الكلباني: انتشار الجمعيات التطوعية غاية نسعى لها

تدشين برنامج «نشمي» للعمل التطوعي -

مليار متطوع حول العالم منهم 64 مليونا في الشرق الأوسط -

كتب - عامر الأنصاري -

أكد معالي الشيخ محمد بن سعّيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية أن الوزارة تبت في طلبات تسجيل الجمعيات الخيرية والتطوعية مباشرة، ولا يوجد تأخير بهذا الشأن، إلا إذا كانت الجمعية تخرج عن إطار عمل الجمعيات الأهلية في السلطنة، قائلاً: «أي جمعية خيرية أو تطوعية تستوفي كافة الشروط فإنها تحصل على موافقة وزارة التنمية الاجتماعية مباشرة».

جاء ذلك خلال رعاية معاليه أمس الأول حفل تدشين برنامج «نشمي» للعمل التطوعي، الذي كان نتيجة عمل دؤوب بالاشتراك مع وزارة التنمية الاجتماعية، والجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية، والشبكة العمانية للمتطوعين «تعاون»، وبنك «اتش اس بي سي» وذلك في فندق كراون بلازا بمسقط.

وفي هذا الشأن قال معاليه: «هذه المبادرة التي أطلقت هي مبادرة جديدة تهدف إلى زيادة عدد المتطوعين وتدريبهم، والهدف الأساسي هو أن يكون المتطوع على دراية بقيمة العمل الذي يقدمه للمجتمع، وتقديم عمل للمجتمع وفق نظرة محددة ومعايير صحيحة، وهذا أمر مهم للغاية وخاصة أن البرنامج يستهدف كافة المتطوعين في السلطنة ويهدف إلى تدريبهم على أسس حديثة بصورة جديدة تعزز من العمل التطوعي».

وتابع الكلباني: «انتشار الجمعيات التطوعية في مختلف محافظات السلطنة غاية مهمة تسعى لها الوزارة؛ لأن الجمعيات تفتح بابًا لكل المتطوعين للمشاركة على مختلف المستويات».

واختتم الكلباني تصريحه: «تظل الجمعيات التطوعية في السلطنة حديثة عهد وتحتاج إلى تجديد وعمل مستمر ليكون عملها أصيلاً وممنهجًا، ومثل مبادرة (نشمي) تضع المتطوعين على مسار صحيح من خلال الدورات التي تعزز مهارات عديدة لدى المتطوعين منها طرق التعامل مع الآخرين، واستدامة العمل التطوعي، والتواصل مع مؤسسات القطاع الخاص لحثها على المبادرة بالعمل التطوعي، كما أن الوزارة تتعاون مع كثير من الجمعيات الخيرية في تقديم خدمات للمجتمع، وخلال السنوات القادمة نأمل أن تكون هناك نقلة نوعية للجمعيات لتقدم الكثير من الخدمات لتصل إلى المجتمع مباشرة».

رؤية «نشمي»

وبدوره تحدث يحيى البلوشي المنسق العام للشبكة العمانية للمتطوعين «تعاون» عن برنامج نشمي، قائلاً: «رؤية البرنامج أن تكون السلطنة من رواد العمل التطوعي في الوطن العربي، وذلك من خلال المساهمة في تحسين حياة الناس وتطوير مساهمتهم في المجتمع المدني».

وأوضح بأن برنامج نشمي عبارة عن رتبة تطوعية تُمنح للمتطوعين عند استيفائهم الشروط، منها المشاركة في أربع دورات تدريبية وهي «دورة العيادة الخارجية التطوعية» و« دورة أساسيات العمل التطوعي» و«دورة أساسيات الإسعافات الأولية» وأخيرًا «دورة التخطيط في إدارة المشاريع التطوعية».

إضافة إلى القيام بمشروع تطوعي عملي واحد على الأقل لا تقل عن 10 ساعات، تحت مظلة الجمعية العمانية للموارد البشرية، أو مع الشبكة العمانية للمتطوعين «تعاون»، أو أية جمعية تطوعية معتمدة.

وحول أهداف البرنامج قال البلوشي: «من أهم الأهداف تدريب وتأهيل المتطوعين، والتعريف بالأنظمة والقوانين التي تؤثر على العمل التطوعي بالسلطنة، والتعريف بالمنهجية الحديثة بعالم المنظمات التطوعية والمجتمع المدني»، إلى جانب العديد من الأهداف الأخرى.

مليار متطوع

وقد تحدث في الحفل علي العبري رئيس دائرة الموارد البشرية في بنك «اتش إس بي سي»، مؤكدًا أن برنامج «نشمي» رأى النور بعد أشهر طويلة من العمل، ومن أهم الأهداف التي وضعت له ترسيخ العمل التطوعي في إطار قانوني وتشريعي وتنظيمي، كما أكد أن العمل التطوعي هو من صميم قيم الدين الحنيف، ومن صميم طبيعة المجتمع العماني، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على العمل التطوعي غير المادي ما يترتب على ذلك من ثواب عظيم وقيمة إنسانية راقية، مشيرا إلى إحصائيات عدد المتطوعين في العالم حيث بلغ عددهم المليار متطوع حول العالم، منهم 64 مليون فرد في الشرق الأوسط، كما أشار إلى أن 36 % من إجمالي عدد المتطوعين في العالم يعملون تحت مظلة مؤسسات رسمية، والباقي 64 % يعملون مباشرة من تلقاء أنفسهم.

مبادرات محلية ودولية

وتضمن الحفل كلمة لـدانا كمالي مدير أول استدامة في مكتب بنك «اتش اس بي سي» الإقليمي الكائن في دبي، أشارت خلالها إلى المبادرات التطوعية التي يقوم بها البنك حول العالم وفي دول المنطقة، مستعرضة صورًا كثيرةً من المتطوعين التابعين للبنك والأعمال الخيرية الواسعة.

كذلك قدم يونس العنقودي رئيس قسم إدارة البيانات في وزارة التربية والتعليم ورقة تناولت مفهوم العمل التطوعي بالسلطنة، مؤكدًا أن المبادرات التطوعية في السلطنة عديدة وتجاوزت المساعدات العينية للمحتاجين إلى أعمال تطوعية بيئية وعلمية وغيرها من المجالات.

وفي ختام الحفل تم تكريم عدد من الداعمين للبرنامج، وتم تقديم هدية تذكارية لراعي الحفل.