fawzi
fawzi
أعمدة

أمواج: رسالة إلى ابني

08 فبراير 2017
08 فبراير 2017

فوزي بن يونس بن حديد -

[email protected] -

ابني العزيز اليوم أتممت السنة الرابعة عشرة من عمرك، بدأت تخرج من طور الطفولة وتعتلي فترة الشباب، وبدءا من اليوم أصبحت مكلفا بفريضة الصلاة، حيث فرض الله عز وجل عليك خمس صلوات في اليوم والليلة، تؤديها في المسجد قدر المستطاع، ولا تنس أن صلاتك هي محو نجاحك، فلا تكترث بما يقال لك وابتعد عن اللهو قدر الإمكان فإنه يلهي.

اليوم تعيش فترتك الذهبية إذا استغللتها كنت ذهبيًّا، أما إذا ضيّعتها فإنك تضيّع نفسك، احرص على أن تكون قريبا من الله في كل أوقاتك، ضع نفسك أنها مراقبة كمن يراقبك في الامتحان، كوّن نفسك بنفسك، وضع لنفسك شخصية مستقلة غير تابعة لأحد حتى لأبيك، ضع أهدافا في حياتك وحاول تحقيقها بكل السبل الشرعية، ووطّن نفسك على الصدق والإخلاص والالتزام بالخلق الرفيع لتكسب رضا الله في المقام الأول ثم والديك ومن بعدهما الآخرين.

ابني العزيز، لا شيء في الحياة يمكن أن يصنعك بل أنت من تصنع نفسك، كن قريبا من المولى تبارك وتعالى يكن قريبا منك، وأطع والديك ولا تعاند، وكن صادقا مع الله ومع نفسك ومعهما ومع الناس، تنجح في حياتك، إني لا أغني لك من الله شيئا، فما تفعله فهو لنفسك تجني ثمراته في دنياك وآخرتك، واعلم أن الناس لن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك ولن يضروك بشيء لم يكتبه الله لك.

محبة الله سبحانه اجعلها في مقدمة اهتمامك، ثم محبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وبعدها محبة والديك وعائلتك وأقربائك وجيرانك، وأصحابك، صل رحمك ولا تقطعه حتى لو أمرك أبوك بذلك، إذ طاعة الله مقدمة على طاعة الوالدين، وكن حريصا على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واقرأ القرآن واحفظه فإنه أفضل زاد يأخذه الإنسان في قبره وفي يوم المحشر، واقرأ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم واقتد به فإنه أعظم مخلوق على وجه الأرض، وأطع والديك فإنهما بطاعتهما تنجح وتفلح، واقرأ ما شئت من العلوم النافعة فإنها تزيدك بهاء ونقاء.

ولدي الحبيب، أحمد الله أن منّ عليّ بك واليوم صرت رجلا يفهم مهماته في الحياة، فضع لنفسك أولويات حتى تسير على الطريق بسلام، ولا تتنازل عن مبادئك التي حدّدها الإسلام، وكن وفيّا لأبيك وأمك وأخواتك، ولجميع الناس الآخرين، أعلمُ أنك قادر على ذلك لما تتميز به من ذكاء وفطنة وعقل راجح، مازلت في بداية الطريق، واخط خطواتك بكل جرأة، ودون تهوّر، واعلم أن الله معك في كل أحوالك ما دمت تسلك الطريق الصحيح.

أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، تلك هي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لك، فلا تنساها، واعمل بمقتضاها حتى لا تخسر كل شيء، واجتهد في طلب العلم فإنه أساس الحياة، وكن مثابرا ومجتهدا، وابذل كل جهد مادمت في مرحلة الشباب، فهي مصدر القوة والفتوة، ولا تتسرع في نيل النتائج فقد تتأخر النتيجة قليلا، ولا تتردد في أن تظهر نفسك أمام الآخرين أنك واثق مما تقوم به من أعمال.

بنيّ، اعمل من أجل غدك القريب والبعيد، وكن متفائلا ونشيطا على الدوام، واحرص على تكون عنصرا نافعا لأمتك ومجتمعك، وسر دوما بخطوات واثقة، وثق أن الله لن يخذلك، وعش حياتك سعيدا، وحدد أهدافك التي ترمي لتحقيقها، واسع إلى ذلك بكل عزيمة وإصرار وتحدٍّ، ترى المستقبل أمامك وقد ظهرت بوادره، وابتعد عن كل ما يسيئك واحذ رفقاء السوء فإنهم لن ينفعوك.