935166
935166
عمان اليوم

مؤتمر «نحو التميز في الممارسة الصيدلانية» يبحث تنمية المهارات ورعاية المرضى

22 فبراير 2017
22 فبراير 2017

بحضور أكثر من 700 مشارك من الكوادر الصحية -

935169

افتتح معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة مساء أمس بفندق قصر البستان المؤتمر السابع للرعاية الصيدلانية الذي تنظمه لعدة أيام وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للتموين الطبي وسط مشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة وذلك تحت شعار «نحو التميز في الممارسة الصيدلانية».

حضر افتتاح المؤتمر الذي انطلقت فعالياته صباح أمس عدد من المسؤولين وجمع غفير من المدعوين والمشاركين.

935165

عصرِ العلمِ والمعرفةِ، وأخصُ بالذكر ما طرأ من تغييراتٍ وتطوراتٍ متسارعة في العلومِ الصيدلانية والصناعةِ الدوائية، ومن هنا فإن الواجبَ يقتضي منا جميعاً العملَ بإيمانٍ راسخٍ ووعي ثابتٍ وولاءٍ عميق، لمواكبةِ هذا التطور العلمي والتقني كمتطلبٍ حياتي لتوظيفه في خدمةِ المجتمع، وهذا لن يتحقق ما لم نعمل بجد وإصرارٍ على تهيئةِ الكوادرِ الصيدلانية وتدريبها تدريباً علميا مناسبا لتتماشى مع تطورات العصر.

مؤكدة بأن المؤتمر في دورته الحالية ينطلقُ لآفاقٍ رحبةٍ بطموحاتٍ جمّة وجهودٍ حثيثة ليساهمَ في إحداثِ نقلةٍ نوعية في مجالِ الرعايةِ الصيدلانية من خلالِ ترقيةِ وتنميةِ مهارات الصيدلاني لرفع جودة الممارسة الصيدلانية. مشيرة في نفس الوقت إلى أن المؤتمر تبنَّى منذُ انطلاقته الأولى الارتقاء بمهنةِ الصيدلة تلبيةً لأهداف النظرةِ المستقبلية لوزارة الصحة عشرين خمسين ضمن منظومة صحية منهجية ومتكاملة للرعاية الصحية.

وأضافت: ويسرني أن أعلنَ لكم بأن مؤتمرنا هذا في دورته الحالية قد نالَ اعترافَ مجلسِ الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلي ومازال يحظى باستمرار الدعم والاعتماد والمساندة من قبل المجلس العماني للاختصاصات الطبية.

وعرجت الصيدلانية نسيبة في كلمتها الى الاستخدام غير المسؤول للدواء موضحة بأنه يمثلُ مشكلةً تؤرقُ جميع الأنظمةِ الصحية في العالم إذ تشيرُ تقديراتُ منظمة الصحة العالمية أنَّ ما يزيد عن نصف الأدوية يتمُ وصفها أو صرفها أو بيعها على نحوٍ غير ملائم وأن أكثر من نصفِ المرضى لا يلتزمون بتناول الأدوية على نحو صحيح وأن الأخطاء الدوائية ، والأعراض الجانبية للأدوية ، تتسبب بانتشار المخاطر الصحية والمضاعفات الخطرة كالإصابات والوفيات، بما فيها إهدار للموارد المالية، ومن هنا يأتي دورُ ضرورة الاهتمام والمتابعة في الحرص على الاستخدام الأمثل للأدوية من خلال زيادة وجود الصيادلة في أماكن رعاية المرضى ومتابعة عملية استخدام الأدوية وضبط الجرعات الدوائية ومراقبة العلاج الدوائي.

