927797
927797
الاقتصادية

دوباس النخيل .. آفــــــة تتحـــــدى المكافحـــــة!

20 فبراير 2017
20 فبراير 2017

استطلاع - زكريا فكري - سعد الشندودي -

لا تزال حشرة دوباس النخيل ترتع في أكثر من 20 ألف فدان من نخيل التمر، الذي يعتبر المحصول الاقتصادي الأول في السلطنة. وكل عام تتواصل أعمال المكافحة عبر الرش الجوي والأرضي دون جدوى.. حيث تتراجع الحشرة عقب الرش، لكنها سرعان ما تظهر بكثافة في الجيل الربيعي التالي... الرش لا يقضي على الحشرة بنسبة 100% .. ولا توجد مكافحة للآفات تأتي بنتيجة 100%.. إنما تتبقى البيوض بنسبة 10 إلى 20 % لتفقس وتتكاثر وتتحول إلى آفة كاملة النمو ولا تدل عليها سوى الندوة العسلية «المتق» -إفرازات الحشرة- التي تمنع الضوء والأكسجين عن النبات.. ورغم ذلك إلا أن أعمال المكافحة لا بد أن تتواصل، وإلا فإن الندوة العسلية التي تفرزها الحشرة سوف تقضي على الثمار والزروع تمامًا، إضافة إلى ذبول الثمار بالامتصاص كما يقول بذلك خبراء وزارة الزراعة.

ولعل أول دول المنطقة التي تعرضت لهذه الحشرة كانت العراق واكتشفوها هناك في عام 1922 كما يؤكد ذلك الدكتور إبراهيم الجبوري الأستاذ بكلية الزراعة جامعة بغداد في دراسة له، في حين أن السلطنة اكتشفت هذه الآفة في بداية ستينات القرن الماضي - تحديدا في عام 1962 - قادمة إليها من الخارج مثلها في ذلك مثل سوسة النخيل التي تحولت هي الأخرى إلى معضلة أكبر ربما تفوق في خطورتها الدوباس وذلك وفقًا لرأي خبراء في وزارة الزراعة والثروة السمكية.

ولم تتوقف حشرة الدوباس في المنطقة فهي تنتقل من بلد لآخر.. من العراق حتى اليمن ليتحول الأمر برمته إلى حالة عامة تتطلب تضافر الجهود بشكل جماعي لدول مجلس التعاون التي لم يسلم نخيلها من تلك الآفة.

وقد تدخل مجلس البحث العلمي في محاولة لتطويق هذه الآفة بالبحث والدراسة من خلال برنامج بحثي حول طرق مكافحة الحشرة ووقف استنزافها للنخيل تحت عنوان «الإدارة المتكاملة لحشرة دوباس النخيل» وينطلق البرنامج من عدم اعتبار المكافحة بالمبيدات هي الأسلوب الوحيد، ويتناول البرنامج 5 محاور منها دراسة إيكولوجيا الحشرة، ومسح لطرق المكافحة سواء بالرش أو المقاومة الكيميائية ،وثالثا تقييم أساليب المكافحة الحيوية، والمكافحة بالطرق التقليدية، وخامسًا العوامل الاجتماعية والاقتصادية.. ولا يزال البرنامج مستمرًا.

وزارة الزراعة والثروة السمكية وقعت في 22 يناير الماضي عقدا دوريا لتنفيذ أعمال برنامج الرش الجوي لمكافحة الحشرة للجيل الربيعي 2017 على أن يتم تنفيذ أعمال الرش في الفترة من 6 مارس و حتى 30 من أبريل 2017م، بتكلفة إجمالية 542 ألف ريال. وقبل أن تبدأ أعمال الرش رأينا أن نستطلع آراء كافة أطراف العلاقة، للوقوف على أعمال المكافحة وجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في هذا الصدد، وكذلك استطلاع رأي المزارعين فيما يتعلق بنتائج الرش على مدار السنوات السابقة.. وذلك بغرض تسليط الضوء على واحد من أهم الملفات التي تديرها وزارة الزراعة بجهد ملحوظ.. ألا وهو ملف مكافحة الآفات.

