الدعم السامي للخيل والفرسان دافع كبير لأبناء عمان للتألق والإبداع

فارس ميسور أنس السيابي في حديث خاص لـ : عمان الرياضي -

الدعم السامي للخيل والفرسان دافع كبير لأبناء عمان للتألق والإبداع -

حاوره : حمد بن ناصر الريامي -

طموحي رفع علم السلطنة في السباقات العالمية وتحقيق المزيد من الإنجازات لأهديها للوطن وفارس عمان الأول مولاي جلالة السلطان المعظم .. كانت هذه الكلمات أولى إجابات الفارس أنس بن سالم السيابي الاسم الذي ارتبط في الأيام الأخيرة بالمهر ميسور للخيالة السلطانية بتحقيقه لقب الجولة الأولى لسباق التاج الثلاثي العربي (قوائم)، لمسافة 1600 متر، والمخصص للخيول العربية الأصيلة في سن أربع سنوات فقط الذي أقيم الأسبوع الماضي ضمن فعاليات سباق نادي أبوظبي للفروسية العاشر بدولة الإمارات العربية المتحدة وهو لقب يعتز به كثيرا وقدمه هدية إلى المقام السامي لجلالة السلطان المعظم ، فارس عمان الأول والداعم للخيول والفرسان الذي كان الدافع الكبير لأبناء عمان للتألق والإبداع في ميادين السباقات الخارجية. وفي حديثة الخاص لـ(عمان الرياضي) عبر الفارس أنس بن سالم السيابي عن سعادته الكبيرة في تحقيقه هذا الإنجاز غير المسبوق والذي أدخل الفرحة والبهجة في نفوس أبناء عمان وتحدثت عنه المجالس والبيوت والتجمعات الشبابية وتناقلت صوره ومقاطع الفيديو مختلف شبكات التواصل الاجتماعي فزاده فخرا واعتزازا بأن يكون أحد أبناء عمان الذين ساهموا في تحقيق إنجاز رياضي للسلطنة في تجمع عالمي أشاد به الجميع.

وبما أن هذا الإنجاز الكبير جاء على صهوة المهر ميسور الذي يعتبر من أبرز ما أنتجته الخيالة السلطانية في التوليد المحلي من نسل الفحل (بيرننج ساند) والفرس (إحسان) وهي الأخرى من توليد الخيالة السلطانية والتي تنحدر من نسل الفحل (ساوت ديلوب) أحد فحول الإنتاج بحقل التوليد بالخيالة السلطانية وهو يثبت بذلك جودة سلالات الخيول العمانية. حيث أوضح الفارس أنس السيابي بأن هناك حبا متبادلا ليس له مثيل حيث بدأت مع المهر ميسور من بداية ما وطأت حوافره ميادين السباقات المحلية في سنواته الأولى من دخوله المضامير المحلية والتي بدأت منذ سنة إلا أنها توجت بالمراكز الأولى في 8 مشاركات محلية وخارجية أعطتني الثقة بالنفس بأن أحقق على صهوته العديد من الإنجازات ومنها مرتان خارج السلطنة إلا أن اللقب الأخير في الإمارات كان الأبرز والأهم نظرا لمشاركة صفوة الخيول، وقد لقب شوطها بالتاج العربي لكن الحماس مع ميسور أعطانا الدافع الكبير بأن نتحدى من لدينا من خيول وفرسان ووجدت بأننا قادرون على ذلك خاصة وأن المنعطف الأخير أتاح لنا الفرصة بالانفراد وبمسافة جيدة مع أقرب المنافسين مع تطبيق الخطة التي وضعها المدرب سعيد البادي الذي لديه الخبرة الكافية في كيفية حسم مثل هذه المنافسات في التوقيت المناسب ومع ذلك الانفراد وجدت بأن ميسور لديه القدرة الكبيرة في الابتعاد عن المنافسين بشكل ملفت لأعطيه حرية الانطلاقة والوصول إلى خط النهاية بفارق 6 أطوال ونصف الطول وهذه المسافة لا يمكن أن تحققها إلا الخيول العالمية.

البداية من سن 12 سنة

وأوضح الفارس أنس السيابي أن بدايتي مع هذه السباقات وأنا عمري 12 سنة لكن النضوج الحقيقي كان مع السن 17 سنة بعد التحاقي بالخيالة السلطانية بعدما تلقيت التدريب على يد مجموعة من المدربين ذوي الخبرات الكبيرة من المواطنين والأجانب لتبدأ معي كسب الخبرات الميدانية من واقع المشاركات في مختلف السباقات المحلية والخارجية لأحصل بعدها على الرخصة الدولية للمشاركة في معظم السباقات من بينها خليجية وأخرى عالمية لأحقق مع تلك المشاركات مجموعة من المراكز الأولى ليس مع المهر ميسور وحده بل مع مجموعة من الخيول أيضا أمثال لهيب ودراج ودبي اوكيك وأسماء أخرى لا يمكن حفظها سواء كان ذلك على المستوى الرسمي أو مع خيول المواطنين، لكن تبقى السباقات الخارجية هي الأكثر مرتبطة بالإنجازات ومحفوظة في قلبي وذهني من بينها عام 2014 في بريطانيا ولقبان لميسور في دولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي وهذا العام وكذلك في دولة قطر لتكون المنافسة الخارجية دائما الأقوى لوجود أفضل الخيول العالمية.