واستعرضت فعاليات المؤتمر المتنوعة خلال فترة انعقاده ؛ قالت المديرة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة: يحتم تطبيق الرعاية الصيدلانية علينا مضاعفة الجهود في عملية تنمية وتطوير مهاراتِ الصيادلة على مختلف المستويات ورفع كفاءة التعليم الجامعي وتوحيد منهجية الممارسة الصيدلانية لذا علينا أن نقر بأنه لا يزال أمامنا مسار طويل يتطلب منا الإرادة الصادقة والمزيد من الجهد والعطاء لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بطموح وإصرار لتطوير الممارسة من خلال التعليم المستمر لتواكب التطور المهني، فمن يقف عند حدود معرفته مصيره الفشل. وأقول لكل من يؤمن بالاستمرارية والتفوق. إن النجاح يُقطَف بالجهد والعزم والإصرار ولا شيء غير الجهد والعزم والإصرار، داعية جميع الصيادلة لإيجاد بيئة يمكن أن يزدهر فيها مفهوم الرعاية الصيدلانية.

وتضمن البرنامج محاضرة لأسامة طبارة – مدير دائرة الخدمات الصيدلانية بمستشفى كليفلاند بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة – حملت عنوان «حاضر ومستقبل الممارسة الصيدلانية بالمستشفيات في منطقة الخليج» بين في بدايتها الهدف من المحاضرة والذي يتضمن الوضع الحالي للممارسة الصيدلانية بالمستشفيات، والفئة المستهدفة تتطلب الكوادر البشرية العاملة وتصميم التكنولوجيا الصيدلية والمعايير القياسية، بالإضافة الى مستقبل واستراتيجية الممارسة الصيدلية في منطقة الخليج.

وفي الوقت الذي قام فيه بتوضيح الوضع الراهن للممارسات الصيدلانية في المستشفيات الغربية ومستقبل الصيدلة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ استعرض أسامة طبارة التحديات التي تواجه مهنة الصيدلة والحقائق المتعلقة بها في المنطقة ومنها: أن مهنة الصيدلة لا تلاقي الاحترام والاعتبار اللازم، الحاجة الى رفع القدرة المالية أو تغيير البيئة الأكاديمية للصيدلة، الحاجة الى تحسين استخدام الموارد وإدخال التقنيات الحديثة.

وأكد اسامة طبارة في محاضرته على تطوير القيادات وطرح فرص تدريبهم عن طريق تعاون قادة الخليج في المنطقة وكذلك تبادل ومشاركة قصص النجاح والتحديات. وأوصى في ختام محاضرته بمجموعة من الحلول يعمل بها على مرحلتين كل مرحلة بواقع خمس سنوات.

وقام معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة راعي المناسبة بتكريم المحاضرين والمنظمين؛ كما تجول معاليه كذلك في المعرض المصاحب الذي تشارك فيه العديد من أهم وأكبر الشركات المحلية والدولية المصنعة للأدوية والمؤسسات المتخصصة بقطاع الصيدلة ويستعرض أحدث المنتجات والتقنيات في مجال الأدوية وتوفير المعلومات الدوائية. حيث استمع والحضور إلى شرح واف عن محتوياته. ويشهد المؤتمر حضور أكثر من (700) مشارك من الكوادر الصحية من صيادلة وأطباء وممرضين ومساعدي صيادلة من مختلف المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة ومن وزارة الدفاع وشرطة عمان السلطانية وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس بالإضافة إلى مشاركين آخرين من دول مجلس التعاون. كما يشهد المؤتمر مشاركة الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي (ASHP)، معهد الممارسات الدوائية الآمنة الكندي، (ISMP Canada) والاتحاد الدولي للصيادلة (FIP)، والرابطة الأوروبية لصيادلة المستشفيات، والجمعية الملكية الصيدلانية البريطانية، الأمر الذي سيثري المؤتمر بالكثير من التجارب والممارسات والخبرات العالمية. وبالإضافة إلى المحاضرين المحليين، يحاضر في المؤتمر نخبة من المحاضرين المتخصصين المجيدين في مجال الممارسات الصيدلانية من الولايات المتحدة الأمريكية ونخبة من خبراء الرعاية الصيدلانية من جامعات وهيئات وجمعيات ومستشفيات مرموقة ومراكز طبية دولية رائدة من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة أسبانيا وكندا والمملكة المتحدة وكرواتيا وايرلندا. يشتمل المؤتمر على (45) ورقة عمل محلية وعالمية حول أحدث المستجدات في الممارسة الصيدلانية موزعة على (11) جلسة علمية إضافة الى حلقات عمل عديدة تحفل بالكثير من أوراق العمل العلمية تناقش في مجملها احدث المستجدات في الممارسة الصيدلانية والعديد من الموضوعات المهنية.

