عمان اليوم

«معرض الكيمياء» يجسد الحياة المعاصرة وكيفية التعامل مع الصناعات

12 فبراير 2017
12 فبراير 2017

كتب- محمد الصبحي -

أسدلت مجموعة الكيمياء بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس أمس الأول الستار على فعاليات معرض الكيمياء الرابع الذي حمل عنوان «الكيمياء الخضراء»، وذلك ضمن فعاليات المجموعة لهذا العام، الذي أقيم بجراند مول مسقط.

وقد ضم المعرض العديد من الأنشطة والبرامج الأكاديمية والعلمية والثقافية، بهدف ربط أساليب الحياة المعاصرة بالكيمياء وكيفية التعامل مع المواد المستخدمة في الصناعات بشكل خاص، وفتح مجالات البحث بما يضمن استدامة الحياة الصحية وإثارة فضول المفكرين في التفتيش عن بدائل وطرق لاستغلال المواد التي ظن فيما ما مضى أنه لا طائل منها لإيجاد مواد وممارسات تخدم الإنسان والمجتمع واستقطبت الفعالية مجموعة من الأكاديميين والمختصين في العلوم الكيمائية.

وقالت زكية الهاشمية إحدى عضوات مجموعة الكيمياء «يجسد المختبر الكيميائي بصورة مبسطة وممتعة ومشوقة لمختلف شرائح المجتمع، كما ظهر بحلة فريدة ومغايرة عن سابق ظهوره في المعارض الماضية، وشمل المعرض على تجارب مختلفة وممتعة هدفها إيضاح مفهوم الكيمياء الخضراء ودراسة التفاعلات الكيميائية بشكل سلس ومبسط، والكفية اللازمة لإجراء التجارب في نطاق المنزل بأدوات متاحة للجميع وبدون الإضرار بالبيئة، وأشارت إلى أن من التجارب المعروضة تجربة مصباح الحمم، وتجربة الانفجار الأخضر، وتجربة الكواشف الطبيعية، وتجربة الأصباغ من الخضروات والفواكه، وتجربة الديدان الخضراء وتجربة الصلصال الطبيعي، وقالت «شهد الركن إقبالًا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع، وأظهر مرتادو المعرض اهتماما بالغاً بالمشاركة والتفاعل في أداء التجارب وتدوين المواد والخطوات اللازمة لإجراء مثل هذه التجارب».

من جهتها قالت فاطمه آل عبد السلام إحدى العضوات «كيمياء الحياة هو اسم اخترناه للركن الذي تحدثنا فيه عن بعض الممارسات الحياتية والمنتجات اللازمة للحياة ولكن بلغة خضراء تكفل حياة صحية للإنسان واستدامة لبيئة نظيفة، والذي يهدف الركن إلى تعريف المجتمع بأضرار المنتجات المصنعة على حياتهم وعلى الحياة المحيطة بهم ويرشدهم إلى طرق ومنتجات أفضل للنتيجة عينها ولكن بكلفة وضرر أقل. كما ينقسم الركن إلى قسمين؛ قسم المنظفات وقسم الصيدلية الخضراء اللذان يعرضان بدائل لمنتجات الأسواق الصناعية بمنتجات طبيعية وبمكونات متعارف عليها تكاد تخلو من أي مادة صناعية بالإضافة إلى سهولة وإمكانية صنعها في المنزل مثال عليها منظف الزجاج، معجون الأسنان، الصابون، ملطف الجو، وغيرها أيضاً، وقد شهد الركن إقبالاً من زوار المعرض ورغبة واضحة في معرفة أدنى التفاصيل المتعلقة بالمنتج وكيفية صناعته والتي نأمل أن يتم ترجمتها في واقع حياتهم إلى ممارسات خضراء مثيلة».

من جهتها قالت مريم بنت عبدالكريم القاسمية «ركن ماذا لو بهَتَ اخضرار العالم؟» بيّن أهمية الكيمياء الخضراء على المجتمع والبيئة من خلال عرض منتجات بديلة للمنتجات الكيميائية الضارة، مثل منتج «البايو بلاستيك»، والذي تم تحضيره من مواد بسيطة وغير ضارة مثل الخل والنشأ والجلسرين ومواد طبيعية أخرى تجعله سهل التحلل، كذلك بالنسبة للسماد الطبيعي البديل للسماد الكيميائي الضار وعالي التكلفة والمكون من كرب النخيل المطحون، كما تم تقديم أفكار ناجحة لإعادة التدوير مثل كوب ناف وهو منتج ابتكاري لشركة طلابية ويُعد منتجاً صديقاً للبيئة، حيث يتميز بكونه يحتوي على بذور متنوعة صالحة للزراعة في البيئة العمانية، ونظراً لمكوناته الصديقة للبيئة يصبح صالح للتحلل بسرعة في التربة، وجاءت فكرة هذه المنتجات من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية والتقليل من الملوثات الضارة بالبيئة وكائناتها الحيّة وهذا ما يتماشى مع مفهوم الكيمياء الخضراء».

وأضافت القاسمية ان الركن يهدف إلى توعية الزائر بأهمية استخدام البدائل الطبيعية التي تحافظ على صحة الإنسان والبيئة من الملوثات، كما تحفز الزائر على التفكير واستنباط بدائل طبيعية أخرى من خلال ممارساته اليومية لبيئة خالية من الملوثات الضارة. حيث أبدا الزوار اعجابهم بهذا الركن لما يتضمنه من أفكار ومنتجات تفيد البيئة والمجتمع ككل. وقد تضمن المعرض مجموعة من الفعاليات شملت مسابقات ثقافية متنوعة وتحديات مثيرة بين المتسابقين أعطت المعرض صور جمالية مميزة، وطابع علمي إثرائي ومعلومات قيمة عن الكيمياء الخضراء اللي بدورها رسخت أفكار جيدة عن المعرض والأهداف التي يسمو إليها، كما ضم المسرح بعض التجارب التي قام بها الزوار من أجل ربط الكيمياء الخضراء بالحياة اليومية، وكانت انطباعات الزوار مميزة ومشوقة بدرجة كبيرة.