مع المزارعين

المزارعون يشعرون بتحسن كبير للنخل عقب انتهاء أعمال الرش لموسم كامل، لكن سرعان ما تعود الحشرة إلى الظهور مرة أخرى بكثافة في الموسم التالي، ويرون أن هناك سلبيات وإيجابيات لأعمال الرش.. غير انهم أشادوا بجهود وزارة الزراعة في مجال المكافحة والتوعية والإرشاد، مدركين أن من أهم أسباب انتشار الآفة هو نقل الفسائل وعدم تنظيف النخيل.

ناصر بن علي الهنائي من وادي العين بولاية عبري يقول : وزارة الزراعة والثروة السمكية تقوم بين فترة وأخرى بعلمية الرش لحشرة دوباس النخيل بقرى وادي العين وتتم علمية الرش أما عن طريق الرش الأرضي أو الرش الجوي، وغالباً ما يكون التركيز على الرش الأرضي بوادي العين بعبري. ويضيف قائلاً: هناك العديد من القرى المصابة بحشرة دوباس النخيل بوادي العين بولاية عبري وتتمثل في قرى مابص، والعريجة ، ودن، وسنت، والعين، وصنت، ولله الحمد لله أصبحت الإصابة محصورة في قرى معينة بوادي العين وذلك بفضل الله تعالى ثم جهود وزارة الزراعة والثروة الحيوانية وتعاون المزارعين والأهالي.

سلبيات الرش ويستطرد الهنائي قائلاً: رش حشرة دوباس النخيل له العديد من الإيجابيات والسلبيات، بعد الرش تختفي الإصابة بحشرة دوباس النخيل لمدة عام كامل تقريباً، وذلك على حسب نوعية الرش ودرجة تركيز الرش للنخيل المصابة. ومن سلبياته أن هناك بعض الأضرار ولكنها ليست أضرارا كبيرة، حيث تتمثل الأضرار في إصابة خلايا نحل العسل العماني وخاصة خلايا نحل أبو طويق الرحال فهذه الخلايا تتأثر كثيرًا بعملية الرش الجوي، ولكن خلايا نحل العسل المستأنسة أو خلايا التربية يتم نقلها قبل الرش إلى مكان بعيد لكي لا تتأثر بعلمية الرش سواء كان الرش الأرضي أو الجوي، علما أن المسؤولين بدائرة التنمية الزراعية بوادي العين يخبرون المزارعين قبل عملية الرش بأسبوع كامل وذلك لتفادي إصابة النحل أو الحيوانات.

نصائح للمزارعين ويختتم الهنائي حديثه قائلاً: إن من أسباب ظهور حشرة دوباس النخيل سواء كان بقرى وادي العين بولاية عبري أو غيرها من القرى بمختلف ولايات السلطنة، يرجع في الأساس إلى نقل بعض المزارعين لفسائل النخيل المصابة إلى قرى أخرى سليمة، بالإضافة إلى أهمال بعض المزارعين وعدم نظافة النخيل والاهتمام بها من حيث التسميد.. ولهذا أحب أن أقول للأخوة المزارعين إلا ينقلوا فسائل النخيل المصابة بحشرة دوباس النخيل من مكان إلى آخر، وكذلك يجب التعاون مع المهندسين الزراعين من أجل القضاء على حشرة دوباس النخيل بالسلطنة بالإضافة إلى ذلك نأمل من وزارة الزراعة والثروة السمكية اختيار المبيد المناسب لمكافحة حشرة دوباس النخيل بالسلطنة -ولله الحمد- جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية واضحة ومقدرة من قبل المزارعين في مجال الاهتمام بالنخلة ومكافحة بعض الآفات التي تصيب النخيل في البلاد.

