صحافة

إسقاط مطلب الدولتين وغضب فلسطيني

20 فبراير 2017
20 فبراير 2017

كانت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن ولقاؤه بالرئيس دونالد ترامب مثار جدل كبير في الصحف البريطانية خاصة بعد إسقاط ترامب مطلب الدولتين وتفضيله حل «الدولة الواحدة».

صحيفة «التايمز» نشرت تقريرا كتبه مراسلها في واشنطن غريك كارليستروم بعنوان «الولايات المتحدة تسقط مطلب دولة فلسطين المستقلة» قالت فيه: إن تصريحات ترامب وتلميحه بإمكانية التخلي عن حل الدولتين يمكن أن ينسف مسار السلام الذي تبناه الساسة الأمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وإن فكرة ترامب حول السلام في الشرق الأوسط ستجعل المسار مقلوبا رأسا على عقب، إذ ستبحث إسرائيل من خلاله على حلول للصراع من خلال الدول العربية بديلا عن الفلسطينيين.

وخلصت الصحيفة إلى أن حل الدولتين قد يكون غير قابل للتنفيذ، والسبب يرجع إلى وجود 400 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون على أراض في الضفة الغربية، وإلى الانقسام الحاد بين الفلسطينيين أنفسهم، فحماس في غزة وفتح في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تنامي قوة أحزاب اليمين داخل إسرائيل، إذ يجعل ذلك أي تنازل من طرف الإسرائيليين غير قابل للتوافق عليه.

وفي السياق ذاته نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا على صفحتها الأولى بعنوان «ترامب يمزق السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والشرق الأوسط التي دامت لعشرات السنين» أشارت فيه إلى ردة الفعل الفلسطينية الغاضبة بسبب تخلي ترامب عن مبدأ حل الدولتين.

وأوردت الصحيفة كيف أن كلمات ترامب بشأن التخلي عن حل الدولتين أدخلت السعادة في قلوب اليمينيين المتطرفين ومنهم وزير التربية نفتالي بينيت الذي غرد على تويتر بالقول: «هذا عهد جديد، وأفكار جديدة ويوم جديد على إسرائيل والفلسطينيين العقلانيين، تهانينا». لكن تلك الفرحة قد لا تدوم طويلا، لأن ترامب ذكر ضيفه نتنياهو أنه يرغب في رؤيته يتخلى عن الاستيطان، معتبرا أن ذلك تنازل مهم في طريق تحقيق اتفاق لحل الصراع في الشرق الأوسط. وفي تقرير آخر كتبه مراسل «الجارديان» من القدس، بيتر بيومونت، قال فيه: إن السياسة التي دامت لعشرات السنين بدأت في الزوال، بعد إظهار ترامب جهله بالقضية، مضيفا: إن كلام ترامب حول حل الدولتين «يظهر نقصا مخيفا في إدراك معنى حل الدولة الواحدة وما يمكن أن يترتب عنه».

واعتبر الكاتب قول ترامب: إنه سيترك الأمر للطرفين ليتفاوضا على الحل، وإنه بمثابة دعوة للدول والأطراف الخارجية للتدخل في الشأن الفلسطيني، وهو ما دأبت إسرائيل على رفضه بشكل علني.

أما افتتاحية «الجارديان» فقالت: إن تخلي الرئيس الأمريكي عن الالتزام بحل الدولتين قد لا يكون جزءا من إستراتيجية محسوبة، وهو ما يثير القلق الذي نتج عن الاستهتار واللامبالاة التي ظهرت في اللهجة الساخرة والعبارات المتلعثمة والجهل الواضح بالقضية عندما قال ترامب في مؤتمر صحفي مع نتانياهو: «أنا أنظر إلى دولتين ودولة واحدة وأحب التي يحبها الطرفان». مما جعل الصحيفة تشكك في أن تلك التصريحات شكلت جزءا من إستراتيجية مدروسة.

وفي هذا السياق كتب ديفيد غاردنر مقالا لصحيفة «فايننشال تايمز» قال فيه: إن ترامب أسقط أكثر من عقدين من الإجماع الدولي المستقر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما قال: إن حل الدولتين قد لا يكون السبيل لحله، مشيرا إلى أن حل الدولة الواحدة الذي طرحه ترامب كان قد رفضه الرأي العام الإسرائيلي السائد خشية أن العرب في نهاية المطاف سيكونون قد فاقوا اليهود عددا في المساحة الضيقة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.

وكتب روبيرت فيسك في صحيفة «الاندبندانت» يقول: إنه بتخلي ترامب عن حل الدولتين يكون قد انحدر في «كوميديا سوداء» بسرعة كبيرة، وقال متهكما: «إن شعبا عربيا بأكمله (الشعب الفلسطيني) يرزح تحت أطول احتلال عسكري في التاريخ الحديث، وأفضل ما أمكن أن يفعله رئيس الولايات المتحدة هو قوله: إنه سيؤيد حل دولة واحدة أو دولتين أو ربما ثلاث.