى 3.9% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، وفي محافظة شمال الباطنة وصلت المعدل إلى 2.9% حامل وحاملة للمرض، في محافظة ظفار بلغ المعدل إلى 2.% حامل وحاملة للمرض.

وأشارت الدراسة إلى أن محافظة الباطنة هي الأكثر حملاً بمرض الثلاسيميا حيث وصلت المعدل إلى 3.9% من عدد السكان، تلتها محافظة مسقط بنسبة 2.8% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، ووصلت نسبة الحاملين والحاملات لمرض الثلاسيما في محافظة الداخلية إلى 2% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، فيما وصلت النسبة في محافظة الظاهرة إلى 1.7% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، وصلت النسبة إلى 1.6% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، ووصل عدد المصابين في محافظة جنوب الباطنة 1.5% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، وفي محافظة جنوب الشرقية 1.2% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، وفي محافظة شمال الشرقية 1.1% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان، وفي محافظة ظفار 2.% حامل وحاملة للمرض من عدد السكان.

وذكرت البوسعيدية أن الدراسة التي طبقتها على مستشفى صحار بقسم العيادات الخارجية، ضمت الدراسة توزيع 100 استبيان للمشاركين الذين تراوحت أعمارهم بين 18 إلى 40 سنة، وهدفت إلى معرفة ثقافة الإقبال على إجراء الفحص ما قبل الزواج.

وأكدت البوسعيدية «أن عدد المصابين بمرض الثلاسيميا في مستشفى صحار 102 شخص حتى أغسطس 2016، وارتفعت نسبة الإصابة بمرض إلى 48% ما بين أعوام 2012-2016، كما أن أعداد المصابين المسجلين في مستشفى صحار ما بين عام 1997-2016 وصل إلى 440 حالة مسجلة.

وكشفت الدراسة أن 95% من المبحوثين يؤمنون بأهمية الفحص ما قبل الزواج، في المقابل هناك نسبة 52% من لا يرغبون في إجراء الفحص ما قبل الزواج.

وقال الدكتور مسلم بن العريمي رئيس الاستشارات الوراثية والتعليم الوراثي والمشرف العام على برنامج التعليم المتكامل للإرشاد الوراثي «إن التنمية المستمرة للقدرات العلمية والمهارات العملية للكادر الطبي والتي تستند إلى أساليب التعليم العلمي الحديث، يشكل حجر الأساس في نجاح جميع البرامج العلاجية والوقائية الخاصة بالصحة الوراثية للفرد المصاب والأسرة والمجتمع.

وأضاف العريمي: «تهدف البرنامج التعليمي إلى ضمان جودة الخدمات المقدمة في جانبيها العلاجي والوقائي والارتقاء بمستوياتها لأعلى درجة ممكنة، ويأتي البرنامج التعليمي المتكامل للإرشاد الوراثي في باكورة التعليم الأكاديمي الخاص بالمركز الوطني للصحة الوراثية والذي نأمل أن يتبعها برامج تعليمية مختصة ترتقي بخدمات الصحة الوراثية بالسلطنة». وأضاف: «يأتي تأسيس وتنفيذ البرنامج التعليمي المتكامل للإرشاد الوراثي عبر تطبيق منهج أكاديمي متكامل يعرف بـ«التدريب خلال الأداء الوظيفي»، وذلك لتأهيل وإعداد مرشدين وراثيين ليقوموا بتأدية خدمة الإرشاد الوراثي بجميع محافظات السلطنة، إيمانا بأهمية الممارسة العملية في إيجاد التكامل العلاجي والوقائي الخاص بالأمراض الوراثية بالسلطنة، وذلك عبر إعداد منهج تعليمي وتدريبي يحوي جميع الجوانب النظرية والعملية الخاصة بتأهيل المرشد الوراثي بشكل عملي ومستديم».

وأوضح العريمي الإرشاد الوراثي يعد فرعاً مهماً من فروع علم الوراثة الإكلينيكية يتم خلالها تقديم الحقائق العلمية بدون التأثير في اتخاذ القرار الخاص بأي مرض وراثي. وتقديم المشورة الوراثية تتعلق بالتعامل مع الجوانب الطبية للمرض الوراثي وخاصة المعلومات الخاصة باحتمال تكرار حدوث المرض، ووسائل العلاج والوقاية منه.