مزارع الوقبة

وأما علي بن راشد البادي من بلدة الوقبة بولاية ينقل فيقول : الإصابة بحشرة دوباس النخيل بمركز مدينة ينقل قليلة ولكن تتركز الإصابة في بلدة الوقبة ومزارع وادي المعيدن ووادي الحريم ووادي العرشي، وبلدان بيحا، وحيل الخنابشة، والهشيمة -ولله الحمد- الإصابة بحشرة دوباس النخيل بولاية ينقل متوسطة، وهي محصورة حالياً ببلدة الوقبة ولا تنتشر بمزارع الولاية إلا بنسبة ضئيلة.

ويضيف قائلاً: إن وزارة الزراعة والثروة السمكية تقوم بعملية الرش لمكافحة حشرة دوباس النخيل بولاية ينقل خلال شهري إبريل وأكتوبر من كل عام ويتم الرش للحشرة عن طريق الجو بالطائرة أو الرش الأرضي، وقبل الرش يقوم المختصون بدائرة التنمية الزراعية في ينقل بإبلاغ المزارعين والأهالي بعملية الرش قبل فترة زمنية محددة لكي يأخذ الأهالي احتياطاتهم من عملية الرش بحيث يتم نقل خلايا النحل إلى مكان آمن وتغطية بعض آبار المياه المفتوحة خوفاً من تلوثها بمبيد الرش الجوي.

نتائج عملية الرش وعن نتائج الرش لحشرة دوباس النخيل يقول البادي: حشرة دوباس النخيل بعد رشها عن طريق الرش الأرضي أو الجوي تعود بعد فترة زمنية من الرش وكل ذلك يعتمد على نوع الرش والمبيد المستخدم في عملية الرش للحشرة، ولكن -ولله الحمد- مكافحة حشرة دوباس النخيل بولاية ينقل بدأت تأتي ثمارها وهي حالياً محصورة ببلدة الوقبة بسبب كثافة النخيل وبينما المزارع الخارجية للبلدة لم تتأثر بحشرة دوباس النخيل بسبب أن المزارع مفتوحة وبها تهوية كافية وتتعرض لأشعة الشمس بين فترة وأخرى.

ويتابع قائلاً: إنني كمزارع أفضل الرش الجوي لحشرة دوباس النخيل وكذلك يجب اختيار المبيد المناسب للحشرة بحيث يتم من خلال الرش القضاء على الحشرة واليرقات الموجودة بها، وكذلك يجب أن يتم الرش للحشرة قبل موسم الأمطار؛ لأنه خلال فترة الأمطار تقوم مياه الأمطار بغسل المبيد من النخيل وبالتالي لا تتأثر الحشرة من عملية الرش، لأن بويضات حشرة دوباس النخيل تفقس وتتكاثر بين النخيل ولذا يجب رش النخيل قبل الأمطار وبإذن الله حشرة دوباس النخيل سيتم مكافحتها بفضل جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية وتعاون الأهالي والمزارعين.

التمركز بالمناطق الجبلية

ويقول سباع بن ناصر الكلباني من بلدة مسكن بولاية عبري : حشرة دوباس النخيل متمركزة حاليًا في المناطق الجبلية المغلقة ببلدة مسكن التي بها كثافة في النخيل ولا تتوفر بها التهوية والإضاءة المناسبة وخلال العام الحالي لم تقم وزارة الزراعة والثروة السمكية بعملية الرش لمكافحة حشرة دوباس النخيل بالقرى المصابة بولاية عبري. ويضيف قائلاً : إنه من خلال ملاحظتي لعملية الرش سواء الرش الجوي أو الأرضي لحشرة دوباس النخيل أن الإصابة تختفي نوعاً ما لفترة زمنية محددة وبعد ذلك تعود من جديد وكل هذا يعتمد على حسب نوع الرش ونوع المبيد المستخدم في عملية الرش، ولهذا نقترح على المسؤولين بوزارة الزراعة والثروة السمكية أهمية الاستفادة من تجارب بعض الدول العربية في مجال مكافحة حشرة دوباس النخيل وأهمية اختيار المبيد المناسب للقضاء على الحشرة بحيث يتم من خلال الرش القضاء على الحشرة واليرقات المصاحبة للحشرة.

