937378
937378
الرياضية

تعادل «موناكو» و«الموج مسقط» بعد الجولة الرابعة من الطواف العربي للإبحار

24 فبراير 2017
24 فبراير 2017

937382

سباقات قصيرة في انتظار الفرق في مرسى اللؤلؤة بقطر -

تعادل فريقا «أي.أف.جي. موناكو» و«الموج مسقط» بعد اجتياز خطّ نهاية الجولة الرابعة من النسخة السابعة من الطواف العربي للإبحار الشراعي أي.أف.جي. والتي حطّت فيها القوارب الثمانية المتنافسة رحالها في مرسى اللؤلؤة بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد أن انطلقت من مرسى قصر الإمارات صباح يوم الأربعاء قاطعة 160 ميلا بحريا. وقد شهدت الجولة الكثير من الشدّ والجذب على المراكز الثلاثة الأولى حيث أبحرت القوارب على مسافات متقاربة من بعضها البعض في ظلّ رياح شمالية غربية متوسطة، فتارةً ما تقدّم فريق «إي.اف.جي موناكو» بقيادة الربان الفرنسي تييري دويلارد إلى الصدارة كعادته، وتارة ما يفاجئه فريق «الموج مسقط» بقيادة كريستيان بونتو بتقدمه، ثم يأتي فريق أفيردا بقيادة الشاب «أندرو بيكر» من مؤخرة أسطول الفرق المتنافسة ليباغت الجميع بتقدمه. لكن المفاجأة الأكبر كانت هذه المرة بإحراز فريق «بيين فوال السويسري» بقيادة الربان لورينز مولر تقدما لأكثر من مرة أملا في حيازة مركز متقدّم، إلا أنه لم ينعم بلحظات الصدارة طويلًا وسرعان ما تقدمته الفرق المحترفة.  

منافسة كبيرة

وقد كانت المنافسة الأكبر في الجولة الرابعة تلك التي احتدمت بين فريق «إي.أف.جي موناكو» حامل لقب السباق لثلاثة أعوام ماضية والفائز بالجولتين الماضيتين، وفريق «الموج مسقط» العُماني الذي تعادل في النقاط مع خصمه اللدود. وقد تزاحم على المركزين الثالث والرابع فريقا «النهضة» و«زين» الكويتي لتنتهي الجولة بحصول «النهضة» على المركز الثالث. كما برز فريق «أديلاسيا دي توريس» بقيادة الربان ريناتو أزارا المنحدر من جزيرة «سريدينيا» بالبحر الأبيض المتوسط، حيث شكّل ضغطًا كبيرًا في الساعات الأولى من السباق على فريقي الصدارة «إي.أف.جي موناكو» و«الموج مسقط»، ولكنه لم يستطع الحفاظ على وتيرة السرعة وأخذ يتراجع إلى المراكز المتوسطة.

ومع حلول الليل ودخول القوارب إلى منطقة حقول النفط البحرية، انخفضت سرعة الرياح تدريجيًا حتى انعدمت تمامًا، مما اضطر مدير السباق إلى إنهاء السباق مؤقتًا واستخدام المحركات حتى تعاود الرياح الهبوب في الصباح. ومع شروق الشمس بالقرب من جزيرة «دينا» الإماراتية، وضع مدير السباق خط انطلاق جديد واستأنفت القوارب منافستها حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا نحو الدوحة. ومع هذه الانطلاقة الثانية بدأت المعركة مرة أخرى، وظلّ المركز الأول رهانًا وسجالًا بين «الموج مسقط» وفريق «إي.أف.جي»، وبعدهما فريقي «زين» الكويتي بقيادة الفرنسي سيدريك بوليني، وفريق «النهضة» العُماني بقيادة الربان فهد الحسني، اللذين حاولا تعزيز رصيديهما من النقاط. وبقي فريق «أديلاسيا» الإيطالي في منافسة مع «أفيردا» و«بيين فوال»، في حين ظل فريق «دي.بي شنكر» النسائي يحاول اللحاق بالفرق الأخرى وعدم تكرار سيناريو الجولة الماضية حينما وصل في المركز الأخير.

