mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: عمق السوق.. نظرة في تداولات يناير

07 فبراير 2017
07 فبراير 2017

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

كثيرا ما ينظر الاقتصاديون إلى سوق الأوراق المالية باعتبارها مرآة للاقتصادات الوطنية ومعبّرة عما يشهده الاقتصاد من نمو وما يعتريه من ركود، وتأثيرات النمو والركود على القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة، كما أن الأسواق التي تتمتع بوجود عدد لا بأس به من الشركات الكبرى ذات الرساميل المرتفعة والأداء المالي الجيد تستطيع بسرعة استيعاب تأثيرات الأزمات المالية والاقتصادية عليها وعلى المستثمرين فيها بحيث تكون أقل حدة على كليهما؛ فلا نجد هبوطا حادا في مؤشرات السوق وحتى إذا هبطت اليوم فإنها تستطيع تعويض هذا الهبوط في الأيام التالية.

ولعله من المناسب الإشارة إلى أن تداولات سوق مسقط للأوراق المالية في شهر يناير أظهرت العديد من الحقائق التي علينا الاهتمام بها، وفي مقدمتها أن شركتين فقط استحوذتا على أكثر من 22% من قيمة التداولات وهما الشركة العمانية القطرية للاتصالات “أُوريدو” والشركة العمانية للاتصالات “عمانتل”، وقد بلغت قيمة التداولات على سهم “أُوريدو” حوالي 9 ملايين ريال عماني ومثّلت هذه التداولات 11.6% من إجمالي قيمة التداول البالغة 77.4 مليون ريال عماني، فيما بلغت قيمة التداول على سهم “عمانتل” حوالي 8.6 مليون ريال عماني أي 11% من إجمالي قيمة التداول مع الإشارة إلى أن عدد الأوراق المالية (الأسهم والسندات والصكوك) التي تم تداولها خلال شهر يناير بلغ 71 ورقة مالية.

كذلك من الملاحظ أن البنك الوطني العماني وبنك مسقط بتداولاتهما البالغة 11.5 مليون ريال عماني استحوذا مجتمعين على 14.8% من إجمالي قيمة التداول، وإذا أضفنا إلى هذه الشركات الأربع تداولات شركة اس ام ان باور القابضة وشركة الأسماك العمانية البالغة مجتمعة 9.4 مليون ريال عماني والتي تمثل 12.2% من إجمالي قيمة التداول فإننا نجد أن هذه الشركات الست استحوذت على حوالي 50% من إجمالي قيمة التداول في حين أن هناك 65 ورقة مالية أخرى تم تداولها الشهر الماضي إلا أنها لم تحظ بما حظيت به هذه الشركات من اهتمام المستثمرين وإقبالهم على الشراء وهو ما يؤكد أن السوق في حاجة إلى زيادة عمقها من خلال إدراج عدد من الشركات الكبرى التي تستقطب المستثمرين.

وفي تقديرنا أن زيادة أعداد الشركات الكبرى المدرجة في السوق سوف تساهم في توفير المزيد من البدائل أمام المستثمرين لتنويع محافظهم الاستثمارية وهو ما يجنبهم الكثير من المخاطر عند هبوط الأسواق ويساهم في نمو أرباحهم عند انتعاشها.