القضاء على يرقات الحشرة ويتابع الكلباني قائلاً: حشرة دوباس النخيل تتركز حاليًا بولاية عبري في القرى الجبلية ومحصورة فقط في الاماكن شبه المغلقة في المناطق الجبلية بسبب  كثافة أشجار النخيل  فيها وقلة التهوية، وأما المناطق المفتوحة فلا يوجد بها هذه الآفة.. فمثلاً بلدة مسكن فنصف مزارع البلدة لا يوجد بها هذه الحشرة بسبب  تعرضها  للهواء النشط وعدم وجود كثافة في النخيل وبعد المسافة بين النخلة والأخرى.

ويختتم الكلباني حديثة قائلاً: نقترح على وزارة الزراعة والثروة السمكية ،العمل الحثيث من أجل البحث عن المبيد المناسب الذي يقضي على يرقات حشرة دوباس النخيل وليس الحشرة فقط، وحث المزارعين على أخذ مسافات كافية بين النخيل عند زراعتها وذلك من مكافحة حشرة دوباس النخيل بالسلطنة.

آراء متخصصة

تمر الحشرة بخمسة أطوار إلى أن تصل إلى الحشرة الكاملة التي تتغذى على العصارة النباتية بأجزاء فمها الثاقبة الماصة مما يؤثر على النبات. كما تفرز مادة عسلية تتساقط على سطح النبات مما يسبب تراكم الغبار والفطريات على الأوراق والسعف والثمار، وتقل بالتالي عملية التمثيل الضوئي والتنفس ما يؤدي إلى ضعف النبات وقلة المحصول. ولا يقتصر ضرر هذه الآفة على أشجار النخيل فقط بل يمتد إلى المحاصيل المزروعة تحت أشجار النخيل مثل أشجار الفاكهة وبعض المحاصيل الحقلية حيث تتساقط عليها الندوة العسلية وتتراكم عليها الفطريات والغبار وبالتالي يقل أيضا المحصول الناتج منها.

وكما يقول المهندس طارق بن حمود المنذري رئيس قسم البرامج وخدمات الوقاية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من المزارعين أن هطول الأمطار يقضي على حشرة دوباس النخيل في حين انه يوفر لها بيئة جيدة للنمو، لاسيما بعد أن تكون الأمطار قد أزالت العصارة السكرية أو ما يعرف بـ«المتق أو (الندوة العسلية) والذي تفرزه الحشرة ويمنع عن النبات عملية التمثيل الضوئي وأشعة الشمس.. فالأمطار تنشط الحشرة وتساعد على تكاثرها.