تجربة ثرية

قال البحار سلطان بن سليمان البلوشي من فريق الموج مسقط: «هنالك محطات عديدة في النسخة السابعة من الطواف العربي والتي يمكن أن تخلّد في مسيرتي في مجال الإبحار الشراعي، حيث أعمل في تدريب الناشئة على الإبحار والسيطرة على متن القارب وهم صغار، لأكون اليوم ضمن فريق يضم نخبة من البحارة والمتسابقين الذين قطعوا أميالا عديدة في مثل هذه السباقات التي تلعب الخبرة فيها عاملا في غاية الأهمية من حيث سرعة البديهة والعمل ضمن فريق واحد وهذا ما أسعى إلى نقله بعد هذه التجربة الغنية بالعديد من التفاصيل، فالإبحار في حد ذاته جملة من المهارات، ولكن يجب أن تعزز بالعديد من التجارب والتي تأتي مع غلّة من التحديات والسباقات التي تصقل مهارة البحار والمدرب على حد سواء».

تحد آخر

من جانبه وصف المتسابق هيثم الوهيبي من فريق أي أف جي موناكو الجولة الرابعة من أبوظبي إلى الدوحة بأنها كانت مليئة بالإثارة والتحدي حيث قال: «لم تكن الانطلاقة من أبوظبي جيدة لفريق «أي أف جي موناكو» والتي لعب دورا كبيرا في تأخر وصول الفريق حيث بلغا المركز الرابع بعد المرحلة الأولى من هذه الجولة ولكن إصرار الفريق والخبرة التي يمتلكها الفريق في مجال الإبحار ساهمت في مواصلة التحدي بين الفرق المشاركة في السباق ، ولنقطع مشوارا جيدا في هذه الجولة ونواصل التحدي حتى خط النهاية وقبل انتهاء السباق من قبل لجنة التحكيم ، لنبدأ بداية جيدة خلال القسم الثاني من الجولة الرابعة ونواصل السيرة نحو حصد الصدارة ولنقتنص الصدارة في هذا القسم، وتكون مشتركة بين فريق أي أف جي موناكو وفريق الموج مسقط، ليكون السباق الداخلي اليوم هو من أهم السباقات خلال هذه الطواف وهو من سيحدد أفضلية فريق عن آخر بعد تبادل المراكز خلال الجولات الماضية من الطواف العربي».

سباقات قصيرة

هذا وستنزل الفرق المتنافسة في ضيافة مرسى اللؤلؤة بالعاصمة الدوحة اليوم لخوض سباقات قصيرة قبالة المرسى بحضور عدد من كبار الشخصيات ورؤساء الشركات، وبعدها سيقام حفل لتكريم الفائزين في الجولة الرابعة قبل انطلاقهم يوم الأحد للجولة الختامية والأطول باتجاه إمارة دبي، حيث ستقام آخر السباقات القصيرة قبالة مرسى نخلة جميرا قبل حفل توزيع الجوائز وإعلان بطل نسخة 2017م من سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي إي.أف.جي 2017م.