من جانبه تحدث البروفيسور جيوفاني روميو رئيس المجمع الأوروبي للطب الوراثي حول أهمية المشاريع التعليمية المختلفة في الطب الوراثي ومدى حيوية مخرجات هذه العمليات التعليمية والتدريبية على الارتقاء بمستويات خدمات الصحة الوراثية على المصابين بالأمراض الوراثية واسرهم.

كما أشاد بالبرنامج التعليمي المتكامل للإرشاد الوراثي مبدياً إعجابا بمخرجاته من الكادر المدرب والمؤهل للعمل في الإرشاد الوراثي.

وأشار إلى استعداده الكبير إلى التعاون مع المركز الوطني للصحة الوراثية لمزيد من المشاركة في البرامج التعليمية الخاصة بالطب الوراثي وفروعه المختلفة.

وضم البرنامج في نسخته الأولى ثمانية متدربين من مختلف محافظات السلطنة تلقوا تدريبا مكثفا من خلال 9 وحدات دراسية مقسمة حسب التخصص والمتطلبات الأكاديمية نفذت خلال مدة زمنية محددة 16 شهرا. وذلك بهدف توسيع خدمة الإرشاد الوراثي لتشمل جميع المحافظات. يذكر أن سيتم تأهيل دفعات جديدة من خريجي البرنامج في المستقبل القريب لإتمام المنظومة الصحية الخاصة بخدمات الصحة الوراثية بجميع محافظات ومناطق السلطنة، يذكر أن الحفل صاحبه معرض للمشاريع التخرج.

وتم تكريم الداعمين والمساهمين في البرنامج، وذلك لما لعبوا من دور كبير في نجاح الدفعة الأولى من البرنامج. ومن جهته أوضح الدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المستشفى السلطاني بأن تخريج الدفعة الأولى للإرشاد الوراثي يأتي «في إطار خطة منهجية لوزارة الصحة ممثلةً بالمركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني بهدف إعداد كوادر صحية مؤهلة ومتخصصة في مجال الصحة الوراثية، ورفد وتفعيل مجال الإرشاد الوراثي في مختلف المؤسسات الصحية المرجعية بالسلطنة، إلى جانب السعي في النهوض بمنظومة الرعاية الصحية بالسلطنة لا سيما مجال الصحة الوراثية».

وقال الدكتور وعد الله ملا مدير المركز الوطني للصحة الوراثية «بأنه تم إجراء مقابلات مكثفة شملت مرشحين من مختلف محافظات السلطنة من أجل اختيار أفضل الكوادر الطبية، وإلحاقها بهذا البرنامج الأكاديمي، حيث وقع الاختيار على ثمانية مرشحين من بين كافة المتقدمين بحيث يكون هنالك مرشح واحد يمثل كل محافظة للقيام بخدمة الإرشاد الوراثي، وذلك لتفعيل هذه الخدمة الصحية في كافة محافظات السلطنة بشكل عام، مع العلم بأن البرنامج الأكاديمي عبارة عن تسعة أجزاء قُسمت حسب التخصص والمتطلبات الأكاديمية بحيث تنفذ خلال مدة زمنية محددة تصل إلى 16 شهراً». وأضاف: «تتمثل أهمية الإرشاد الوراثي في الحد من تنامي معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية، بحيث تهتم في إجراء فحوصات للأفراد ما قبل الزواج أو الفرد الذي ينتمي لعائلة بها تاريخ مرضي لأحد الأمراض الوراثية أو أحد متلازمات التشوه الخلقي بغرض تقديم شرح مفصل لهم عن كافة المعلومات التي تتعلق بالمرض الوراثي المشخص عن طريق الفحص المخبري الدقيق، وذلك للتعرف عن أسبابه واحتمالية انتقاله إلى الأجيال المقبلة ، فضلاً عن إسداء التوجيهات والتعليمات للمرضى وذويهم حول أفضل السبل والأساليب للتعايش مع الأمراض الوراثية».