200 بيضة للحشرة الواحدة

ويضيف المهندس طارق المنذري: إن مكافحة حشرة دوباس النخيل يقلص من نسبة وجودها بما يتراوح ما بين 80 إلى 90% ولا يقضي عليها نهائيًا لأنه لا توجد طريقة للمكافحة تقضي على الحشرة بنسبة 100%، فهناك عوامل عديدة تتدخل .. فالحشرة تضع ما يصل إلى 200 بيضة داخل نسيج النبات.. ولدينا جيلان للحشرة الأول وهو الجيل الخريفي ويمتد من أغسطس وسبتمبر و أكتوبر، ولدينا موسم الجيل الربيعي حيث فقس البيض من فبراير ومارس ويختلف من منطقة لأخرى فالبيض لا يفقس جميعا في وقت واحد و إنما يتدرج الفقس كل أسبوع تفقس مجموعة من البيوض.. وهذا يصعب من عملية المكافحة.. فنحن نبدأ الرش في الطور الرابع أو الخامس للحشرة. وحول أعمال الرش يقول المهندس طارق المنذري: إن الرش الجوي هو الأنجح والأسرع لأنه يأخذ مساحات كبيرة من مزارع النخيل ويصل إلى النخل العالي.. لكنه لا ينجح في حالة المزارع الزحمة بالنخيل أو حيث يتلاصق النخيل، علما أن المفترض أن متوسط الفدان من النخيل يجب أن يكون في حدود 80 نخلة لكن معظم المزارع في السلطنة يصل عدد النخيل في الفدان الواحد إلى 120 نخلة. مشروع مقاومة حشرة دوباس النخيل بالسلطنة يقوم برصد ومسح وفحص حالات الإصابة بالنخيل وتتبعها.. وتجرى عملية الرش الجوي من قبل الوزارة نظرًا لعدم قدرة المزارع العادي على مقاومتها بمجهوده الخاص .. وقد روعي في برنامج الرش الجوي وخط سير الطائرات وتحديد أولويات المناطق، بناء على حالة الحشرات بكل منطقة من حيث حالة الطور فمن المعروف انه لكي يمكن الحصول على نتائج فعالة في مقاومة هذه الحشرات ولضمان عدم إعادة رش بعض المناطق مرة أخرى في جيل الربيع التالي فإنه من اللازم إجراء عملية الرش للحشرات في طور الحورية من عمرها الخامس وهذا التوقيت مهم جدا. وعند الرش الجوي تستخدم طائرة مزودة بجهاز إلكتروني يمكن بواسطته تحديد الجرعة المناسبة لوحدة المساحة وهي الفدان وبالتالي يمكن ضبط تدفق المبيد للمساحة المحددة له. أما الرش الأرضي فيستخدم في الحالات التي سبق ذكرها واهمها المزارع المزدحمة بالنخيل والنبات. ويقول رئيس قسم البرامج وخدمات الوقاية المهندس طارق المنذري أن نوع المبيد المستخدم في الرش الجوي لا يتوفر في السلطنة ويتم جلبه من الخارج كما ان طائرات الرش نفسها تستأجر من الخارج، في حين أن الرش الأرضي تستخدم فيه مبيدات قابلة للخلط بالماء وهي متوفرة بالفعل في السلطنة.

رش 54 قرية في الظاهرة العام الماضي

أما المهندس ناصر بن علي المرشودي مدير دائرة الشؤون الزراعية بالمديرية العامة للزارعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة فيقول: إن عدد القرى المرشوشة لمعالجة حشرة دوباس النخيل بمحافظة الظاهرة خلال عام 2016م بل 54 قريةً لمساحة تقدر بحوالي 1950 فدانا، والإصابة لحشرة دوباس النخيل تتركز في القرى الجبلية وذات الكثافة من حيث المساحة المزروعة ولكنها لا تشكل خطرًا اقتصاديًا على النخلة. وتتم المكافحة لحشرة دوباس النخيل باستخدام الرش الجوي بواسطة الطائرات، وقد تم رش جميع القرى المصابة على مستوى ولايات الظاهرة العام الماضي، ويتم الرش باستخدام مكائن الرش ذات الدفع العالي في المزارع والقرى الجبلية بعد الانتهاء من الرش الجوي وخاصة المزارع والقرى التي لم يشملها الرش الجوي.

ويتابع قائلاً: إنه خلال العام الحالي سيتم الرش الجوي لحشرة دوباس النخيل بمحافظة الظاهرة باستخدام الطائرات لرش القرى المصابة وذلك خلال شهر مارس وابريل القادمين، وكذلك سيتم المرور الميداني على جميع القرى بولايات الظاهرة لتحديد شدة إصابة القرى وكذلك سيتم رفع التقارير الأسبوعية لوزارة الزراعة والثروة السمكية لتحديد فترة الرش بقرى المحافظة.

تقييم عملية الرش

وعن نتائج عملية الرش الجوي يقول المهندس ناصر المرشودي: بعد الانتهاء من الرش الجوي تتم عملية تقييم للرش في القرى التي تم رشها، وتوضح عملية تقييم النتائج عادة أنها تكون جيدة.

ولعل من أهم أسباب انتشار الإصابة لحشرة دوباس النخيل، هو نقل الفسائل من القرى المصابة إلى القرى السليمة وكذلك عدم العناية والاهتمام بالنخلة من حيث التقليم والتسميد وعمليات إزالة الفسائل الغير المرغوب فيها. ونؤكد هنا أن وزارة الزراعة والثروة السمكية تبذل جهوداً كبيرة في سبيل المكافحة لآفة الدوباس، وتقوم الوزارة سنوياً بطرح مناقصة للرش الجوي للقرى المصابة وتوفير مبيدات مجانية للمزارعين المـتأثرة مزارعهم بالحشرة، وكذلك تقوم الوزارة بتقديم الدعم لمكائن الرش للضغط العالي وتوفير خدمة استعارة مكائن الرش للمزارعين الذين لا تتوفر لديهم مكائن الرش بالإضافة إلى استئجار عمالة لتنفيذ عملية الرش الأرضي للقرى شديدة الإصابة والتي لم يشملها الرش الجوي.

ويختتم المرشودي حديثة قائلاً: ننصح المزارعين بضرورة عدم نقل الفسائل من القرى المصابة إلى القرى السليمة والاهتمام والعناية بالنخلة زراعياً من حيث التسميد والري والخدمة بالإضافة إلى متابعة التوصيات الفنية والإرشادية التي تخص النخيل.

يحدث الضرر من الآفة نتيجة تغذية الحوريات والحشرات الكاملة على العصارة النباتية وافرازها مادة عسلية على الأوراق والثمار. وتوضح بعض تقارير وزارة الزراعة والثروة السمكية أن بداية ظهور الآفة في السلطنة كان خلال عام 1962 ثم ازدادت الإصابة عاما بعد عام حتى شملت معظم مزارع النخيل في السلطنة.

تعتبر الحشرات الكاملة والأعمار الخمسة لطور الحورية في الدوباس هي الأطوار الضارة لأشجار النخيل، حيث تتغذى على العصارة النباتية بأجزاء فمها الثاقبة الماصة مما يؤثر على النبات وتفرز مادة عسلية تتساقط على سطح النبات مما يسبب تراكم الغبار والفطريات على الأوراق والسعف والثمار، و تقل بالتالي عملية التمثيل الضوئي والتنفس والنتح ويؤدي ذلك إلى ضعف النبات وقلة المحصول ولا يقتصر ضرر هذه الآفة على أشجار النخيل فقط بل يمتد إلى المحاصيل المزروعة تحت أشجار النخيل مثل أشجار الفاكهة وبعض المحاصيل الحقلية حيث تتساقط عليها الندوة العسلية وتتراكم عليها الفطريات والغبار وبالتالي يقل أيضا المحصول الناتج منها.

من ظاهر الإصابة وجود المادة العسلية على الأوراق والسعف والثمار وفي حالة الإصابة الشديدة يمكن ملاحظة المادة العسلية على الأرض حول أشجار النخيل. و في حالة وجود زراعات بينية بين أشجار النخيل يمكن ملاحظة تراكم الندوة العسلية والفطريات والغبار على أسطح هذه النباتات و وجود بيض وحوريات وحشرات وجلود انسلاخ الدوباس على سعف النخيل. شكل بيضة الدوباس بيضاوية مع استطالة، لونها أصفر كريمي ومتوسط طولها 0.7 وعرضها 0.5 مم ويوضع البيض في وضع مائل داخل نسيج النبات مع بقاء جزء طرفي خارج النسيج يكون هذا الجزء مغطى بغطاء لونه أبيض شمعي ينفصل عن البيضة عند خروج الحورية.

اما الحورية فيكون لونها أصفر مائل للاخضرار ويوجد على سطحها الظهري خطوط سوداء يختلف شكلها وعددها باختلاف الأعمار كما يوجد في نهاية بطن الحورية زوائد شمعية طويلة وللحورية خمسة أعمار يمكن التمييز بينها عن طريق الخطوط الموجودة على ظهرها.

والحشرة الكاملة يتراوح طولها بالأجنحة في حالة الأنثى بين 4.2 - 4.68 بمتوسط 4.38 مم وفي حالة الذكر بين 4.2 - 4.38 مم بمتوسط 4.8 مم لونها أصفر مخضر عليها نقاط سوداء على قاعدة الجبهة والسطح الظهري للصدر الأمامي ولا توجد نقاط سوداء على الحلقات البطنية ويمكن تمييز الذكر عن الأنثى بوجود بقعة لونها برتقالي تظهر من الناحية البطنية لبطن الذكر كما يوجد خط بني قاتم في نهاية بطن الأنثى من الناحية البطنية أيضا وهو عبارة جزء منشاري يستخدم في عمل حفر داخل نسيج النبات لتضع الحشرة الكاملة البيض فيها.

و يقوم جهاز الوقاية بوزارة الزراعة والثروة السمكية كل عام بإعداد مشروع لمقاومة حشرة دوباس النخيل بالسلطنة، يهدف المشروع إلى حماية أشجار النخيل من أهم الآفات وهي حشرة الدوباس التي لا يستطيع المزارع العادي إجراء مقاومتها بمجهوده الخاص وذلك بهدف الحفاظ على أهم المحاصيل الزراعية والتي تمثل الجزء الأكبر من الدخل الزراعي الذي يعتبر أحد شطري الدخل القومي للسلطنة.

وتطويراً لبرنامج الرش الجوي السنوي لحشرات دوباس النخيل وبهدف الوصول إلى نتائج مثلى في مقاومة هذه الحشرة لمحاولة تخفيض أعدادها وكذلك تخفيض المساحات التي سيتم رشها سنة بعد أخرى تم أعداد برنامج لهذا الغرض يتلخص في الآتي :

- وضع برنامج الرش وخط سير الطائرات وتحديد أولويات المناطق بناء على حالة الحشرات بكل منطقة وفقا لحالة الطور - يض - حوريات 1-5 أعمار - حشرة كاملة ) فمن المعروف انه لكي يمكن الحصول على نتائج فعالة في مقاومة هذه الحشرات ولضمان عدم إعادة رش بعض المناطق مره أخرى في جيل الربيع التالي فإنه من اللازم إجراء عملية الرش للحشرات في طور الحورية من عمرها الخامس وهذا التوقيت مهم جدا لأنه يضمن فقس اكبر عدد ممكن من البيض الموجود و قتل الحوريات قبل بلوغها طور الحشرات الكاملة وقبل وضع الحشرات الكاملة بيض جديد، ويتم حاليا استخدام مبيد Sumi combi بمعدل 8 لترات للفدان الواحد عبر طائرة مزودة بجهاز إلكتروني يمكن بواسطته تحديد الجرعة المناسبة لوحدة المساحة وهي الفدان وبالتالي يمكن ضبط تدفق المبيد للمساحة المحددة له ومن حيث الكفاءة فإن المبيد المستخدم في العادة يتميز بطول فترة فعاليته على سعف النخيل والتي تمتد إلى أسبوع على الأقل وبالتالي يكون تأثيره جيد وفعال على الأطوار الأولى من الحوريات والتي يصادف فقسها من البيض بعد تنفيذ عملية الرش.

أما برنامج الرش الأرضي فهو ضرورة نظرًا لطبيعة زراعة نخيل التمور المتزاحمة ذات الكثافة الكبيرة على مستوى القرية الواحدة الأمر الذي يؤدي إلى توفر بيئة مناسبة لنمو وتكاثر آفة دوباس النخيل حيث لا تصل إليها قطرات المبيد بالرش الجوي. يتم تحديد القرى المتزاحمة المطلوب رشها أرضيا، و تحديد تكلفة استئجار العمالة وتوزيعها على المناطق ثم تشكيل فرق عمل ميدانية وتوفير جميع المستلزمات اللازمة للرش الأرضي.