خبرة التحكيم

قال غالب المعمري عضو لجنة التحكيم في الطواف العربي حيث قال: تعد المرحلة من أبوظبي إلى الدوحة من الجولات المميزة في الطواف العربي حيث تبحر القوارب في المياه الإقليمية، ويعد هذا المسار من المسارات التي تخوض فيها القوارب تجربة ثرية من حيث الإبحار، وتتميز المنطقة بأنها خالية من السفن حيث لا تقع تحت دائرة سير السفن التجارية وسفن الصيد. وقد شهدت الجولة الرابعة إيقافا مؤقتا للسباق نتيجة انخفاض سرعة الرياح حيث يعلم الجميع أن مثل هذه السباقات تعتمد اعتمادا مطلقا على سرعة الرياح والاتجاه وهي التي تحدد قدرة البحارة على التعامل معها، لتكون المنطقة التي خضع لها السباق لقرار لجنة التحكيم من حيث إنهاء الجولة وبدء جولة جديدة في اليوم التالي كانت إيجابية حيث بدأت الرياح بشكل أفضل وبدأت القوارب بفرد أشرعتها استعدادا لانطلاقة جديدة محملة بالإثارة والتحدي وهذا ما حدث في الجولة التي انتهت بمرسى اللؤلؤة بالعاصمة القطرية الدوحة. وتحدث المعمري عن تجربته في لجنة التحكيم حيث قال: بدأت منذ عام في مجال التحكيم حيث تعد هذه المشاركة في الطواف العربي للإبحار الشراعي تجربة مثيرة للاهتمام لكونها تأتي لتتوج جهد عام كامل من العمل والعطاء والتي ساهمت في توسيع المدارك المعرفية في مجال التحكيم والتي بلا شك تعتبر إضافة في رصيد الخبرة في مجال التحكيم وكذلك المجال السابق وهو التدريب على الإبحار الشراعي، لأبعث من النسخة السابعة لطواف العربي عبارات التشجيع إلى الشباب العُماني وذلك للمنافسة في مجال إدارة السباقات التي تنعكس إيجابيا على إدارة السباقات المحلية والتي أطمح أن أكمل خطواتي في هذا المجال وأعمل في العديد من لجان التحكيم في الإبحار الشراعي على الصعيد الآسيوي والعالمي ، وستكون لدي تجربة خليجية في بطولة الخليج لشراع في دولة الكويت والتي ستقام خلال هذا الشهر.

للشراكة عنوان

يواصل الطواف العربي للإبحار الشراعي اليوم الإثارة التي تواصلت خلال الجولات الأربع السابقة وعن ما سيحتضنه مرسى اللؤلؤة بالعاصمة القطرية، وقد تحدثت نوال بنت خليفة الرحبية مديرة خدمة الزبائن في شركة عمان للإبحار: «سيحظى المتابعون والمهتمون برياضة الإبحار الشراعي اليوم بتجربة ثرية للاهتمام حيث ستنطلق أولى السباقات بصحبة رئيس تنفيذي لإحدى المؤسسات والشركات المعروفة لكل فريق، ليخوض الرؤساء التنفيذيون تحديا آخر بعيدا عن أروقة المكاتب. ويكون التواصل مباشرا مع الفريق والتي دائما ما تكسر الحواجز وتزيل كل العقبات التي تعرقل عملية الاتصال بين الرئيس وفريق العمل». وأضافت الرحبية: «سيكون هنالك سباق آخر يضم شركاء النسخة السابعة من الطواف العربي، حيث ستكون الإثارة حاضرة في هذا السباق من خلال تجربة الإبحار الشراعي وخوض غمار المنافسة ليكون الطواف محل أنظار شركائه والمساهمين في نجاحه منذ انطلاقته، ولنفتخر كشباب عُمانيين في تحقيق الخطة التي وضعنها في تواجد الشركاء الدائمين لهذا الطواف وتكون هذه التجربة ممزوجة بخوض مغامرة تحمل في طياتها التشويق والإثارة.

تجدر الإشارة إلى أن النسخة الأولى من الطواف العربي في عام 2011م على غرار أحد أكبر السباقات المحيطية الأوروبية وهي الطواف الفرنسي «تور دو فرانس ألا فوا»، وذلك بهدف إحياء الموروث البحري الذي اشتهرت به دول الخليج العربي، والترويج لدول المجلس كوجهات مميزة تزخر بكافة الإمكانات اللازمة لاستضافة الفعاليات الرياضية بمقاييس عالمية، وإحياء التراث البحري للمنطقة، وإتاحة الفرصة لمحبي رياضة الإبحار للاستمتاع بهذه الرياضة وممارستها، إضافة إلى استكشاف التنوّع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به سواحل دول الخليج خصوصا في هذا الموسم الشتوي الذي تعتدل فيه درجات الحرارة مقارنة ببقية أنحاء العالم. أصبح السباق اليوم أبرز السباقات المحيطية في الشرق الأوسط، والوحيد من نوعه على مستوى العالم بفضل المزيج الذي يتيحه من السباقات المحيطية الطويلة والسباقات القصيرة التي تقام قبالة عدد من أشهر المراسي البحرية بالمنطقة.