منافسة غير تقليدية

وتحدث السيابي عن أهم المنافسات في السباقات الخارجية موضحا أن المنافسة دائما ما تكون قوية في جميع المشاركات الخارجية لوجود خيول النخبة وأمهر الفرسان الدوليين لكن مع الاحتكاك والمشاركات المتواصلة وتوجيهات المدربين حققنا ما نسعى إليه لأجل الوطن العزيز وجلالة السلطان المعظم لأنه ليس من السهل أن تحقق بطولة وإنجازا في ظل المنافسة غير التقليدية والجاهزية غير العادية في أقوى ميادين السباقات التي تتطلب الجاهزية البدنية والذهنية منذ فترة طويلة وكيفية التعامل مع الأمتار الأخيرة في ظل وجود الزحام في المنافسة على المركز الأول بالإضافة إلى أهمية الانسجام والتعامل مع الخيل لأن أي خطأ أو غفلة يمكن أن يضيع منك الفوز في لحظة قد تكون غير متوقعة.

مدربون وخبرة طويلة

وقال الفارس أنس السيابي: إن اعتزازي كبير جدا أن أتلقى تدريباتي اليومية على يد مدربين وطنيين أمثال سعيد البادي ومحمد السيابي اللذين كانا لهما الفضل عليّ في وصولي إلى هذا المستوى الذي أنا فيه الآن ليس في تدريبي على الفرس ميسور ولكن سبق وأن شاركت بالعديد من الخيول وحققت معها المراكز الأولى وهذا يعطيني دافعا كبيرا في بذل المزيد من الجهد في مختلف السباقات القادمة لتكون المشاركة وطنية خالصة من خلال الخيل والفارس والمدرب وهذا يؤكد للجميع بأن السلطنة زاخرة بمثل هذه المواهب التي إذا وجدت الدعم والتشجيع تستطيع أن تمثل السلطنة خير تمثيل ولله الحمد الجهود المبذولة من قبل المسؤولين في الخيالة السلطانية ودعمهم المتواصل واهتمامهم الكبير جعلنا جميعا نعمل بقلب رجل واحد في أقوى المنافسات.

تطورات كبيرة

وأشار الفارس أنس السيابي إلى أن التطورات الكبيرة التي شهدتها ميادين سباقات الخيل وأبرزها ميدان الفليج أعطى المواطنين أيضا دافعا كبيرا في الاهتمام بهذه الرياضة من خلال استقطاب ملاك الخيول أفضل السلالات من داخل وخارج السلطنة وشرائها بآلاف الريالات وأصبحت هناك إسطبلات خاصة في معظم محافظات السلطنة مع ظهور فرسان جدد في كل موسم يؤكد مدى حب المواطن العماني للخيل ورياضة الفروسية كما ان ارتفاع جوائز السباقات في كل عام له الدور الأساسي في ذلك مما يعطي الفرصة لظهور ملاك وفرسان جدد خلال السنوات القادمة وهو ما يبشر بمستقبل كبير لرياضة الفروسية العمانية خاصة وأن الدعم الحكومي والاهتمام الأهلي يتضاعف كل عام ، لذلك على الشباب الاهتمام بهذه الرياضة وقد تكون بدايتها هواية لكن مع مرور الأيام ستجد حبها يكبر خاصة وأن الخيل دائما ما تبادل الإنسان بنفس المشاعر والأحاسيس.

5 مارس الموعد القادم

واختتم الفارس أنس بن سالم السيابي حديثه لـ( عمان الرياضي): إن طموحاتي بالفعل كبيرة لتحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية في رياضة الفروسية وخاصة سباقات الخيل لأهديها الى الوطن وإلى باني عمان وفارس عمان الأول مولاي جلالة السلطان المعظم الذي نستمد منه الكثير من العزيمة والإصرار في تمثيل السلطنة خير تمثيل وبذل الغالي والثمين للوصول إلى المراكز الأولى وللصعود إلى منصات التتويج وبإذن الله سيكون الموعد القادم في العاصمة الإماراتية أبوظبي يوم 5 مارس المقبل وهذه المرة على صهوة الحصان لهيب الذي أيضا لن يكون بعيدا عن المركز الأول وسنكون على الموعد لتحقيق إنجاز جديد لعمان الغالية.