وقد بدأ المؤتمر فعالياته صباح أمس ببرنامج ما قبل المؤتمر الذي يقام لأول مرة بدول المنطقة ويشمل حلقتي عمل الأولى بعنوان الفرص الوظيفية المستقبلية لمهنة الصيدلة وشبكات التواصل تحت إشراف الجمعية الصيدلانية بكلية الصيدلة بجامعة لندن، والثانية جاءت بعنوان الصيدلي المميز وأقيمت تحت إشراف مجلس الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلي. أما جلسات المؤتمر فتبدأ صباح اليوم (الأربعاء) ومن أوراق العمل التي تعرض خلالها: كيفية الاستفادة من القيادة المهنية في تحسين الرعاية الصحية للمرضى، نموذج الممارسة الصيدلانية القيادية في تقديم الرعاية الصحية، تقييم استخدام العلاج الدوائي، استراتيجيات تقليل الأخطاء الدوائية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، السلامة الدوائية للأطفال حديثي الولادة - الفرص والتحديات، دور فنيي الصيدلة في الرعاية الصحية، الأدوار الحالية والمستقبلية لفنيي الصيدلة بالمستشفيات، الحاجة إلى الاتصال الفعال والتعاون للقوى العاملة بالصيدلة، تنمية وتقييم كفاءات فنيي الصيدلة، إدارة علاج مرض السكري للمرضى المسنين، الاستفادة من فنيي الصيدلة في إعداد المستشفى للاعتماد الدولي.

ومن أوراق العمل التي يتناولها اليوم الثاني والأخير غدا (الخميس): الصيادلة من صرف الأدوية إلى تقديم الرعاية الصيدلانية، دور صيدلي علم الأورام السريري في العيادات الخارجية، العلاقات الديناميكية بين التعليم والممارسة ونظم العمل للمضي قدما في مهنة الصيدلة، التنمية المهنية المستمرة - النهج الإيرلندي لاستمرارية الكفاءات، تعدد أدوية المرضى المسنين، التقدم في علاج التهاب الكبد الوبائي C: مراجعة الأنظمة العلاجية الجديدة المضادة للفيروسات، مفاهيم العلاج بالسوائل والمحاليل الليكتروليتية في طب الأطفال، الجرعات الدوائية لفئات مختارة من المرضى بالعناية المركزة، وإعطاء المضادات الحيوية عن طريق الرذاذ للمرضى الذين يعتمدون على التنفس الصناعي، التأهيل مقابل الحصول على الشهادات في الممارسة الصيدلانية، تطوير البيئة المناسبة للقيادة المهنية، الجديد في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي للأطفال.

أما بالنسبة لجلسات العمل الـ(11) المصاحبة للمؤتمر التي تعقد اليوم الأربعاء وغدا (الخميس) فهي: تنمية المهارات القيادية للكوادر الصيدلانية، تصميم أكثر أمانا لرعاية المرضى من خلال العوامل البشرية وبيئة العمل، العناصر الأساسية لرعاية المرضى في صيدليات المجتمع، قياس استخدام المضادات الحيوية لتحسين ممارسة الوصف، مقاومة مضادات الميكروبات، الأضرار الجانبية والحاجة الملحة لإدارة الإشراف على مضادات الميكروبات، كما يشمل البرنامج العلمي للمؤتمر حوالي (32) ملصقا علميا من حوالي (6) دول مختلفة من دول المنطقة وخارجها ستعرض على لجنة تحكيم تضم عددا من الخبراء والأكاديميين من المتحدثين في المؤتمر لاختيار أفضلها . يسعى المؤتمر لتحقيق العديد من الأهداف منها: تأسيس نموذج الممارسة الصيدلانية التي تركز على تحسين نتائج الرعاية الصحية للمريض وتحقيق السلامة، تحديد المعرفة والمهارات القيادية الأساسية المطلوبة لتعزيز الممارسة الجيدة، وتحديد الاستراتيجيات المطلوبة لتطبيق الممارسة الطبية المبنية على البراهين.