كلمة عمان

قمة الخير والمحبة والسلام والازدهار

21 فبراير 2017
21 فبراير 2017

بالرغم من قصر مدة « زيارة الدولة « ، التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ، لأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظهما الله ورعاهما - ولبلده الثاني سلطنة عمان ، فإن الزيارة التي امتدت زمنيا لثلاثة أيام فقط ، تنتهي اليوم ، كانت في الواقع بالغة العمق ، والامتداد والدلالة ، بكل جوانبها ، سواء على صعيد ما يكنه كل من جلالة السلطان المعظم ، وسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، لبعضهما البعض ، من ود ومحبة وتقدير كبير، أو ما اوضحته من عمق وحيوية وانطلاق العلاقات بين الدولتين والشعبين العماني والكويتي الشقيقين ، في مختلف المجالات ، وعلى كافة المستويات أيضا .

وفي الوقت الذي عبرت فيه الزيارة ، بطبيعتها ، وبحفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي لسمو الضيف ، وما تخلله من تدفق لمشاعر الود والمحبة البادية على الوجوه والقسمات ، فإنه من المؤكد ان ذلك جاء تعبيرا عن مشاعر عميقة ومتصلة بين الدولتين والشعبين الشقيقين ، على كل المستويات ، وباتساق وصراحة ووضوح ، أدهشت البعض ، برغم عفويتها التامة .

ومع ضرورة التأكيد على عمق وتجذر العلاقات بين السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، جميعها ، وما يربط بينها ، على مستويات القيادة والحكومات والشعوب من وشائج وصلات عميقة ومستمرة ، ومن امتزاج وترابط الى حد غير قليل ، في المصالح والتطلعات ، حاضرا ومستقبلا ، فإن السلطنة والكويت الشقيقة حرصتا ، وتحرصان دوما ، على بذل كل ما يمكنهما ، فرديا وثنائيا وجماعيا ، في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية وخارجه ، لتوفير افضل مناخ ممكن للتقارب والتوافق ، ثم الحوار وبناء السلام والاستقرار ، لدول وشعوب المنطقة ، وحل أية خلافات بينها بالحوار والطرق السلمية ، وبما يحافظ على مصالحها المشتركة والمتبادلة ، وهي أمور أصبحت من ثوابت سياسات السلطنة والكويت ودول مجلس التعاون بوجه عام ، فإن قمة الخير والسلام ، بين جلالة السلطان المعظم وسمو الشيخ صباح الاحمد ، من شأنها ان تدعم الأمل في الاقتراب بهذه المنطقة وشعوبها مسافة اكبر نحو الالتقاء ، وصنع التوافق ، وتجنب الاستقطاب ، بكل درجاته ،ثم إتاحة الفرصة للسير بثقة اكبر ، من المهم ان تتعمق وتتدعم بشكل عملي ، نحو تحقيق مناخ افضل، يقترب بشعوب المنطقة من السلام والأمن والاستقرار والازدهار، الذي لا يمكن ان يتحقق إلا اذا ساد الأمن والسلام والثقة المتبادلة والتعاون البناء بين دول وشعوب المنطقة ، وعلى أسس واضحة وصريحة لا يمكن الخلاف بشأنها. وبعيدا عما يحفل به الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، على هذا الجانب او ذاك ، فإن القمة العمانية الكويتية حظيت بترحيب بالغ وواسع النطاق ، خاصة وأنها لامست تطلعات شعوب المنطقة التي تتوق للسلام والاستقرار وبناء حاضر ومستقبل افضل ، وهو ما نتطلع إليه جميعنا على المستويين الثنائي والجماعي، وبأخوة وتقدير متبادل دوما وتحت كل الظروف .