كلمة عمان

حضور عماني ممتد من ممباسا إلى تورنتو

24 فبراير 2017
24 فبراير 2017

إذا كان من المعروف على نطاق واسع أن التواصل والارتباط الحضاري والتاريخي العماني بدول وشعوب شرق إفريقيا، هو ارتباط تاريخي قديم وعميق، ومتواصل أيضا، بحكم عوامل عديدة، تسهم في توفير الرغبة والحرص على تطوير وتوسيع مجالات العلاقات مع دول وشعوب شرق إفريقيا الصديقة، في مختلف المجالات، فإن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- تعمل بنشاط واستمرار على تطوير العلاقات العمانية مع دول وشعوب شرق إفريقيا، ليس فقط بإلقاء المزيد من الضوء على الجوانب العديدة والمضيئة لتلك العلاقات، في حقب تاريخية مختلفة، ولكن أيضا بالعمل على إحياء بعض عناصر هذه العلاقات، وإيجاد السبل لتطوير المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول والشعوب الإفريقية الصديقة في مختلف المجالات، وبما يعود بالخير على كل الأطراف، في الحاضر والمستقبل كذلك.

وفي حين احتضنت مدينة موروني عاصمة جمهورية القمر المتحدة الشقيقة ندوة علمية كبيرة حول العلاقات العمانية مع شرق إفريقيا، قبل أشهر قليلة، تم خلالها إلقاء الضوء على جوانب عديدة لتلك العلاقات الطيبة والممتدة، فان افتتاح المعرض المتحفي الدائم بقلعة ممباسا بجمهورية كينيا الصديقة، قبل يومين، وبرعاية معالي الدكتور حسن واريو وزير الرياضة والثقافة والفنون الكينية، وحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الكينيين والشخصيات العمانية، يعبر في الواقع عن قوة وعمق العلاقات العمانية الكينية، وقدرتها على مواصلة ماضيها بحاضر يتسع لتحقيق الكثير من المصالح المشتركة والمتبادلة، والتي تعود على الدولتين والشعبين العماني والكيني الصديقين بالخير والنماء.

جدير بالذكر أن افتتاح المعرض المتحفي الدائم بقلعة ممباسا الكينية، يوم الأربعاء الماضي، قامت به هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، بالتعاون مع سفارة السلطنة في كينيا، ومع وزارة الرياضة والثقافة والفنون، ووزارة السياحة الكينيتين، في إطار مشروع تطوير وتحسين وترميم الأماكن والشواهد التاريخية، والمقتنيات الأثرية والوثائقية في البيت العماني وقاعة المزروعي في قلعة ممباسا التاريخية، والتي تقف شاهدا على عمق وتواصل الصلات القوية بين عمان وكينيا في حقب التاريخ المختلفة، والدور العماني الإيجابي والثري في العلاقات مع دول وشعوب شرق ووسط إفريقيا على مدى قرون عديدة، وتحرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على تطوير هذه العلاقات إلى آفاق أوسع، تعود بالخير على الشعبين العماني والكيني الصديقين، وعلى شعوب شرق ووسط إفريقيا الصديقة، بالخير والازدهار في الحاضر والمستقبل.

على صعيد آخر فإن التقرير الذي نشرته مؤسسة «كوليرز انترناشيونال» العالمية، المتخصصة في قطاع الضيافة والترفيه والمنتجعات الصحية، ومقرها الرئيسي في مدينة تورنتو الكندية، حول قطاع السياحة في السلطنة، وفرص النمو القوية التي تنتظره في الأعوام القادمة، يشير بدوره إلى أن الجهود المبذولة لتنشيط قطاع السياحة في السلطنة، في إطار استراتيجية هذا القطاع حتى عام 2040، تحقق استجابة وصدى هاما في مختلف أنحاء العالم، خاصة وأن التقرير تناول جوانب عديدة من الاستثمارات والمقومات السياحية، التاريخية والحديثة، التي تتمتع بها السلطنة والمستقبل الواعد لهذا القطاع، في ضوء حجم ونوعية المشروعات التي تم بعضها، والتي يجري استكمال بعضها الآخر، وتلك المخطط لها أيضا.