921554
921554
عمان اليوم

التعليم العالي توفر 1643 مقعدا دراسيا للبعثات سنويا ولم يطرأ تغيير للعام القادم

11 فبراير 2017
11 فبراير 2017

921463

المبتعثون: نثمّن العمل الذي تقوم به الملحقيات والوزارة -

كتب- محمد الصبحي -

تستقطب وزارة التعليم العالي سنويا عددا من البعثات الخارجية من مختلف البلدان في العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا ونيوزلندا وأستراليا ومالطا، وكذلك الإمارات العربية المتحدة، ومملكة هولندا والنمسا، وجمهورية روسيا الاتحادية، وبروناي دار السلام وجمهورية مصر العربية، في تخصصات مختلفة تشمل العلوم والهندسة والطب والآداب.

وأكد خالد بن علي الشقصي مدير دائرة البعثات الخارجية بوزارة التعليم العالي أن الوزارة تستقطب 1643 مقعدا دراسيا للبعثات سنويا وذلك منذ عام 2011-2012، وذلك بعد أن كان عدد البعثات سابقا حوالي 143 مقعدا فقط، ويتم التنافس في هذه المقاعد عبر التسجيل في برنامج القبول الموحد إلكترونيا، واختيار بلد الابتعاث والتخصص المرغوب به، حيث يوضح الموقع للراغب في الابتعاث المعدل الذي يبتعث الطالب من خلاله إلى دولة وتخصص الابتعاث، وذلك من مبدأ الشفافية الذي تتعامل به الوزارة من أجل تحقيق أكبر مصداقية ممكنة في التعامل في القبول.

مضيفا أن الوزارة تحصل على عدد من البعثات سنويا من الدول الصديقة والشقيقة وتختلف شروط القبول في هذه البعثات من دولة إلى اخرى ومن تخصص إلى آخر، وكذلك يعتمد على نوع البعثة التي يحصل عليها المبتعث، كما الدولة المانحة للبعثات تحدد الامتيازات التي قد يحصل عليها الطالب إن وجدت.

وأضاف الشقصي أن وزارة التعليم العالي تبتعث الطلبة في عدد من التخصصات إلى خارج السلطنة سنويا مثل مختلف المجالات الصحية كالطب البشري، والصيدلة والعلوم الصحية، كما تبتعث في علوم الهندسة، والعلوم الطبيعية والفيزيائية، وكذلك العلوم الزراعية والعلوم البيئية، وتكنولوجيا المعلومات، والمعمار والبرامج ذات الصلة، والإدارة والتجارة، والعلوم الاجتماعية، والتربية والآداب، وتتفرع التخصصات من جميع هذه البرامج المذكورة مما يتيح للطلبة فرصا أكبر للاختيار بما يتوافق ومعدلاتهم التنافسية.

وقد أشار الشقصي إلى «أنه لم يطرأ أي تغير في عدد المقاعد المخصصة للابتعاث الخارجي للعام القادم، وهذا يعكس مدى حرص الحكومة على أهمية رفد الشباب بمؤهلات أكاديمية على أعلى المستويات بالاستفادة من مختلف الثقافات والوجهات المحددة للابتعاث الخارجي».

وتحدث الشقصي عن الشكاوى التي تصل إلى الوزارة من المبتعثين «من الطبيعي أن ترد استفسارات سواء على البعثات أو المنح، وتأتي في مجملها حول الاشتراطات التي تفرضها طبيعة كل برنامج دراسي أو منحة مقدمة للوزارة. ويتم التعامل معها، سواء من خلال دائرة البعثات الخارجية أو من خلال دائرة خدمات المراجعين، وعليه فالوزارة تؤكد على جميع الطلبة وأولياء الأمور ضرورة الرجوع إلى دليل الطالب الذي يحدد اشتراطات البرامج المتاحة، أو التواصل مع الوزارة في حال لم تكن بعض الأمور واضحة وجلية لديهم حتى يتم التعامل مع استفساراتهم وتساؤلاتهم بالطريقة الأمثل، كما أن الوزارة تسعى بشكل دائم للاطمئنان على الطلبة وسير دراستهم، وتقف على آخر المستجدات في مختلف بلدان الابتعاث».

وعن الخطط في الإعلان عن برامج جديدة في البعث والمنح الخارجية فان الوزارة تستطلع العديد من الآراء والخبرات، وذلك من أجل تطوير واستحداث البعثات في المستقبل إن تطلبت التخصصات ذلك.

من جانبه قال مصطفى العدوي أحد المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية «عند سفري للولايات المتحدة لاستكمال الدراسة الجامعية كنت قد رسمت الكثير من الصور في ذهني عن الولايات المتحدة منها الصور الإيجابية ومنها السيئة مثل ما وصفوها لي من حولي، عند وصولي هناك كانت الصور التي رسمتها اما خاطئة او غير مكتملة مما أدهشني الأمر في ذلك. عند وصولنا استقبلنا طاقم من الجامعة وساعدونا في إنهاء إجراءات الدراسة والسكن».

وأضاف العدوي «من الصعوبات التي واجهتني في البداية كانت، إيجاد مصادر للأكل الحلال، ثقافة الشعب الامريكي، اللغة حيث كنت لا اجيد الانجليزية جيدا لذلك كانت هناك صعوبة في التواصل معهم وإرسال الفكرة. بعد سنة من دراسة اللغة تمكنت من التأقلم مع كل الصعوبات ولم تكن صعوبة لي بعد ذلك. اما عن تجاوب الملحقية الثقافية فان التجاوب كبير جدا منهم، في كل الأوقات».

