939854
939854
الاقتصادية

دراسة حقلية تحدد الاحتياجات السمادية لزراعات الثوم العماني

27 فبراير 2017
27 فبراير 2017

أكد المهندس سعود بن سيف الحبسي مدير دائرة البحوث الزراعية بمحافظة جنوب الباطنة أن ولاية الرستاق تعد من أشهر ولايات السلطنة في زراعة الثوم العماني الذي يتميز بجودة الإنتاج، حيث تجاوزت المساحات المزروعة بمحصول الثوم في أودية وقرى الولاية خلال السنوات الماضية 50 فدانًا. كما أشار إلى أن وزارة الزراعة والثروة السمكية تولي اهتمامًا كبيرًا بالأصناف المحلية لهذا المحصول وذلك لتميزها عن الأصناف المستوردة، وأضاف أيضًا إن الثوم العماني يتميز بجودته العالية وحجمه الكبير ولونه الأرجواني وفصوصه المتماسكة كبيرة الحجم. كما أكد أن من جوانب اهتمامات الوزارة بالثوم العماني إجراء العديد من الدراسات البحثية لمعرفة احتياجاته السمادية خلال موسم زراعته الممتد من أكتوبر إلى أبريل من كل عام، وخاصة احتياجاته من أسمدة النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم.

وأفاد المهندس ناصر بن سالم الوهيبي باحث تربة أول بالمديرية العامة للبحوث الزراعية بأنه من الضروري العمل على توفير بيانات حول نوعية وكميات العناصر السمادية التي تحتاجها بعض الأصناف المختلفة لتكملة دورة حياتها منتجة محصولاً اقتصاديًا جيدًا يوفر دخلا مناسبا للمزارع.

وأشار إلى أنه ومن أجل توفير تلك البيانات قامت المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ممثلة بمركز بحوث التربة والمياه ودائرة البحوث الزراعية بمحافظة الداخلية بإجراء دراسة حقلية لتقدير الاحتياجات السمادية لبعض المحاصيل الاقتصادية والمهمة التي تزرع بالسلطنة ومن ضمن هذه المحاصيل الثوم العماني، وذكر أنه تم إجراء تجربة بحثية في حقل أحد المزارعين بولاية بهلا خلال موسمين متتاليين، واختبار تأثير ثلاثة مستويات من أسمدة النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم على إنتاجية الثوم العماني ،ويستكمل المهندس ناصر الوهيبي بأن المستوى الأول كان عبارة عن تسميد فدان الثوم بـ97 كيلوجرامًا من النيتروجين و 76 كيلوجراما من الفسفور و83 كيلوجرامًا من البوتاسيوم، والمستوى الثاني كان 129 كيلوجرامًا من النيتروجين و101 كيلوجرام من الفسفور و110 كيلوجرامات من البوتاسيوم للفدان، في حين كان المستوى الثالث والأعلى بالكمية عبارة عن 161 كيلوجراما من النيتروجين، و127 كيلوجراما من الفسفور، و 138 كيلوجراما من البوتاسيوم للفدان.

وأوضح المهندس حمود بن سويدان الهاشمي باحث ميكروبيولوجيا تربة أول بالمديرية بأن مصدر النيتروجين هو سماد اليوريا الذي يحتوي على 46% نيتروجين، ومصدر الفسفور هو سماد سوبرفوسفات الثلاثي الذي يحتوي على 46% من خامس أكسيد الفسفور، في حين كان مصدر البوتاسيوم هو سماد كبريتات البوتاسيوم والتي تحتوي على 50% ثاني أكسيد البوتاسيوم.

وذكر أنه تمت إضافة سماد السوبرفوسفات الثلاثي وسماد كبريتات البوتاسيوم نثرا بالخلط مع التربة كجرعة واحدة عند الزراعة، في حين تم تقسيم كميات اليوريا على جرعتين متساويتين نثرا بالخلط مع التربة (الجرعة الأولى بعد الزراعة بعشرة أيام والثانية بعد 45 يومًا من الزراعة). وكانت كمية المياه ونظام الري في التجربة البحثية هي التي يستخدمها المزارع وهي استخدام نظام الري الحديث بالنوافير داخل أحواض (جلب) الزراعة.

ويؤكد المهندس راشد بن خلفان الشكيلي باحث إنتاج خضر أول بالمديرية بأن نتائج التحاليل الإحصائية للبيانات الإنتاجية أشارت إلى عدم وجود فروقات معنوية بين مستويات الأسمدة الثلاثة بالنسبة لإنتاجية الثوم (طن للفدان)، بمعنى أن تأثير ثلاثة مستويات من الأسمدة المضافة على كمية الإنتاج كانت متقاربة. كما أظهرت النتائج إلى أن متوسط إنتاجية الثوم بالموسم الثاني كانت الأعلى (16.25 طن للفدان) مقارنة بمتوسط الموسم الأول (11.28 طن للفدان).

كما أشار إلى أن التحاليل الكيميائية لأوراق وثمار وجذور الثوم وتربة الحقل لم تشر إلى وجود فروقات معنوية في محتواها من عناصر النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم، ما عدا محتوى الأوراق والتربة من النيتروجين بالموسم الأول الذي كان الأعلى (7.67%) وبفارق معنوي مقارنة مع الموسم الثاني (3.83%) بالنسبة للأوراق، وكان الأقل في التربة (483.33 مليجرام لكل كيلوجرام تربة) وبفارق معنوي ( 658.33 مليجرام لكل كيلوجرام تربة) مقارنة مع الموسم الثاني. في حين كان محتوى الجذور من النيتروجين الأعلى بفارق معنوي في مستوى السماد الأول (0.79%) مقارنة بمستوى السماد الثاني (0.44%) والمستوى الثالث (0.37%).

وحول انطباع المواطن عبدالله بن علي بن إبراهيم الوردي من ولاية بهلا عن نتائج التجربة البحثية التي أقيمت بمزرعته أشار قائلا: إن التجربة البحثية التي أقيمت بمزرعته وأشرفت عليها المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية، كانت تجربة مجدية وناجحة وممتازة، وكانت إنتاجية الثوم العماني في معاملات التجربة أعلى مقارنة مع إنتاجية الثوم العماني الذي كان تحت إشرافه، كما كان هناك توفير في كميات الأسمدة ونوعيتها بالتجربة.

ومن خلال نتائج التجربة البحثية هذه، أكد الباحثون القائمون عليها بأنه يمكن التوصية باستخدام المستوى الأول من السماد (الأقل كمية) في تسميد فدان الثوم المحلي وهو عبارة عن 97 كيلوجراما النيتروجين و76 كيلوجرامًا من الفسفور و83 كيلوجرامًا من البوتاسيوم، وذلك للحصول على إنتاجية عالية حيث إن استخدام كميات مناسبة ومدروسة من الأسمدة تجنب المزارع كلفة مالية وتجنب بيئة التربة الزراعية أية آثار سلبية نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية.