931130
931130
العرب والعالم

نائب الرئيس الأمريكي: واشنطن متمسكة بالناتو وسنفي بالتزاماتنا «دون تزعزع»

18 فبراير 2017
18 فبراير 2017

محاولا تهدئة مخاوف الأوروبيين بعد تصريحات ترامب -

ميونيخ - (د ب أ): خلال زيارته الأولى لأوروبا حاول نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لأول مرة تهدئة مخاوف الشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد تصريحات متضاربة من الإدارة الأمريكية بشأن السياسة الأمريكية تجاه الحلف وأوروبا.

وتعهد بنس باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأوروبيين بالدعم ، وقال في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن : «اليوم أؤكد لكم باسم الرئيس ترامب: الولايات المتحدة الأمريكية متمسكة بالناتو وسنفي بالتزاماتنا تجاه حلفنا الأطلسي دون تزعزع... الولايات المتحدة شريكم الأهم في الحلف وستظل كذلك».

وحاول بنس تهدئة مخاوف الأوروبيين بعد وصف ترامب للناتو بأنه تحالف عفا عليه الزمن، وقال: «وعد الرئيس ترامب هو: سنقف بجانب أوروبا، اليوم وكل يوم، لأننا مرتبطون بنفس المثل العليا، الحرية والديمقراطية والحق وسيادة القانون... لدينا ماض مشترك وسيكون لدينا مستقبل مشترك... الولايات المتحدة تريد صداقة مع أوروبا ومع كافة الأمم التي تكبدت الكثير من أجل تحالفنا».

وفي الوقت نفسه، حث بنس الشركاء الأوروبيين في حلف الأطلسي على زيادة نفقاتهم الدفاعية بصورة كبيرة، وقال: «حان الوقت لفعل المزيد».

وفي المقابل، أثبتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذه التوقعات، محذرة من إدارة «نقاشات تافهة» حول ميزانيات الدفاع.

يذكر أن أعضاء الناتو وضعوا لأنفسهم هدفا ينص على زيادة نفقاتهم العسكرية لتشكل نسبة 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي للدول بحلول عام 2024 .

وتنفق الولايات المتحدة 6ر3% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، بينما تقل النسبة لدى معظم الدول الأوروبية عن 5ر1% وتبلغ لدى ألمانيا 2ر1% .

وتهدد الولايات المتحدة بخفض اهتمامها بحلف الناتو حال عدم زيادة شركاء الحلف نفقاتهم الدفاعية.

وكانت المستشارة ميركل أكدت أمس خلال المؤتمر، تمسك بلادها بهدف الاثنين في المائة، وقالت: «سنقوم بكافة الجهود لشعورنا بالالتزام تجاه هذا الهدف».

وأوضحت ميركل في المقابل أن بلادها لا يمكنها زيادة ميزانية الدفاع لأكثر من 8% سنويا، وقالت: «لا يمكن للبلاد فعل المزيد في هذا الأمر واقعيا».

ويعني ذلك أنه من المحتمل عدم اقتراب ألمانيا من تحقيق هدف الناتو في هذا الشأن.

يذكر أن نائب المستشارة زيجمار جابريل وصف من قبل هدف الاثنين في المائة بأنه «غير واقعي». وبحسب بياناته، تحتاج ألمانيا لإنفاق ما يتراوح بين 24 و25 مليار يورو إضافية سنويا لتحقيق هذا الهدف.

وفي سياق متصل، دعت ميركل إلى مفهوم متكامل للأمن، مؤكدة ضرورة وضع نفاقات المساعدات التنموية والوقاية من الأزمات في الحسبان، معربة عن أملها في عدم إدارة «نقاش تافه» في هذا الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن هو ثالث ملتقى يشارك فيه مسؤولون بالإدارة الأمريكية الجديدة عقب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل واجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في بون.

ويشارك في المؤتمر المنعقد في فندق «بايريشر هوف» 30 رئيس دولة وحكومة ونحو 80 وزير خارجية ودفاع.

تجدر الإشارة إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة من الموضوعات المحورية المطروحة في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن الذي تستمر فعالياته على مدار ثلاثة أيام.

ويتطرق المشاركون في المؤتمر أيضا إلى قضايا أخرى تتعلق بالتوترات مع روسيا والحرب في سوريا والنزاع الأوكراني ومستقبل الاتحاد الأوروبي.

والتقت ميركل خلال المؤتمر نائب الرئيس الأمريكي، وهو أول لقاء لميركل مع إدارة ترامب على الإطلاق.

وحذرت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين الجمعة، خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الإدارة الأمريكية الجديدة، بوضوح من انتهاج سياسات خارجية منفردة.

وفي سياق متصل، دعت ميركل خلال المؤتمر إلى النضال من أجل التعاون الدولي، وقالت: «أنا على قناعة راسخة بأنه من المجدي النضال من أجل الكيانات المشتركة متعددة الأطراف».

وذكرت ميركل أنه لا يمكن لدولة بمفردها مواجهة تحديات العالم، مضيفة في المقابل أن الكيانات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي ليست فعالة بالقدر الكافي، موضحة أن هناك حاجة إلى جعل هذه الكيانات أكثر قوة ومقاومة للأزمات.

وأشارت ميركل إلى أن أوروبا ستكون مثقلة بالأعباء خلال مكافحة الإرهاب الدولي بدون الولايات المتحدة، وقالت: «نحن بحاجة إلى القوة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية».

ورأت ميركل أن إشراك دول إسلامية معينة في هذه الحرب، يعد بالنسبة لها على نفس الدرجة من أهمية مشاركة الولايات المتحدة.

وتابعت ميركل أنه يجب أن يكون واضحا أن الإسلام ليس مصدرا للإرهاب بل الإسلام تم تفسيره على نحو خاطئ.

ومن ناحية أخرى، طالب بنس روسيا بالعمل على وقف تصعيد العنف في أوكرانيا، وقال إنه يجب مساءلة روسيا، ومطالبتها بالتمسك بالتزاماتها في اتفاقية مينسك، مضيفا أن بلاده متمسكة بهذه المطالبة حتى مع بحث الرئيس الأمريكي عن قواسم مشتركة جديدة مع روسيا.

يذكر أن اتفاقية مينسك التي تعود إلى فبراير 2015، تهدف إلى تسوية الصراع المسلح المستمر في شرق أوكرانيا منذ 2014 بين القوات الحكومية الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا.

وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد فرضا عقوبات على روسيا بسبب دعمها للانفصاليين.

وفيما يتعلق بالشأن الإيراني، أكد بنس أن الولايات المتحدة ستبذل كافة الجهود للحيلولة دون امتلاك إيران لأسلحة نووية، موضحا أن الولايات المتحدة تشعر بالالتزام الكامل تجاه هذا الهدف حتى تحت إدارة ترامب.

وذكر بنس أنه لا ينبغي لإيران امتلاك أسلحة نووية يمكن أن تهدد بها الحلفاء الأمريكيين في المنطقة، وبخاصة إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن ترامب، بجانب إسرائيل، من أشد منتقدي الاتفاق النووي مع إيران الذي تم إبرامه في عهد سلفه باراك أوباما.

وتلتزم إيران بموجب هذا الاتفاق باستخدام برنامجها النووي في أغراض مدنية حصرا. وتم في المقابل إلغاء العديد من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

وكان ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية إنه يعتزم الخروج من هذه الاتفاقية.

وتتبع الإدارة الأمريكية الجديدة حتى الآن سياسة صارمة تجاه إيران، حيث ردت إدارة ترامب على الاختبار الصاروخي الأخير لإيران بفرض عقوبات جديدة على طهران قبل أيام قليلة.