وقال ماجد بن خميس بن زاهر الفهدي تخصص الاختراق الاخلاقي والجرائم الإلكترونية جامعة كوفنتري «أن التحديات تكمن في صعوبة التأقلم على بعد الأهل والأقارب ، واختلاف الجو والحياة الغربية، وكذلك ممكن تكون صعوبة اللغة أو الدراسة في بعض الجامعات، وتستطيع تجاوز التحديات بالإحساس بالمسؤولية ، ووضع الأهداف والسعي لتحقيقها، كما أن التجانس مع الشعب البريطاني ومحاولة فهم طبيعة الثقافة يساهم في تذليل كل الصعوبات».

وأشاد الفهدي بالدور البارز التي تلعبه الملحقية الثقافية من الحد وتذليل المشاكل التي قد يقع فيها الطالب المبتعث، وفي مختلف الاحتياجات التي تمس طالب الدراسة في بريطانيا. وقال عبدالله بن قيس الكندي: إن أصعب مرحلة في حياة المبتعث هي فور وصوله إلى بلاد الابتعاث، حيث لا يجد من يعرفه، لا يعرف طريقه وربما لا يعرف اللغة، ويكمن التحدي في سرعة تكيف الطالب وسرعة تعرفه على من حوله من الأصدقاء سواء كانوا من العمانيين أو غيرهم وإيجاد الطرق المناسبة للعيش في ضوء ضغط الدراسة.

وأضاف الكندي «الحياة الدراسية في بلاد الغربة بلا شك صعبة وأنا أؤمن بأنه لا شيء سهل ولا شيء مستحيل لطالما وضع الطالب المبتعث هدفه نصب عينه، وكرس وقته وجهده لتحقيقه فإنه لا شك سيصيبه، وقد يصيب الطالب بعض الإحباط اذا رسب في مقرر أو حصل على درجات متدنية في مقررات أخرى، في هذه الحالة يجب أن يعرف الطالب أين وقع في الخطأ، وكيف يتجنب هذا الخطأ في المستقبل وأن لا يضع نفسه في دوامة من الحزن واللوم ، أنا دائما ما أردد مقولة لا تذاكر بكثرة، وإنما ذاكر بذكاء، ويجب أن تعرف ماذا يطلب منك المحاضر هل هذه المادة تتطلب الحفظ؟ أم الممارسة المستمرة؟ أم الفهم الكامل؟، كل هذه الأسئلة يجب أن يجيب عليها الطالب بنفسه في بداية الفصل الدراسي». وأشار الكندي إلى تجاوب الملحقية والوزارة منذ بداية مشوار البعثة وقبل السفر يجد الطالب المبتعث نفسه يتردد على وزارة التعليم العالي بكثرة في تخليص إجراءات السفر وقد تأخذ شهورا، في هذه الحالة يجب على الطالب أن لا يضجر ويتأفف فيما يحصل، عليه أن يفهم أن الوزارة تتعامل مع الملحقية أو السفارة في بلاد البعثة، والملحقية أو السفارة تتعامل مع الجامعات والكليات على حسب التخصص وفي نفس الوقت هناك ألوف مؤلفة من الطلاب من أنحاء العالم يقدمون ويرسلون استماراتهم للجامعات، ومن هذا المنطلق عليه أن يتفهم تأخر قبوله و تخليص إجراءات السفر، وحين يصل الطالب إلى بلاد البعثة يكون تواصله دائما مع الملحقية، والملحقية موجودة دائما في خدمة الطالب وهناك أيضا جمعيات طلابية موجودة في معظم مدن الابتعاث التي تساهم في مساعدة الطلبة والطالبات في مختلف النواحي سواء كانت مشكلات اكاديمية أو حتى مشكلات غير اكاديمية كصعوبة إيجاد سكن مناسب.من جانبه قال هلال الريامي أحد المبتعثين إلى أستراليا أن الدراسة بالخارج تعد طموحا للعديد من الطلبة في مختلف التخصصات ، اليوم يحصل الطالب على العديد من الفرص الدراسية، وليس مثل السابق حيث قلة البعثات والفرص القليلة، يجب علينا الإحساس بالمسؤولية تجاه ما يقدمه الوطن لنا من خير، الوطن يحتاج لقلب صلب يسعى بالرقي به ، لا فرد ينتظر من الوطن أن يقدم له كل شيء في طبق جاهز.

وأضاف الريامي الحياة في الخارج تواجه العديد من الصعوبات ولكن طبيعة العمانيين التكافل فيما بينهم، وتذليل كل الصعوبات، كما أن الوزارة والملحقية الثقافية تقوم بدور فعال وكبير في توفير جو دراسي للطالب فيه كل الظروف. وقال اسماعيل الحبسي: إن التحديات كثيرة جدا وقد لا يخلو يوم من وجود تحدي التصادم الثقافي هو أول التحديات التي قد تواجه المبتعثين، فيوجد فرق كليا من ناحية الثقافة وطريقة التعايش بينهم لكن مع مرور الايام قد تتلاشى تدريجيا، وتنظيم الوقت للدراسة والحياة بشكل عام، مع وجود الهدف الأسمى وهو الدراسة خارج الوطن إلا أننا لا بد أن نوازن ونخطط وننظم وقتنا لمتطلبات الحياة اليومية، ويجد الطالب المبتعث صعوبة كبيرة في تنظيم مصروفه الشهري. وأشار الحبسي إلى الدور الذي تلعبه القنصلية في تسهيل التحديات بدعمها للجمعيات الطلابية وتنظيم رابطة بينهم وخلق جو عماني خارج الوطن، ووزارة التعليم العالي لها دور في هذا عن طريق المحاضرات التوعوية التي تنظمها قبل الابتعاث لجميع المبتعثين.